المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الخميس 28 مارس 2024

إهمال علاجه يؤدي إلى التدهور في المستوى السلوكي والإجتماعي

الدكتور الشربيني : الفصام أخطر الأمراض العقلية التي تصيب الإنسان
نواف الثبيتي
بواسطة : نواف الثبيتي 20-03-2019 03:25 مساءً 23.1K
المصدر -  


• 10-13 من أسر مرضى الفصام من مشاكل واضطرابات وجدانية ومعاناة اقتصادية.

• التوترات النفسية تجعل الأعراض المرضية تسوء عند وجود مرض الفصام .


تحدث د. اشرف محمود الشربيني أخصائي الأمراض النفسية بمستشفى الحمادي بالرياض عن الفصام حيث قال هو إضطراب عقلي يتميز باضطراب في التفكير، والوجدان، والسلوك، والإدراك، وإذا لم يعالج في بادئ الأمر يؤدي إلي تدهور في المستوي السلوكي والاجتماعي, كما يفقد الفرد شخصيته وبالتالي يصبح في معزلٍ عن العالم الحقيقي.
ويعتبر مرض الفصام من أخطر الأمراض العقلية التي تصيب الإنسان فيسبب له المشاكل التى تبعده عن أهله وأصدقائه وتدفعه إلي العزلة والانطواء على ذاته ليسبح في أحلام خيالية لا تمت إلى الواقع بصلة، وليس فقط المرضى الذين يتأثرون بل أسرهم وأصدقائهم بسبب المرض كلا بطريقة ما، حيث يعانى 10-13 % من أسر مرضى الفصام من مشاكل واضطرابات وجدانية ومعاناة اقتصادية ومادية بسبب أن أبنائهم لا يستطيعون الاعتماد على الذات وتحمل أعباء حياتهم ويظل هؤلاء المرضى معتمدين على أسرهم لمدد طويلة أو مدى الحياة. وكذلك يتأثر المجتمع اقتصاديا واجتماعيا على المدى الواسع، ويكوّن مرض الفصام 1.% من نسبة الأفراد في أي مجتمع ويكون أيضاً ثلث عدد المشردين بدون مأوى .
وحتى الآن لا نستطيع أن نعرف بدقة سبب أو أسباب الفصام ولكن البحث يتقدم بسرعة في هذا المجال ويتفق الباحثين حاليا على أن أجزاء كثيرة من المتاهة المتعلقة بالمرض أصبحت معروفة وواضحة والدراسات تنصب حول :
1- العوامل الكيمائية :
يبدو أن المرضى المصابون بالفصام لديهم عدم توازن بكيمياء الجهاز العصبي ولذلك اتجه بعض الباحثين إلى دراسة الموصلات العصبية التي تسمح باتصال الخلايا العصبية وبعضها البعض، وبعد النجاح في استخدام بعض الأدوية التي تتدخل في إنتاج مادة كيماوية بالمخ تسمى " دوبامين" وجد أن مريض الفصام يعاني من حساسية مفرطة تجاه هذه المادة أو إنتاج كمية كبيرة من هذه المادة ، وقد ساند هذه النظرية ما لاحظه العلماء عند معالجة حالات مرض " باركنسون" أو الشلل الرعاش الناتج من إفراز كميات قليلة جداً من مادة "الدوبامين"، وقد وجد أنه عند علاج هؤلاء المرضى بنفس العقار أنهم يعانون من بعض أعراض الهوس، وقد أدى هذا إلى أن العلماء قد بدأوا في دراسة كل الموصلات الكيميائية بالمخ على اعتبار أن مرض الفصام قد ينتج من خلل في مستوى عدد كبير من هذه المواد الكيميائية وليس "الدوبامين" وحده، ولذلك تهدف الأدوية العصبية الحديثة إلي ثلاث موصلات عصبية هي: الدوبامين، والسيروتونين، والنورادرينالين .
2- الفصام والمناعة الذاتية :
نظرا للتشابه بين مرض الفصام ومرض المناعة الذاتية التي يهاجم فيه جهاز المناعة الذاتية أنسجة الجسم نفسها حيث أن كلا من المرضين غير موجود عند الولادة ولكنه يبدأ في الظهور في مرحلة البلوغ ، كما أن المريض يتواجد دائما بين حالات اشتداد المرض وحالات التراجع، وحيث أن كلا المرضين لهما علاقة بالوراثة وبسبب هذا التشابه بين المرضين فإن بعض العلماء يفضلون إدراج مرض الفصام ضمن قائمة أمراض المناعة الذاتية . كما يظن بعض العلماء أن المرض ناتج من التهاب فيروسي يحدث في فترة الحمل حيث لوحظ أن كثيرا من مرضى الفصام قد تم ولادتهم في أواخر فصل الشتاء وأوائل الربيع، وهذا الوقت من العام يعني أن أمهاتهم قد أصبن بفيروس خاصة من النوع بطئ التأثير وبالتالي أطفالهن ليبدأ الفيروس في التأثير عندما يصل الطفل إلى سن البلوغ ،هذا مع وجود عامل وراثي وفي وجود هذا الفيروس يبدأ المرض في الظهور.
3- سريان الدم بالمخ :
باستخدام التقنيات الحديثة مثل الرنين المغناطيسي والمسح التصويري للمخ تعرف الباحثون على المناطق التي تنشط عندما يندمج المخ في أدراك المعلومات. والناس المصابون بالفصام لديهم صعوبة في ربط نشاط المناطق المختلفة بالمخ والتنسيق بينها . مثلا أثناء التفكير والكلام فان أغلب الناس يكون لديهم زيادة في نشاط المناطق الجبهية بالمخ ونقص في نشاط المناطق المسئولة عن الاستماع في المخ ولكن مرضى الفصام يكون لديهم نفس الزيادة في نشاط المناطق الجبهية ولكن لا يكون لديهم نقص في نشاط المناطق الأخرى ، كذلك استطاع الباحثون التعرف على أماكن خاصة بالمخ يكون بها نشاط غير طبيعي أثناء حدوث الهلاوس المختلفة . وبعد استخدام الأشعة المقطعية بالكومبيوتر وجد أن هناك بعض التغيرات في شكل مخ مرضى الفصام مثل اتساع تجاويف المخ , بل وقد تم الكشف على تغيرات أكثر من هذا بعد التصوير بالتردد المغناطيسي حيث تم التوصل إلى أن المنطقة المسئولة عن التفكير ضامرة أو مشوهة أو قد نمت بشكل غير طبيعي .
4- الاستعداد الوراثي :
لاحظ علماء الوراثة وجود مرض الفصام في بعض العائلات بصورة متواصلة، ولكن يوجد أيضا الكثير من المرضى بدون أن يكون لديهم تاريخ عائلي للفصام . ولم يتوصل العلماء حتى الآن لجين معين مسئول عن حدوث مرض الفصام. ويحدث مرض الفصام في حوالي1% من مجموع الشعب فمثلا إذا كان أحد الأجداد يعاني من الفصام فإن نسبة حدوث المرض في الأحفاد يرتفع إلى3% أما إذا كان أحد الوالدين يعاني من الفصام فأن النسبة ترتفع إلى حوالي 10%، أما إذا كان الوالدين يعانون من المرض فإن النسبة تزداد إلى حوالي 40%.
5- التوتر والضغوط النفسية :
الضغوط النفسية لا تسبب مرض الفصام ولكن لوحظ أن التوترات النفسية تجعل الأعراض المرضية تسوء عندما يكون المرض موجود بالفعل.
6- إساءة استخدام العقاقير :
الأدوية " وتشمل الكحوليات والتبغ " والعقاقير الغير مصرح بها " لا تسبب مرض الفصام. ولكن هناك بعض الأدوية التي تؤدي إلى زيادة الأعراض المرضية في المرضى وهناك بعض الأدوية التي تظهر أعراض شبيهه بالفصام في بعض الأفراد الأصحاء.
ويمكن تلخيص أعراضه كالتالي:
* يزور اﻷذكياء والضعفاء، وكذلك الفقراء واﻷغنياء.
* يطارد المريض أياماً، وأسابيع، شهوراً، وسنواتِ، ( مرض مزمن )
* يُصدِّع المرض بيته فيُرى، ويَرى الناس بدون غطاءِ ( تتفكك شخصيته) .
* يتوجس من الناس خِيفةً، فيطاردهم من وراء حُطامِ.
* ويقسم بالله العظيم متيقناً أنهم يقفون له بالمرصادِ.
* يريدون أن يقتلوه، و يسمُّوه، و يصيبوه باﻷمراضِ.
* يُشيرون إليه ويتغامزون فيَسبهم ويضربهم باللكماتِ.
* يجلس في مكانه يبكي ويصرخ لما كل هذ اﻹضطهادِ؟
( إعتقاد خاطيء باﻹضطهاد من الناس).
* يسمعهم ويسمع ضحكاتهم يطاردوه في كل مكانِ- (هلاوس سمعية) وينفث عن غضبه، وقلقه بكثرة شرب الدُّخان ) ِ.
* لا يَكلُّ من الهمهمة، وكلامٍ غير مفهوم العِباراتِ ( لا توجد جملة مفيدة ).
* يحمل في جيبه ما يقابله من أشياءٍ، وقاذوراتِ ( تصرف بغرابة، ويلم زبالة).
* تُحرِّكه كتمثال شمع، يدور في حلقاتٍ، ويجلس( بالساعاتِ يتخذ أوضاعاً غريبة ) ويتوارى عن اﻷنظار منعزلاً، يأكل ما تبقى من فُتاتِ أشعثُ، أغبرُ، مُقَطع الثياب، غير مبالٍ، ينام في الطرقاتِ (العزلة وعدم اﻹهتمام بنفسه).
* ابتلاه الله بعِلَّة في عقله، فأصبح غير مدرك الأفعالِ.
* استهزأ الناس بحاله، ولم يعرفوا أنه مريض الفُصامِ، ويعالج بعقاقير 6مضادة للذهانِ .