المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الجمعة 27 ديسمبر 2024
أستاذ التاريخ الإسلامي عبدالله الشماحي: الزيدية في اليمن «تحوثت» قبل مئات السنين
سعود الثبيتي _المؤسس ورئيس التحرير
بواسطة : سعود الثبيتي _المؤسس ورئيس التحرير 14-03-2019 02:19 مساءً 32.6K
المصدر -  



مقتطفات من مقابلة صحفية أجريت في عام 2009 تقريبا


الصحيفة: الدارس لتاريخ الأديان وأتكلم هنا عن اليهودية والمسيحية يجد أن اليهودية أولا ركزت على فكرة الاختيار والأرض الموعودة، فيما ركزت المسيحية على فكرة الخلاص، وباستقراء تاريخ الفكر الشيعي نجده يركز على الفكرتين معا، أي فكرة الاختيار أو الاصطفاء حسب تعبيرهم وفكرة الخلاص المنتظرة من قبل إمامهم الغائب، ما وجه التلاقي بين الديانتين من جهة وبين الفكر الشيعي من جهة أخرى؟


د. عبدالله الشماحي:...... ما يتعلق بالسؤال لقد حصل نوع من التأثر والتأثير بين الديانات جميعها في التاريخ القديم، كما أثرت في التاريخ الوسيط في أوروبا مثلا، من هذه العقائد والأفكار فكرة الحق الإلهي الفارسية -الهندية، التي كان لها دور كبير في التأثير على العقائد في العالم القديم وتأثرت بها اليهودية والنصرانية، عقيدة الحق الإلهي تنطلق من منطلق الاصطفائية الإلهية لبعض السلالات البشرية واختصاصها بالسياسة والقيادة والريادة العلمية والمرجعية الدينية، وتوارثها فيما بعد الملوك ورجالات الكنيسة الذين ادعوا أن مرجعيتهم تفويضية من الله، وليس للأمة حق في ذلك.......


الصحيفة:نبقى إذن أمام سؤال مهم هو: كيف جاءت فكرة شرط البطنين عند الإمام الهادي؟


د. عبدالله الشماحي: ثقافة الإمام الهادي العامة جزء من الثقافة الزيدية المشرقية الفارسية التي انتقل بها وجاء إلى اليمن ومن ثم أعلن هذه الفكرة!! ...................


الصحيفة: إلى متى استمرت هذه المدرسة الثانية (الهادوية)؟


د. عبدالله الشماحي: استمرت حتى القرن السادس الهجري، وكما قلنا أن المدرسة الهادوية جاءت بتأثير مشرقي وقد عدلت إلى شرط البطنين أي من ذرية الحسين فقط إلى ذرية الحسن أيضا، ثم جاءت المدرسة الثالثة في اليمن بتأثير زيدي مشرقي جديد! حيث كلف الإمامُ أحمد بن سليمان في القرن السادس القاضي جعفر بن أحمد وهو من الأبناء الفرس في اليمن ويسمى بالبهلولي لأنه سكن بني بهلول وكان إسماعيليا..


ثم تحول إلى الزيدية وصار زيديا مُطَرَفِياً ثم مخترعاً، كلفه بالذهاب إلى عراق العجم «فارس» وإحضار كتب الزيدية، فأحضرها إلى اليمن وقد تشبعت بشكل أكبر بمفهوم وفلسفة الحق الإلهي، والتي أصبحت منظومة متكاملة بمعنى أن حق الإمامة وحدها ليست من الحق الشخصي لذرية علي من فاطمة فقط، بل وأيضا الإمامة الدينية والإمامة الاجتماعية والعلمية، أي أن هذه السلالة هم أئمة السياسة وأئمة العلم وأئمة الدين والقضاء وكل مناحي الحياة، وهذه ثالثة الأثافي التي أغلقت نوافذ المدرسة الزيدية من إطارها الواسع إلى جعلها مدرسة سلالية منغلقة، وقد تم تدريس هذه الكتب في حلقات الزيدية ومدارسها وهِجَرِها.


وهنا وقع الصراع الزيدي الزيدي بين أبناء المدرسة الواحدة، وقد أطلق أتباع المدرسة الثالثة هذه على من هو من غير النسب الفاطمي العلوي لقب «العامة».


الصحيفة:ما الذي ترتب على هذا الانتقال عمليا؟


د. عبدالله الشماحي: حصل ما لا يحمد عقباه، أنه في فترة الإمام عبدالله بن حمزة -المتوفى سنة 614هـ- والذي جاء بعد الإمام أحمد بن سليمان وكان يعتبر الهادي الثاني في نظر بعض علماء الزيدية اليوم، فلم يقف الحد عند الصراع الفكري في الوسط الزيدي فحسب، بل تحول الأمر إلى صراع دموي، بعد أن كفر الإمام عبدالله بن حمزة من خالفه من أتباع المدرسة الهادوية وهم المطرَّفية.


الصحيفة:عمليا ما الذي حدث؟


د. عبدالله الشماحي: هذا كلام خطير. حدث أن أُغلق الحراك العلمي الذي تميزت به الزيدية، وأصبحت مدرسة تقليدية وقد حصرت الإمامة في البطنين، هذا قضى على الإبداع والاجتهاد الزيدي، وبالتالي هضمت المسائل العلمية وتقهقر الفكر الزيدي، الإمام عبدالله بن حمزة أباد المطرَّفية إبادة جماعية رهيبة بعد موت العفيف، بعض المؤرخين ومنهم الوالد رحمه الله -والد الدكتور عبدالله- يذكرون أنه أباد منهم مائة ألف مطرفي، بل وأصدر أحكاما جائرة إلى جانب تكفيرهم مثل استباحة أموالهم وأعراضهم، وقد حكم وأنزل حكم السبي على نسائهم وهن مسلمات عفيفات وقد وزعن على رجاله كسبايا بل وقد كفَّر من لم يقل بكفرهم مطرفياً أو غير مطرفي حتى لقد كفر الأشاعرة في تهامة.


الصحيفة:كم استمرت هذه المدرسة؟


د. عبدالله الشماحي: هذه مستمرة إلى اليوم، وهي التي أغلقت على الزيدية أبواب الاجتهاد وحولتها من مدرسة إبداع فكري وحراك سياسي إلى مدرسة سلالية؟ ................


الصحيفة:هل ارتداد شمال الشمال مرتبط بمشروع إقليمي، خارجي؟


د. عبدالله الشماحي: صحيح، هو مرتبط بمشروع إقليمي خارجي، لا ينظر إلى اليمن لوحدها ولكن إلى المنطقة ليلفها تحت عباءته.


الصحيفة: أفهم من كلامك أن إيران وراء العملية؟


د. عبدالله الشماحي: إيران شعب مسلم، ويشهد حراكا داخليا جادا وأتوقع على المدى القريب أن يحصل الكثير من التجديد ومن المتغيرات نحو الأفضل، هناك صراع الآن بين قوى الحق الإلهي وقوى التجديد والإصلاح الذي نشهده اليوم؛ مفهوم ولاية الفقيه أريد منه في البداية الخروج من أزمة الإمام المنتظر وهو مفهوم بعيد وغير واقعي، ويلاقي رفضا واسعا ونتمنى على إيران أن تكون رائدة في عملية إبداعية وتخرج من أزمتها الحالية التي أضرت بشريحة واسعة على مر التاريخ الإسلامي.


أنا أنظر إلى إيران كشعب مسلم، لكن ما أعتبه عليهم أن مفهوم الحق الإلهي إشكالية كبيرة عندهم، فأن يصدِّروها إلينا هذه مشكلة خطيرة نحن في غنى عنها، وهي تضرب مفهوم الأمن القومي والسلام الاجتماعي، لأنها تخلخل السلم الاجتماعي ليس في اليمن فحسب، بل في المنطقة العربية............




حاوره / ثابت الأحمدي - صحيفة الأهالي - رابط الموضوع: أستاذ التاريخ الإسلامي عبدالله الشماحي: الزيدية في اليمن «تحوثت» قبل مئات السنين | نشوان نيوز