المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
السبت 23 نوفمبر 2024
يوسف بن ناجي- سفير غرب
بواسطة : يوسف بن ناجي- سفير غرب 06-04-2019 08:17 مساءً 40.9K
المصدر -  
في حوار أجرته "غرب" حول موضوع «أهمية العناية بضعف البصر» مع الدكتور هاني عبدالله الرحيلي رئيس قسم البصريات سابقاً بمستشفى جامعة الملك عبدالعزيز بجدة وأخصائي ضعف البصر سابقاً بجمعية إبصار الخيرية.

في البداية حدثنا عن اللقب المهني حاليا؟


باحث دكتوراة في البصريات الاكلنيكيه بجامعة ليفربول - بريطانيا

ماهي النصيحة التي ترغب في توجيهها للفاحص في ضعف البصر؟


مهم جداً أخذ تاريخ الحاله المرضية بالتفصيل وسؤال المريض عن احتياجاته ومتطلباته سواء البصرية أو مهام الحياة اليومية مثل التنقل داخل المنزل أو الخروج. من المهم أيضا قياس البقايا البصرية ومحاولة الإستفادة القصوى منها بالمعينات البصرية والتأهيل بتدريب المريض على المعينات الموصوفة قبل الحصول عليها وبعد اقتنائها. المتابعه الدورية يجب أن لا نغفل عنها هل حالته مستقرة أو تسوء، هل المعينات ما زالت مناسبة لحالته البصرية أو تحتاج للتغيير، هل هنالك مستجدات أو أهداف جديدة لدى المريض. لابد للفاحص أن يقرر هل ضعيف البصر يحتاج التحويل للتأهيل أو التدخل المبكر أو أخذ دورات معينة مثل تعلم طريقة برايل أو التدرب على العصا البيضاء أو الطباعه والتصفح واستخدام الإنترنت على الحاسب أو الجوال. وهل الأهل يحتاجوا للتدريب في أشياء معينة خاصة في حالات الأطفال والتدخل المبكر.

حدثنا عن تحديات ضعيف البصر؟


في البداية لابد أن نبين من هو المعاق بصريا أو ضعيف الإبصار فهو أي إنسان لا يستطيع تأدية المهام البصرية الأساسية بسهولة *كالقراءة ومشاهدة التلفاز ومعرفة الوجوه ولا يمكن أن يستفيد من النظارات الطبية الاعتيادية أو القطرات العلاجية أو العمليات الجراحية والتعريف القانوني الطبي هو شخص لديه حدة بصر تبلغ 200/20 أو أقل في العين الأقوى بعد اتخاذ الإجراءات التصحيحية اللازمة أو لديه مجال بصري محدود لا يزيد عن20 درجة.*

ضعيف البصر يواجه مشكلات عده ومتنوعه نفسيه وصحية واسرية واجتماعية. إن مجرد الشعور بالاختلاف عن الأفراد العاديين يسبب للفرد قلق نفسي، وذلك لأن عجز المعاق بصرياً يفرض عليه عالما محدوداً وحين يرغب في الخروج من عالمه الضيق والاندماج في عالم المبصرين ، يجد نفسه يحتاج إلى الإستقلال والتحرر ولكنه حينما يقوم بذلك يصطدم بآثار عجزه التي تدفعه مرة أخرى إلى عالمه المحدود وحينئذ يتعرض لاضطرابات نفسية حادة نتيجة لشعوره بعجزه عن الحركة بحرية وعلى السيطرة على بيئته كما يسيطر عليها المبصر، فحركة المعاق بصرياً تبدو مضطربة بطيئة وتخلو من عنصر الثقة، يتجلى فيها الخوف من أن يصطدم بشيء أو يتعثر أو يقع ولذلك يكبت المعاق بصرياً دافع حب المعرفة واستكشاف ما حوله. ويعانون أيضاً من قلق الفقدان الكلي للبصر إذ يخشون فقدان البقية الباقية من بصرهم ويصبحوا مكفوفين كلياً.

إن تعامل الأسرة نحو أطفالهم ضعاف البصر تلعب الدور الكبير في تقبله للإعاقة أو رفضها *ومن ثم في تكيفه النفسي والإجتماعي فهناك تصرفات مختلفة من الوالدين نحو الطفل المعاق بصرياً منها: القبول، الرفض ، التدليل والحماية المبالغة، إنكار وجود الإعاقة ويصاحب ذلك عدم القدرة والدراية الكافية من الوالدين على التصرف مع ضعيف البصر.

سوء الفهم من المجتمع الذي يعتبر أن المعاق بصرياً تابع ، وفي تبعيته هذه يشعر أو يشعره الآخرون بأنه عبئاً ثقيلاً عليهم. ضعاف البصر يجب أن يأخذوا مكانهم الحقيقي في مجتمعهم لابد من أن تنظر إليهم الجماعة المبصرة كأفراد لكل منهم خصائصه المميزة.

كشفت دراسة استطلاعية أجرتها جمعية «إبصار» للتأهيل وخدمة الإعاقة البصرية إبان إدارة الأستاذ محمد بلو أن 21% ممن أصيبوا بإعاقة بصرية توقفوا عن العمل والدراسة، منهم 15% توقفوا عن العمل بعد الإصابة بمشكلة في البصر، و6% توقفوا عن مواصلة التعليم ، و أشارت الدراسة *أن العمليات الجراحية والخدمات الطبية والفحص الطبي المبكر للبصر ساعد على تحسين الحياة المعيشية وظروف الإبصار بصورة مباشرة لديهم بشكل عام وأشارت الدراسة أيضا إلى أن الإعاقة البصرية تسببت لـ15% في مشكلات إجتماعية، في حين أكد 56% من الحالات المصابة بالإعاقة البصرية أنها تسببت لهم في مشكلات صحية، ومثلت المشكلات المتنوعة 13%، مثل صعوبة المشي، وعدم القدرة على مساعدة الأبناء في دراستهم، وعدم التكيف مع الحياة اليومية، وصعوبة الحركة والتنقل. وأشار 16% إلى أن تأثير الإعاقة البصرية عليهم كان ضئيلا.

وما يزيد مشاكل ضعاف البصر وذويهم اشكالية ندرة عيادات ضعف البصر والتأهيل في الغالبية العظمى من المستشفيات حتى المتخصصة في العيون سواء الحكومية أو الخاصة.

ما أهم ملاحظاتكم في العناية بضعف البصر في بريطانيا؟


حسب أحد الدراسات السابقة أن 65% *من المراكز والأقسام المتخصصة بالعيون تقدم خدمات لضعاف البصر وتقدم حوالي 155 ألف استشارة سنوياً. ويتم منح شهادة إعاقة بصرية وهي شهادة ليست للأغراض الطبية يستفيد حاملها لكثير من التسهيلات والاعفاءات من الرسوم والضرائب. ضعاف البصر في المدارس يتم دمجهم و يخصص دعم من الجهات المعنية سواء مادي أو دراسي. المجموعات التطوعية في الأحياء تقوم بزيارة للمنازل ودار المسنين للمساعدة والتأهيل وعمل لقاءات بين سكان الحي و ضعاف البصر.

عند التجهيز للحوار معكم تطرقتم إلى رساله للجهات الأكاديمية فيما يخص ضعيف البصر ماهي؟

في الحقيقة توجد عدة رسائل منها أنه:

توجد بعض الشروط التي تحرم ضعيف البصر أو الكفيف من الإلتحاق بالوظائف الأكاديمية مثل سلامة الحواس للمتقدم معيد مثلا. رأينا من ضعاف البصر والكفيفين الشيخ والمخترع و الإعلامي والصحفي والشاعر والرسام، فنتمنى الدعم الغير مشروط.

سرعة القراءة والكتابة لدى ضعيف البصر لا تقارن بالإنسان السليم وكثير من الحالات تكون بتعب وجهد كبير، اتمنى اعطاءهم حقهم من الوقت وتقدير الصعوبات التي يواجهونها حيث رأيت كثير من الحالات يشتكون من عدم تفهم وضعهم. ولا أنسى السماح لهم بإستخدام المكبرات البصرية أو الإلكترونية وأنها ليست أداة للغش.

على الجهات الأكاديمية الإهتمام بتدريب الكوادر المختصة وتأهيلها للعمل في عيادات ضعف الإبصار حيث أن هناك ندرة حقيقة في هذه الكوادر.

كم عدد عيادات ضعف البصر في بريطانيا؟


لم أتمكن من الحصول على إحصائية بعدد عيادات ضعف البصر في بريطانيا لكن حسب تقرير في مجلة العيون البريطانية أن خدمات ضعف الإبصار متركزة في المدن الكبيرة والمتحضرة. وكما ذكرت سابقاً أن 65% من مراكز ومستشفيات العيون تقدم خدمات لضعاف البصر و 15% من عيادات البصريات تقدم هذه الخدمة.


ماهي نسبة الذين يحصلون على الخدمة؟ وهل توجد أي إحصائية لديكم؟

في بريطانيا يقدر عدد ضعاف البصر بمليونين من تعداد السكان البالغ 62 مليون، ومن المتوقع تضاعف هذا الرقم إلى الضعف ( 4 مليون) في عام 2050. حسب عدد المسجلين في شهادات الإعاقة البصرية لعام 2014 كان هناك 143400 لديهم إعاقة بصرية شديدة و 147700 لديهم إعاقة بصرية طفيفة.

لدى الأطفال لأقل من عمر 4 سنوات كان هناك إزدياد في عدد حالات الإعاقة البصرية من عام 2011 إلى 2014 بنسبة 3% للإعاقة الشديدة *و 17% للإعاقة الطفيفة. وللاطفال من عمر 5 إلى 17 سنوات كان هناك إنخفاض للإعاقة الشديدة بنسبة 5% و 1% للإعاقة الطفيفة ما بين عامي 2011 إلى 2014


خاتمة تحب توجيهها للقراء خاصة أنه غداً يوافق يوم 7 إبريل "يوم الصحة العالمي"؟

إن نشر ثقافة الكشف المبكر وزيادة الوعي أهم عامل للحد من تفاقم ضعف الإبصار إذا علمنا أنه 80% من حالات ضعف البصر والعمى من الممكن تفاديه وأيضا على سبيل المثال أن 86% من حالات الكسل البصري لدى الأطفال لا تكتشف مبكراً، فلا بد من الكشف المبكر والروتيني وعدم الإنتظار حتى حدوث مشكلة بالعين أو البصر.


الحمد لله *كانت المملكة العربية السعودية من أولى الدول التي وقعت على وثيقة دعم مبادرة (الرؤية 2020: الحق في الإبصار)، وذلك عام 1422هـ الموافق 2001م، ونتيجة لذلك صدر الأمر السامي بالموافقة على إنشاء لجنة سعودية وطنية لمكافحة العمى؛ لدعم وتفعيل هذه المبادرة، فتأسست اللجنة الوطنية لمكافحة العمى لتشكيل وتعزيز وتطوير جميع الوسائل من أجل الوقاية من العمى وضعف البصر اللذين يمكن تجنبهما من خلال الإعتماد على آخر ما توصل إليه الطب المبني على البراهين، وتكثيف التدريب، والتثقيف الطبي، وتشجيع الأبحاث الطبية في المملكة العربية السعودية.

وفي عام 2013 كانت المملكة من أولى الدول التي وقعت وحثت الدول الأعضاء بمنظمة الصحة العالمية على التوقيع على خطة عمل منظمة الصحة العالمية في دورتها السادسة والستين (الإتاحة الشاملة لرعاية صحة العين: خطة عمل عالمية للفترة 2014-2019)، وهو زيادة فرص الحصول على خدمات الرعاية الصحية للعين المدرجة داخل إطار النظم الصحية. وعلى ضوئها أنشأت وزارة الصحة (البرنامج الوطني لصحة العين) لتفعيل خطة عمل منظمة الصحة العالمية وهي الإتاحة الشاملة لرعاية صحة العين.