المصدر -
اعتلت منصة النادي الأدبي، تلك الفتاة حنطية البشرة سوداوية العينين، ترتدي فستاناً مصنوعاً من الـ "كابوي" يشبه العباءة، وطرحة رأس بنية غامقة، عرفت بنفسها أنا الكاتبة بدرية البشر، أشارك في هذا المكان للمرة الثانية، إذ كانت مشاركتي الأولى نهاية التسعينات.
وكشفت الكاتبة السعودية الدكتورة بدرية البشر عن مراحل عاشتها المملكة دون أن يكون للمرأة فيها أي مشاركات ملموسة، إذ الجميع وقتها كان يتعامل على قاعدة "صوت المرأة عورة"، مشيرةً إلى أنها فصّلت سيناريوهات النظرة للمرأة في كتابها "طاش قراءة في ذهنية التحريم".
وأوضحت الكاتبة بدرية البشر خلال ندوة "تجارب" التي قدمتها في النادي الأدبي أمس أنها قطعت الكثير من المسافات للوصول إلى القارئ وتحقيق شرارة الإبداع، مشيرةً إلى أن أول كتاب لها لم يشتره أحد، فمن العاقل وقتها ليصرف 20 ريالاً ليشتري كتاباً لمؤلفة مغمورة؟! ما حفزها للبحث عن طريق لتعريف القارئ بذاتها.
وبينت أن شريحة الجمهور الشفوي يسهل استهدافها عبر التلفزيون، وأنها تمكنت من الوصول إليها من خلال برنامج بدرية على قناة (ام بي سي) وغيرها من القنوات، ما استدعى أن تظهر في أكثر من برنامج تلفزيوني للتعريف بهوية المرأة السعودية.
وقالت: "تجربتي مع الرواية جعلتني أستمتع بما أكتب، وزاد من قدرتي على الحوار، لإيماني بما وصفه تشارلز ديكنز بالنضج، بمعنى أن لديك أشياء لتقولها ولكنك لا تقولها لأحد".
وأشارت إلى أنها تتبنى رؤية الكاتب التركي الحاصل على جائزة نوبل باموك حين قال: "قرأت كتاباً فتغيرت حياتي"، مشيرةً إلى أن أول محاولة للقراءة لها كانت حين أعطت شقيقها 50 ريالاً وطلبت منه أن يشتري لها رواية أو قصة فاشترى "الزمبقة السوداء".
ولفتت إلى أنها حين قرأت رواية البؤساء ليفكتور هوجو، ربطتها فوراً بوضع النساء السعوديات سابقاً، إذ كان البعض يظن الصحفيات مثلاً يجلسن طوال الوقت مع الرجال ويحتسين القهوة، متناسين الدور الفعلي للكاتبات أو الكيان الذي تصنعه المرأة.
وبينت أن بدايتها في عالم الصحافة مضحكة، إذ كانت الصحافيات يفرشن الصحف القديمة ويبدأن بتقليد ما يُكتب، في ظل غياب أي دورات أو برامج تطوير، لافتةً إلى أن المواد "الغلّة" ترسل للمطبعة عن طريق شاب سوداني "آدم"، وهو كان حلقة الوصل بين عالم الرجال وعالم النساء في صحيفة الرياض قبل سنوات التنوير التي أطلقها مهندس الرؤية الأمير محمد بن سلمان.
وأضافت: "كنا نستمتع بمشاهدة موادنا منشورةً في الصحيفة، ولكن لا نعرف الخطوات التي تمت في التصحيح والإخراج والمطبعة، ما استدعى أن نجتمع ونطلب من رئيس التحرير وقتها الراحل تركي السديري السماح لنا بزيارة المطبعة".
وأضافت أنهن قمن بزيارة المطبعة بعدها بأيام، وكانت خالية من الرجال تماماً، آلات ومطابع تتحرك وحدها، مباني ومكاتب بلا موظفين طوال جولتنا في أقسام المطبعة، عشنا دقائق في عالم الرجال وانسحبنا نتبادل الأحاديث عن عالم يبعد عنا أمتاراً قليلة.
ولفتت إلى أن رحلتها الكتابية بدأت في مجلة اليمامة ثم انتقلت إلى جريدة الرياض التي منحتها الفرصة لاحقاً للحصول على جائزة أفضل عمود صحفي عربي.
وقالت: "إن العالم "الورقي" حالياً في تنازل، كما أن الصحافة ذاتها في تراجع في ظل السلوك الاستهلاكي لعشاق وسائل التواصل"، مشيرةً إلى أن القارئ "لئيم"، فلا يبادر بالسلام عليك إلا بعد تعب، بعكس المشاهد الذي يبادر فوراً بالسلام والثناء وتبادل الأحاديث.
وبينت أن كتابها عن جهيمان لاقى صدىً جيداً في السعودية أكثر من غراميات الأعشى، ربما لأنه تناول مرحلة حساسة من تاريخ السعودية، مشيرةً إلى أننا الآن نعيش عصر التنوير، والساحة متعطشة للدراما والسينما، والمرأة حصلت على كل حقوقها التي كان بعضها أشبه بحلم.
وأكدت أنه لو عاد بها الزمن، لفضلت أن تكون كاتبة، لأن المرأة هي مَن خَلَق الحكاية، خاصة وأن الجميع يذكر أحاديث الجدّات لا الأجداد، لأن القدرة اللغوية عند النساء أعلى منها عند الرجال، ولكن المرأة الشرقية كانت أنثى متوارية، مع أن الخنساء مثلاً كانت تُعدّ من فحول الشعراء.
وقالت: "حصلت حوادث سخيفة، على خلفية ما يقدمه الفنان السعودي في التلفزيون، حتى وصلت الحماقة بالبعض إلى تكفيره على خلفية مشهد قدمه في مسلسل أو فلم، قُتل فيه خلال حلقات المسلسل شخص، متناسين أنه مجرد تمثيل وإخراج، ولا داعي لإخراج مشهد القتل إلى الشارع".
وأضافت: "في بداية مشواري لم يتقبلني المجتمع، إلا أن مساندة والدي وقناعته ألهمتني وشجعتني، إذ كان يردّ على كلّ فضولي أو متطفل قائلاً: بنتي عندها رأي وهذا رأيها وهي حرة به".
وزادت: "إن المجتمع السعودي شهد تحولات مارثونية، بدأت بـ "أنا معك بس لو"، "يعني هو بصير بس أنت عارف نظرات الناس"، وحين تمكنت النساء من إثارة المياه الراكدة وإطلاق المبادرات، ذهل الجميع بحجم الإبداعات التي تختزنها السعوديات، لأن القضايا اختلفت في عهد النت والابتعاث وطاقات الشبان، ولم يعد بالإمكان لجم حرية المرأة".
وبينت أنها تسعد أن قدمت كتابها "الوعي النسوي" على شكل محاضرات قبل أن تحوّله إلى كتابٍ يسترسل بشرح أفكار السعوديات قديماً وحديثاً، وقالت: "حين أرافق زوجي الممثل ناصر القصبي في الأماكن نستمتع بالكثيرين الذين يتعرفون علينا ويلتقطون الصور معنا، وكلّ منا يكمل الآخر بالأفكار".
يذكر أن أشهر أعمال البشر القصصية والروائية، هي: حبة الهال، نهاية اللعبة، الحياة الاجتماعية في نجد، زائرات الخميس، طريق الجمال السبعة، هند والعسكر. إضافة إلى: معارك طاش ما طاش، الأرجوحة، وكذلك غراميات شارع الأعشى، كما أسست أخيراً قناة توعوية على التلغرام.
اعتلت منصة النادي الأدبي، تلك الفتاة حنطية البشرة سوداوية العينين، ترتدي فستاناً مصنوعاً من الـ "كابوي" يشبه العباءة، وطرحة رأس بنية غامقة، عرفت بنفسها أنا الكاتبة بدرية البشر، أشارك في هذا المكان للمرة الثانية، إذ كانت مشاركتي الأولى نهاية التسعينات.
وكشفت الكاتبة السعودية الدكتورة بدرية البشر عن مراحل عاشتها المملكة دون أن يكون للمرأة فيها أي مشاركات ملموسة، إذ الجميع وقتها كان يتعامل على قاعدة "صوت المرأة عورة"، مشيرةً إلى أنها فصّلت سيناريوهات النظرة للمرأة في كتابها "طاش قراءة في ذهنية التحريم".
وأوضحت الكاتبة بدرية البشر خلال ندوة "تجارب" التي قدمتها في النادي الأدبي أمس أنها قطعت الكثير من المسافات للوصول إلى القارئ وتحقيق شرارة الإبداع، مشيرةً إلى أن أول كتاب لها لم يشتره أحد، فمن العاقل وقتها ليصرف 20 ريالاً ليشتري كتاباً لمؤلفة مغمورة؟! ما حفزها للبحث عن طريق لتعريف القارئ بذاتها.
وبينت أن شريحة الجمهور الشفوي يسهل استهدافها عبر التلفزيون، وأنها تمكنت من الوصول إليها من خلال برنامج بدرية على قناة (ام بي سي) وغيرها من القنوات، ما استدعى أن تظهر في أكثر من برنامج تلفزيوني للتعريف بهوية المرأة السعودية.
وقالت: "تجربتي مع الرواية جعلتني أستمتع بما أكتب، وزاد من قدرتي على الحوار، لإيماني بما وصفه تشارلز ديكنز بالنضج، بمعنى أن لديك أشياء لتقولها ولكنك لا تقولها لأحد".
وأشارت إلى أنها تتبنى رؤية الكاتب التركي الحاصل على جائزة نوبل باموك حين قال: "قرأت كتاباً فتغيرت حياتي"، مشيرةً إلى أن أول محاولة للقراءة لها كانت حين أعطت شقيقها 50 ريالاً وطلبت منه أن يشتري لها رواية أو قصة فاشترى "الزمبقة السوداء".
ولفتت إلى أنها حين قرأت رواية البؤساء ليفكتور هوجو، ربطتها فوراً بوضع النساء السعوديات سابقاً، إذ كان البعض يظن الصحفيات مثلاً يجلسن طوال الوقت مع الرجال ويحتسين القهوة، متناسين الدور الفعلي للكاتبات أو الكيان الذي تصنعه المرأة.
وبينت أن بدايتها في عالم الصحافة مضحكة، إذ كانت الصحافيات يفرشن الصحف القديمة ويبدأن بتقليد ما يُكتب، في ظل غياب أي دورات أو برامج تطوير، لافتةً إلى أن المواد "الغلّة" ترسل للمطبعة عن طريق شاب سوداني "آدم"، وهو كان حلقة الوصل بين عالم الرجال وعالم النساء في صحيفة الرياض قبل سنوات التنوير التي أطلقها مهندس الرؤية الأمير محمد بن سلمان.
وأضافت: "كنا نستمتع بمشاهدة موادنا منشورةً في الصحيفة، ولكن لا نعرف الخطوات التي تمت في التصحيح والإخراج والمطبعة، ما استدعى أن نجتمع ونطلب من رئيس التحرير وقتها الراحل تركي السديري السماح لنا بزيارة المطبعة".
وأضافت أنهن قمن بزيارة المطبعة بعدها بأيام، وكانت خالية من الرجال تماماً، آلات ومطابع تتحرك وحدها، مباني ومكاتب بلا موظفين طوال جولتنا في أقسام المطبعة، عشنا دقائق في عالم الرجال وانسحبنا نتبادل الأحاديث عن عالم يبعد عنا أمتاراً قليلة.
ولفتت إلى أن رحلتها الكتابية بدأت في مجلة اليمامة ثم انتقلت إلى جريدة الرياض التي منحتها الفرصة لاحقاً للحصول على جائزة أفضل عمود صحفي عربي.
وقالت: "إن العالم "الورقي" حالياً في تنازل، كما أن الصحافة ذاتها في تراجع في ظل السلوك الاستهلاكي لعشاق وسائل التواصل"، مشيرةً إلى أن القارئ "لئيم"، فلا يبادر بالسلام عليك إلا بعد تعب، بعكس المشاهد الذي يبادر فوراً بالسلام والثناء وتبادل الأحاديث.
وبينت أن كتابها عن جهيمان لاقى صدىً جيداً في السعودية أكثر من غراميات الأعشى، ربما لأنه تناول مرحلة حساسة من تاريخ السعودية، مشيرةً إلى أننا الآن نعيش عصر التنوير، والساحة متعطشة للدراما والسينما، والمرأة حصلت على كل حقوقها التي كان بعضها أشبه بحلم.
وأكدت أنه لو عاد بها الزمن، لفضلت أن تكون كاتبة، لأن المرأة هي مَن خَلَق الحكاية، خاصة وأن الجميع يذكر أحاديث الجدّات لا الأجداد، لأن القدرة اللغوية عند النساء أعلى منها عند الرجال، ولكن المرأة الشرقية كانت أنثى متوارية، مع أن الخنساء مثلاً كانت تُعدّ من فحول الشعراء.
وقالت: "حصلت حوادث سخيفة، على خلفية ما يقدمه الفنان السعودي في التلفزيون، حتى وصلت الحماقة بالبعض إلى تكفيره على خلفية مشهد قدمه في مسلسل أو فلم، قُتل فيه خلال حلقات المسلسل شخص، متناسين أنه مجرد تمثيل وإخراج، ولا داعي لإخراج مشهد القتل إلى الشارع".
وأضافت: "في بداية مشواري لم يتقبلني المجتمع، إلا أن مساندة والدي وقناعته ألهمتني وشجعتني، إذ كان يردّ على كلّ فضولي أو متطفل قائلاً: بنتي عندها رأي وهذا رأيها وهي حرة به".
وزادت: "إن المجتمع السعودي شهد تحولات مارثونية، بدأت بـ "أنا معك بس لو"، "يعني هو بصير بس أنت عارف نظرات الناس"، وحين تمكنت النساء من إثارة المياه الراكدة وإطلاق المبادرات، ذهل الجميع بحجم الإبداعات التي تختزنها السعوديات، لأن القضايا اختلفت في عهد النت والابتعاث وطاقات الشبان، ولم يعد بالإمكان لجم حرية المرأة".
وبينت أنها تسعد أن قدمت كتابها "الوعي النسوي" على شكل محاضرات قبل أن تحوّله إلى كتابٍ يسترسل بشرح أفكار السعوديات قديماً وحديثاً، وقالت: "حين أرافق زوجي الممثل ناصر القصبي في الأماكن نستمتع بالكثيرين الذين يتعرفون علينا ويلتقطون الصور معنا، وكلّ منا يكمل الآخر بالأفكار".
يذكر أن أشهر أعمال البشر القصصية والروائية، هي: حبة الهال، نهاية اللعبة، الحياة الاجتماعية في نجد، زائرات الخميس، طريق الجمال السبعة، هند والعسكر. إضافة إلى: معارك طاش ما طاش، الأرجوحة، وكذلك غراميات شارع الأعشى، كما أسست أخيراً قناة توعوية على التلغرام.