المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
أمراض الكلى بين الصيام والرخصة
محمد الياس - فقيد غرب رحمه الله
بواسطة : محمد الياس - فقيد غرب رحمه الله 18-05-2019 01:41 صباحاً 21.0K
المصدر -  بقلم . د . عبدالرحمن المتوكل

لست هنا لأتحدّث في جانب فقهي ولا شك، فقد قيل قديماً أن العلم علمان، علم الأديان وعلم الأبدان، ورخصتي لا تتجاوز معرفتي بالثانية منهما.
ومع العودة المحمودة للشهر الفضيل، تنتظره أرواحنا وحواسنا بكل توق، تجدّد أسئلة الصحّة، بين الصيام والفطر في رمضان، وفي شؤون كثيرة منها أمراض الكلى.

وقد علّمنا نبيُّنا فهمَ ديننا، واجتهد في تفسير متعلقات العبادة منه فقهاؤنا، ولا جدال في أنّ الصيام واجب على كل مسلم ومسلمة ما لم تكن هناك مشقة أو ضرر قد يلحق بالإنسان. وقد بيّن لنا نبيّنا صلوات الله عليه جانباً بدنيّاً ونفسيّاً للصيام، بقوله صلوات الله عليه: "صوموا تصحوا"، كما صحّ عنه أنه قال في حديث آخر: "لا ضرر ولا ضرار". فإذا جمعنا مضمون الحديثين في فهم ما يرتبط بحالتنا الصحيّة نوقن أنّ في الصيام فوائد للجسم، وبالتالي للكلى أيضاً، وهناك موانع تتعلّق بقدرة الإنسان على الصيام، وكذلك فاعليّة الكلى في العمل بشكل سليم. وهنا فإنّنا نعود إلى قراءة وحي نبيّنا في منع الضرر عن الإنسان، لأنّ أي قصور في وظائف الكلى هو إضرارٌ بالنفس، ولكي يكون الصيام على الوجه الصحيح ينبغي أن نستوثق من أنّ الجسم قادر عن الامتناع عن الشراب والطعام دون تداعيات.

ومن جانب آخر يعمد علماء الطب إلى التشجيع على الصيام لما فيه من فوائد، ولما يمثّله من فترة راحة للجسم، تهيئ للكلى إتمام عملها بالشكل الأمثل، والتخلص من الفضلات والسموم عن طريق البول. فإذا كانت الكليتان تعملان دون أي اختلال في وظائفهما كان الصيام مفيداً لهما، شريطة عدم إجهادهما بأحمال ثقيلة بعد الإفطار مباشرة، وتنازل كميات كافية من الماء خلال ساعات الإفطار، وعدم التعرض للجفاف.

وعودة إلى موانع الصيام، وفي حال وجود أي خلل في وظائف الكلى فلا بدّ من تقييم الوضع سريريّاً، لمعرفة درجة القصور الكلوي، وفق خمس مراحل ترتبط بمستوى أداء الكلية لوظائفها.

وفي حال تمّ تشخيص الحالة ضمن المرحلة الأولى فلا يوجد ما يمنع الصيام، وهو ما ينطبق على المرحلة الثانية، أما في المراحل الأخرى فيجب دائماً مناقشة الطبيب المعالج المتخصّص (طبيب الكلى)، حيث وأن تقييم الحالة يعتمد على جوانب تشخيصيّة، ويختلف من مريض لآخر.

وينطبق ما ورد على المرضى الذين يعانون من حصوات في الكلى، حيث يحدّد حجم الحصوات ونوعها ومكان وجودها مدى إمكان الصيام، تجنّباً لأي تداعيات على الصحّة.
نسأل الله الشفاء للجميع وأن يوفقنا لما يحبه ويرضاه.

*إستشاري أمراض الكلى بمستشفى الحمادي بالرياض