برعاية مركز الموهوبات
المصدر - النص الفائز بالمركز الأول للطالبة (شذا خالد المعبدي )
ثانوية بحرة المجاهدين الأولى
نونيةُ المَجْد
1- من أينَ أبتـدئُ الحكايةَ يـا تُـرَى؟! فالنفـسُ حـائرةٌ وتسـألُ منْ أنَـا ؟!
2- فأجــابـَها صـوتٌ تمـثَّـلَ لـلـرؤى شعـرًا تـُـذَاعُ حروفُـه حتى الـفنـَا
3- أنا أسـوةٌ في الخيرِ أنا غيثٌ همى وحكايتي صورٌ أضاءَ بها السـَّنـَا
4- رُسِمَتْ حروفُ العـزِ في طيـاتِـها نورًا أحاطَ الكونَ بلْ منه اغـتنَى
5- أكــرمْ بـه نـورَ الفضائــلِ كلـِــها لولاه ما نُسِـبـتْ مكـارمُـنـا لـنـَـا
6- الـسنـةُ الغــراءُ يجـري مـــاؤُهــا عذبًا ويغـسلُ عن جوانحِنا الـعنـَا
7- أنـا أسـوةٌ .لـم لا أكـونُ ولي هـنـا أمجـادُ فـخـرٍ قد تجَـلَّـتْ في البـنَا
8- في موطني الميمونُ نبعٌ قـد روى عني الحكـايـةَ لـلسَّـواقـي والـدُّنـَا
9- إن المفــاخـرَ في بـلادي جُـذِّرَتْ أرضًا ونافست الغمامَ على الجَنَى
10- كم آزرت كم ساعدتْ كم عمَّرتْ كم أمّنَتْ أجـفـانَ أنهكَـها الـضَّنى
11- قامَتْ على هـدي الإلـهِ وشرعـهِ من ذمَــهـا قـد خـاننـا مــا مَـسَّـنـا
12- ما مُسَّ ملـكٌ فيـه سلمـان الأبـي يرعـَى بحـزمٍ ثـم عــزمٍ مـلــكَـنــَا
13- شـكرًا تُـرَدّدُ بالــولاءِ قــلـوبُنــَـا يـا سيـدي من سعيكم نجنِي المُنَى
14- من بحرِكم نحنُ اغترفْنَا المكرما تَ فكيفَ لا تُبْنَى المعـالي هَـاهـنَـا
15- تِلـكَ الـلآلئُّ من بحـورِ قصيدتي سَـطَرّتُــها شـرفًــا وعـنوانًـا لــنـَا
النص الفائز بالمركز الثاني للطالبة (أفراح ناصر المطيري )
ثانوية بحرة المجاهدين الأولى
مـقبـرة الأمـنـيـات
اعتدت كل ليلة أن أمشي قليلاً ، فأخرج لمدة نصف ساعة ثم أعود ،وفي طريق عودتي للمنزل كنت أشاهد طفلة لم تتجاوز الثامنة من العمر ، تلاحق فراشاً قد اجتمع حول أعمدة الإنارة بجوار سور أحد المنازل،شدني مظهر تلك الطفلة ففي كل مرة أراها بذات الثوب الممزق وتعدو وهي حافية القدمين !
في البداية لم تلاحظ مروري ! ولكن مع مرور الأيام ، أصبحت تنظر لي ثم تبتسم .
وفي أحد الأيام استوقفتها وسألتها عن اسمها.
فقالت : أسماء
فسألتها أين منزلكم ؟
فأشارت إلى حجرة صغيرة بجانب سور أحد المنازل ، وقالت: هذا هو عالمنا ، أعيش فيه مع أمي وأخي خالد .
وسألتها عن أبيها فقالت :أبي كان يعمل سائقا في إحدى الشركات الكبيرة ، وتوفي في حادث مروري! ثم انطلقت تجري عندما شاهدت أخاها خالد يخرج راكضاً إلى الشارع .
فمضيت في حال سبيلي .
ويوماً بعد يوم ، كنت كلما مررت استوقفها لأجاذبها أطراف الحديث .
وفي يوم ما سألتها : ماذا تتمنين ؟
قالت :كل صباح أخرج إلى نهاية الشارع ، لأشاهد دخول الطالبات إلى المدرسة ، أشاهدهن يدخلن إلى هذا العالم الصغير ،من باب صغير ، ويرتدين زياً موحداً ، ولا أعلم ماذا يفعلن خلف هذا السور! أمنيتي أن أصحو كل صباح لألبس زيهن, وأذهب وأدخل من هذا الباب لأتعلم معهن القراءة والكتابة!
لا أعلم ماذا جذبني في هذه الطفلة الصغيرة ! قد يكون تماسكها رغم ظروفها الصعبة ...لا أعلم السبب حتى الآن ! كنت كلما مررت في هذا الشارع ، أحضر لها شيئا معي ،حذاء ،ملابس ،ألعاب حلوى ...
وقالت لي في إحدى المرات ، بأن أمها تخيط و قد علمتها الحياكة والتطريز ، وطلبت مني أن أحضر لها قماشاً وأدوات خياطة !
فقد قررت أن تساعد والدتها العجوز في الحياكة علها توفر المال الذي تحقق به أمنيتها في الالتحاق بالمدرسة .
فأحضرت لها ما طلبت .
وطلبت مني طلباً أخر غريباً ، قالت لي : أريدك أن تعلمني .كيف أكتب كلمة " المدرسة " مباشرةً جلست أنا وهي على الأرض ، وبدأت أخط لها على الرمل كلمة " المدرسة " على ضوء عمود إنارة في الشارع ، كانت تراقبني وتبتسم ، وهكذا كل ليلة كنت أكتب لها كلمة " المدرسة " حتى أجادت كتابتها بشكل رائع !
وفي ليلة غاب قمرها ، حضرت إليها ، وبعد أن تجاذبنا أطراف الحديث ، قالت لي: أغمض عينيك ولا أعلم لماذا أصرت على ذلك ! فأغمضت عيني ،وفوجئت بها تقبلني ثم تذهب راكضة ، وتختفي داخل الغرفة الخشبية !
وفي الغد حصل لي ظرف طارئ استوجب سفري خارج المدينة لأسبوعين متواصلين , لم أستطع أن أودعها ، فرحلت وكنت أعلم أنها تنتظرني كل ليلة ، وعند عودتي ، لم اشتاق لشيء في مدينتي أكثر من شوقي لها ! في تلك الليلة خرجت مسرعاً وقبل الموعد وصلت المكان وكان عمود الإنارة الذي تجلس تحته لا يضيء ، كان الشارع هادئاً ، أحسست بشي غريب ! انتظرت كثيراً فلم تحضر ؛ فعدت أدراجي ، وهكذا لمدة خمسة أيام ،كنت أحضر كل ليلة فلا أجدها !
عندها صممت على زيارة والدتها ؛ للسؤال عنها فقد تكون مريضة !
استجمعت قواي وذهبت للغرفة الخشبية ، طرقت الباب على استحياء ، وبعد دقائق من انتظاري فتح لي خالد ، وقبل أن أسأله عن الطفلة أقبلت أمه العجوز وقالت عندما شاهدتني : يا إلهي !
لقد حضر ! وقد وصفتك كما أنت تماماً ! ثم أجهشت بالبكاء !
علمت حينها أن شيئاً قد حدث ، ولكني لا أعلم ما هو !
عندما هدأت الأم سألتها ماذا حدث ؟ أجبيني أرجوك !
قالت لي : لقد ماتت " أسماء " , وقبل وفاتها ، أمسكت بيدي وقالت : سيحضر أحدهم للسؤال عني . وعندما سألتها من يكون ؟!
قالت : أعلم أنه سيأتي !سيأتي لا محالة ليسأل عني . أعطيه هذه الأمانة .
استندت العجوز على الباب وقد اغرورقت عيناها بالدموع ! ثم قالت :
" في إحدى الليالي أحست ابنتي بحرارة وإعياء شديدين ، فخرجت بها إلى أحد المستوصفات الخاصة القريبة ،فطلبوا مني مبلغاً كبيراً من المال مقابل الدواء ، فتركتهم وذهبت إلى أحد المستشفيات العامة وكانت حالتها تزداد سوءاً ، فرفضوا إدخالها بحجة عدم وجود ملف لها بالمستشفى ، فعدت إلى المنزل لكي أضع لها الكمادات ، ولكنها كانت تحتضر بين يدي ،ثم أجهشت في بكاء مرير
لقد ماتت . ماتت أسماء !
لا أعلم لماذا خانتني دموعي ، نعم لقد خانتني ، لأنني لم أستطع البكاء ، لم أستطع التعبير بدموعي عن حالتي حينها ، لا أعلم كيف أصف شعوري ، لا أستطيع وصفه لا أستطيع ، خرجت مسرعاً ولا أعلم لماذا لم أعد إلى مسكني ، بل أخذت أذرع الشارع .
فجأة ! تذكرت الكيس الذي أعطتني إياه " أم أسماء " فجلست على عتبة أحد المنازل فتحته على عجل فوجدت قطعة صغيرة من القماش ، وبقايا من خيوط ملونة وإبر .
وعندما تأملت قطعة القماش وجدتها قد نقشت عليها كلمة " مدرستي " و قد امتزجت بقطرات دم متخثرة!
ضممتها بكفي وأنا أصرخ بالبكاء ولم أشعر أن الأبر تنغرز بي حتى سال الدم على ساعدي !
يا إلهي ،، لقد عرفت الآن سر رغبتها في كتابة هذه الكلمة ، وعرفت لماذا كانت تخفي عني يديها في آخر لقاء !
أصابعها قد شوهت من وخز الإبر التي كانت تستعملها للخياطة والتطريز !!
كانت أصدق أمنية ،، لقد كتبتها بدمها ،وجروحها !
سأحتفظ بالكيس فهو أمانة من أسماء لأعطيه لطفلة أخرى علها تحقق أمنيتها التي لم تستطع أسماء تحقيقها !
كانت تلك الليلة هي آخر ليلة لي في ذلك الشارع ! فلم أرغب في العودة إليه مرة أخرى ؛فعلى الرغم من ذكرياته الجميلة ، أصبح يحمل ذكريات الألم والحزن ،،!!
النص الفائز بالمركز الثالث للطالبة (أسماء عبده علي الريمي )
ثانوية السادسة عشرة
حان الفرار
خليل هو الابن الوحيد
لِسُليمة وسعيد
بعد أن رحلا بات فقيد
هيهات لعودتهما بعد أن أطفأ الشمع السعيد
ففاجأه القدرُ بنور جديد
تتبعهُ برأيٍّ رشيد
فقد بات أمله الوحيد
ولا يحتمل الخُسران أو المزيد
استقرّ في مصلاّه ببكاءٍ شديد
يدعو ربّه برجاءٍ وخوف من يوم الوعيد
استيقظ بعدها بإصرارٍ وعزمٍ وطيد
ذهب إلى غرفته ؛ ليراقب الجدار في حزنٍ تليد
فلاح إليه طيفٌ بعيد
حتى تغير الجدار إلى وجهٍ مخيف يريد ما يريد؟
ناداه بصوتٍ عنيفٍ لا يفيد
فرد خليل بجسدٍ مرتعش يعيد هل يعيد؟
ضحك سليم وقال: أنا إخشيد
تأمله تأمُل الحدّاد للحديد
فاقترح سليم على خليل من جديد
أن يعود معه لصنع الكيد والمكيد
أعرض عنه وأحجم عّما يريد
فهو يبحث عن العيش السعيد
ويسعى للنجاحِ الأكيد
تساقط المطر عليهما بعد عناء يوم شديد
ليبدأ حياته من جديد
تاركاً خلفه سليم وإخشيد
عائداً لبيع الخبز والزبيب
أنت أيضاً اترك خرافات سليم وفكّر بعقلك السديد
فكم من خليلٍ عاد لبيع الخبز والزبيب
هارباً من سليمٍ أوإخشيد؟
النص الفائز بالمركز الرابع للطالبة (نغم زين مطر الحربي )
ثانوية بحرة المجاهدين الأولى
"مدّ الذهاب وجزر الإياب"
في بعضٍ من الأحيان تشعر أن هناك ما يمنع وصولك للعالم ، أشبه بطائرة أقلعت قبل أوانها، وأحياناً كـقطار انطلق وترك خلفه مقاعد خالية، حقائب منسيّة، هاتفٍ عمومي مفتوح، وتركك!
تحاول الصراخ ولفت انتباه أحدٍ من ركابه ؛ لإيقافه لكنك لم تستطع، الاشارة بكلتا يديك فهناك حبال وثيقة تطوقها ، حينها تدرك أنه ليس عليك سوى الانتظار حتى تشرق الشمس مرةً أخرى وتمضي هذه الليلة دون رداءٍ، دون غذاءٍ، ودونما وجهة!
يختالك شعور الوحدة بينما ذهِنُكَ يحاور الحاضرين الغائبين، المتحدثين الصامتين، المشتتين في ثباتهم، الخائفين في ظل أمانهم، والوحيدين بين الجموع ...
رنّ مرةً أخرى ذلك الهاتف!
رنّ، و رنّ، فـرنّ للمرة الأخيرة متأملًا بأن المعني يجيب ..
قمت برفع السماعة سمِعت "لمَّ قد تذهب؟! أجبني من فضلك"
حينها اُقيمت حرب التفكير بين هل تُجيب بـ "لا تنتظر عبثًا لستُ أنا المعني المقاعد هنا خالية، القطار قد سار، الحقائب نُسيَت، والهاتف أُجيب عليه من شخص منسّي أيضًا" ومن ثم تغلقه، أو تترك ذلك الاتصال مفتوحًا تحركه عاصفة الغضب المحتضن حنينًا؛ لتشرق عليه شمس الحب، أو يخيم عليه ظلام الشوق .
سمعِت مرةً أخرى "عُد حالًا " وبعد ذلك أُغلق الهاتف!
بين مدّ الذهاب وجزر الإياب .. تجرك أمواج الحنين لميناء الأرض، ليفتح العالم لك يداه ؛ لاحتضانك، عدت لأشباهك بعد الغُربةٍ من كل شيء .
كان الفضل بعودتك "عُد حالًا" في ذلك الاتصال، بتلك الوتيرة، وفي ذاك الوقت قد جعلك تقيم مجزرةً للوحدة بداخلك ، وجعل الطبيعة ترحب بك، والنهر كذلك، والسماء تمطر قائلةً: عُدت ، إياك والشتات مرةً أخرى!
وأنت تنظر للعصافير تتعهد بأنك لن تكون كما كُنت عليه، بأنك لن تترك صلوات والدتك الخائفة، وتتعهد بأن تنزع الأنانية، وتتجرد من اللاإنسانية، وتضيفُ لحائط الذكريات تاريخ عودتك هذه عدت و العود أحمد .
النص الفائز بالمركز الخامس للطالبة (روان محمد العيسى )
ثانوية بحرة المجاهدين الأولى
أوراق مبعثرة
في يوم من الأيام سوف ترى أشياء لم تكن تتخيل بإنها حقيقة
"ورق مبعثر "
أومن أن من توكل على خالقه سيظفر ولو بعد حين فهذا هو سر الناجحين
ورق مبعثر
حتى وأن كان طريق الحلم صعبًا لا تستسلم لا تقف لا تيأس فالذي خلق الطريق الصعب قد خلق فيك القوة على اجتيازه
ورق مبعثر
بنيتك يا حلمي وأنا طفلٌ أعبثُ بألعابي
ورق مبعثر
رغم بعثرة الدنيا إلا أننا نبتسم ونقول غدًا أجمل
ورق مبعثر
رغم حزنك و عتمة وجهك إلا أنك تملكين سراً جميل يجعلك واقفة
ورق مبعثر
لا أعلم ولكن أعلم بإنك شي جميل في هذه الحياة
ورق مبعثر
جمال عينيك يعكس ضوء العالم
ورق مبعثر
أيامكَ التي تعيشها هي جزء من أحلامك التي تتمناها
ورق مبعثر
سوف أخبركِ سرّاً أن تلك الأمنية التي تراودك كثيراً وتتمنين الوصل إليها أعلم بأنها قريبة منك
ورق مبعثر
قفْ على صميم الحلمِ وأخبره أنني هنا أسمعك و أخطط لك .
ورق مبعثر "
نعم أعلم بأنك سوف تمر عليك أيام تشعر بأنك أقل من الأشخاص المنجزة كل ما عليك فعله هو قلب الورق المبعثر فأنك سوف تجد سرّاً يفرح خاطرك و يرسم البسمة على ثغرك.
ورق مبعثر .
النص الفائز بالمركز السادس للطالبة (رهف حمدان البقمي )
ثانوية بحرة المجاهدين الأولى
"أبِّي"
حين أنظرُ إليكَ يا أبي أنسى أسايَ وألميّ،
وحينَ يبتسمُ ثغرُكَ تبدأُ المُوسيقى
بعزفِ أجملِ ألحانها.
أنتَ مأمنِي وأمانيّ
أنتَ البطلُ المِغوارُ في معركتي
أنتَ رُمحي ودرعِي
أنتَ بطليّ في جميعِ الروايات
وأنتَ نجمِي الساطع في تِلك المجّرات
أنتَ معزوفتي الأجمل حينَ يخرُسُ هذا العالمُ من فضاضةِ كذبه!
أستودعكَ اللهُ في كُلُ يومٍ و ساعة، في كُلُ دقيقةٍ وكُلُ ثانية
أنتَ الجميعُ بناظري فواللهِ يا أبي غيرِ حُبك ما تسنّى لي!
وغيرُ حنانِكَ لم يستهوني !
وغيرُ أبي لا أُحب !
غيرُ أبي لا أُريد !
آهٍ ليتني أفي الأُبوةَ حقها ، ليتني أفي حقاً من حقوقِكَ عليَّ يا أبي !
أ تعلم ؟ مازِلتَ أنتَ وحدُكَ فخّري الأعظم ،
وما زالت أناملي لا تكتِبُ إلاَّ لكَ وإليك .
لا زالت صورةٌ لك مُخبأةً خلفَ قُضبانِ قلبي ..
كُنتَ بها مُبتهِجاً ومُبتسماً،وقد غزت التجاعيدُ وجهَكَ الذي أُحبه،وخالطَ الشيبُ
شعرَكَ شديدَ السّوادِ .
لا زِلتُ أذكُرُ عباءتك السوداء التي تُحبها وثوبُكَ الأبيض الذي لطالما أحببتَ
ارتداءه،أذكُر جميع التفاصيلِ الصغيرةِ يا أبي،أنا لا أنسى أي شيءٍ يُخصك،أو بالأصح لا أنسى يوماً كان جميعهُ أبي !
أودُ إخباركَ بشيءٍ يا حبيبَ أيسري ، دائماً لكَ نصيباً من دعواتي،ودائماً يُخلدُ اسمك بالدُعاءِ والصّدقاتِ.
لطالما تمنيتُ يا أبي وسأتمنى الآنَ أيضاً أن لا يعرفَ لكَ الحُزنُ طريقاً وأن لا يعرفَ قلبُكَ الضيق وأن تظل الإبتسامةَ مرسومةً على وجهِكَ الجميل، سأتمنى
دائماً يا أبي أن لا يُصيبَك َمكروه فَتأذى قلبية، سَأدعو دائماً أن لا ينطفئَ ضوؤك
وتظل يا حبيبَ ابنتكَ نورٌ على نور !
لا بأس يا أبي إن شِختَ وانحَنى ظهُرك فَأنا هنا كي آخُذَ بيدك ونستقيمَ معاً، أنا هنا كي أردعَ ثقلَ هذه الحياةِ عن عاتقك،أنا دائماً هُنا يا أبي،أنا دائماً بِجِوارِك،وأنا على ثقةٍ يا أبتيّ أنك سوفَ تحمِلُني بِعينيكَ وفي ثنايا قلبك فكلي يقين يا محبوبي بأن قصص العشق
دائماً عنوانها الوفاء فهل عشقنا الآباء ؟.
النص الفائز بالمركز السابع للطالبة (زينب الشنقيطي )
ثانوية السادسة عشرة
وعن صراعي مع الحياة
أدركت أن الحياة ستدفعني دومًا إلى الهاوية حينها أصبحت كالطفل الذي يحاول أن يتمرس الوقوف أن ينتصر على خطواته المتعثرة ، مشاعر مختلطة ورغبة لا متناهية في الاستمرار و المحاولة ، ففي كل مره أختار فيها الوقوف بشكلٍ مختلف بطريقةٍ محبوكة لم أعتدها أو لم أتوقعها..عند سقوطي أجدني شخص جديد لا حدود تحده ؟ لم أكن أحسب قربي من الأرض..كنت أنظر دومًا إلى المسافة التي يجب أن أقطعها كي
أقف مجددًا فمثلًا وقفتُ يومًا وأناعلى وشك السقوط..ويومًا عند سقوطي
سجدت،سجودي كان وقفة!وقفةً بين يدي الرب.. حينها هتف بأعماقي
هاتف انتصرتي والله ما سقطتي، فليس كل إنحناء يعني الهزيمة وليس
السقوط مقياسًا للضعف..فالضعيف؟لا يتحرك،لا يسقط لا يتعثر..الضعيف هو من يختار
الوقوف بعيدًا متأملًا سقوط هذا نهوض ذاك،الضعيف أشبه بالوثن لا
يخسر ولا ينتصر!
بل إنه يخاف خوض المعركة أساسا.
علينا معرفة حقيقة أننا سنتعب..سنتعرض للكثير من المشاكل والمواقف سنتذوق من
كأس الحسرة وسنتجرع كأس الندم!وتارةً نتذوق السعادة وتارةً نبتلع الهم والأهم!علينا الإيمان بـتلك القدرات التي تكمن في داخل كلٍ منا..أن نؤمن بأننا على
مقدرة ..على استطاعه ،نحُن لها وبها ننهض وعليها نتغلب .
النص الفائز بالمركز الثامن للطالبة (منيرة عبد الله السبيعي )
ثانوية بحر المجاهدين الأولى
تاجر بملعقة
في الثالث عشر من نوفمبر تحديدًا خرج أحمد من تحت مائدة الطعام عندما علم بحلول الصباح من نافذته والتي يعدها كالساعة تخبره بالوقت وتحل مكان الساعة التي لا يملك ثمنها لكي يشتريها، أخرج ملعقته من الصندوق الذي يعد منزلًا لتلك الملعقة المميزة،
و بابتسامة قال لها: صباح الخير يا محبوبتي.
رءاه جاره سعيد من النافذة وقال له بسخرية: كيف حال ملعقتك اليوم؟
أجابه أحمد: إنها لا تريد أن تكلمني!
هلاَ قدمت لي خدمة وفهمتُ منها ما السبب؟
تعالت ضحكات المارة لذلك المجنون الذي يعتقد بأن للملعقة روح!
قال له سعيد بضحكةً ممزوجة بسخرية: سأصطحب أولًا سكينتي إلى العيادة لأنها مريضه.
قال له أحمد وقد استبشر خيراً: انتظرني ، سأذهب معك ؛لأطمئنَّ على ملعقتي.
ضرب سعيد رأسه بكفه قائلًا: يا لهُ من مجنون!
خرج أحمد من منزله مسرعًا حاملًا ملعقتهُ بين كفيه متجهاً إلى عيادة الحي، مرت بضع دقائق ليصل إلى العيادة وهو مُتعب ، نظرَ حوله وباستعجال: السلام عليكم.
الطبيب: وعليكم السلام! ما الذي تشكو منه؟
أحمد: لستُ أنا الذي أشكو وإنما ملعقتي.
استغرب الطبيب وظن بأنهُ لم يسمع ما قاله و بدهشة عريضة : ماذا قلت؟
أحمد: ملعقتي مريضه هلاَ ساعدتها؟
سكت الطبيب لبضع لحظات ثم ابتسم قائلًا : لك ما تريد، أرني ملعقتك.
وضع أحمد ملعقته على السرير وهو ينظر إلى الطبيب الذي يضع سماعته على الملعقة، أخرجَ الطبيب سماعته من أذنه وبحزن : ملعقتك تعاني من مرض شديد ويجب علينا علاجها حالًا.
أحمد بخوفٍ شديد : أرجوكَ قم بعلاجها! "
الطبيب: موافق ولكن بشرط.
أحمد: ما هو؟
الطبيب : بأن تأتي بها كُلَ صباح ومعك درهمًا تُعطيني إياه.
وافق أحمد على الشرط ،وعاد إلى منزله وهو على حافة الانهيار ، كيف لملعقته أن تمرض وهو لا يعلم بمرضها ؟ ومن أين سيأتي بالمال لكي يقوم الطبيب بعلاجها؟
فكرَ مليئًا ونوى بأن يعمل كل ليلةً بتنظيف المسجد ليحصل كل يومًا على درهمٍ
مرّ شهران وهو على تلك الحالة يُنظف المسجد ليلًا ويحصل على الدرهم ،ثم يستيقظ بالصباح الباكر؛ ليذهب بملعقته إلى الطبيب ويُعطيه الدرهم ، وفي أحد المرات ذهب أحمد إلى العيادة ولكنه استغرب من وجودها مغلقة!
تقدم له رجل وقال له: هل أنت صاحب الملعقةِ المريضة؟
أحمد والأسئلة تدور حول رأسه :نعم! ماذا تريد؟
الرجل: لقد توفي الطبيب ليلة البارحة وطلب مني بأن أعطيك هذا الكيس.
أخذ أحمد الكيس ووجد بداخله مالًا وورقةً مكتوب عليها "ستجد بهذا الكيس 60 درهمًا، هذا هو المال الذي كنت تُعطيني إياه كل صباح؛ لأكشف على ملعقتك"
حزنَ أحمد كثيرًا لموت الطبيب، من سيقوم الآن بعلاج ملعقته ؟ فكر كثيرًا وقرر بأن يذهب إلى المدينة بالستون درهمًا ؛ ليكمل علاج ملعقته ، ذهب إلى مقر الحافلات وركب إحداهن واتجهَ إلى المدينة فوجد أُناساً متجمهرين حول رجل يظهر عليه الغنى والترف.
تقدم وسأل أحد الموجودين : لماذا أنتم متجمهرون حول هذا الرجل؟
أجابه : إنه يشتري الأشياء القديمة بثمنٍ باهض؛ لكي يقوم بعرضها كتراث للوطن.
قرر أحمد أن يبيع ملعقته بعد صراع دار بينه وبين عقله، تقدم نحو التاجر وقال له : أريد أن أبيعك ملعقتي.
رأى التاجر الملعقة وأُعجب بتوقيع محفور على تلك الملعقة ،وقرار قائلاً: سأشتريها منك بمئة درهمٍ.
وافقَ أحمد وباعه الملعقة وأخذ المئة و الستون درهمًا وفتح أكبر محل للأواني المعدنية وأصبحَ من تُجار المدينة.
انتشرت قصة أحمد بإرجاء البلدة وأصبح الجميع يُقدس الملاعق ويعاملونها كالبشر قائلين بأنها تجلب الحظ لصاحبها!
ثانوية بحرة المجاهدين الأولى
نونيةُ المَجْد
1- من أينَ أبتـدئُ الحكايةَ يـا تُـرَى؟! فالنفـسُ حـائرةٌ وتسـألُ منْ أنَـا ؟!
2- فأجــابـَها صـوتٌ تمـثَّـلَ لـلـرؤى شعـرًا تـُـذَاعُ حروفُـه حتى الـفنـَا
3- أنا أسـوةٌ في الخيرِ أنا غيثٌ همى وحكايتي صورٌ أضاءَ بها السـَّنـَا
4- رُسِمَتْ حروفُ العـزِ في طيـاتِـها نورًا أحاطَ الكونَ بلْ منه اغـتنَى
5- أكــرمْ بـه نـورَ الفضائــلِ كلـِــها لولاه ما نُسِـبـتْ مكـارمُـنـا لـنـَـا
6- الـسنـةُ الغــراءُ يجـري مـــاؤُهــا عذبًا ويغـسلُ عن جوانحِنا الـعنـَا
7- أنـا أسـوةٌ .لـم لا أكـونُ ولي هـنـا أمجـادُ فـخـرٍ قد تجَـلَّـتْ في البـنَا
8- في موطني الميمونُ نبعٌ قـد روى عني الحكـايـةَ لـلسَّـواقـي والـدُّنـَا
9- إن المفــاخـرَ في بـلادي جُـذِّرَتْ أرضًا ونافست الغمامَ على الجَنَى
10- كم آزرت كم ساعدتْ كم عمَّرتْ كم أمّنَتْ أجـفـانَ أنهكَـها الـضَّنى
11- قامَتْ على هـدي الإلـهِ وشرعـهِ من ذمَــهـا قـد خـاننـا مــا مَـسَّـنـا
12- ما مُسَّ ملـكٌ فيـه سلمـان الأبـي يرعـَى بحـزمٍ ثـم عــزمٍ مـلــكَـنــَا
13- شـكرًا تُـرَدّدُ بالــولاءِ قــلـوبُنــَـا يـا سيـدي من سعيكم نجنِي المُنَى
14- من بحرِكم نحنُ اغترفْنَا المكرما تَ فكيفَ لا تُبْنَى المعـالي هَـاهـنَـا
15- تِلـكَ الـلآلئُّ من بحـورِ قصيدتي سَـطَرّتُــها شـرفًــا وعـنوانًـا لــنـَا
النص الفائز بالمركز الثاني للطالبة (أفراح ناصر المطيري )
ثانوية بحرة المجاهدين الأولى
مـقبـرة الأمـنـيـات
اعتدت كل ليلة أن أمشي قليلاً ، فأخرج لمدة نصف ساعة ثم أعود ،وفي طريق عودتي للمنزل كنت أشاهد طفلة لم تتجاوز الثامنة من العمر ، تلاحق فراشاً قد اجتمع حول أعمدة الإنارة بجوار سور أحد المنازل،شدني مظهر تلك الطفلة ففي كل مرة أراها بذات الثوب الممزق وتعدو وهي حافية القدمين !
في البداية لم تلاحظ مروري ! ولكن مع مرور الأيام ، أصبحت تنظر لي ثم تبتسم .
وفي أحد الأيام استوقفتها وسألتها عن اسمها.
فقالت : أسماء
فسألتها أين منزلكم ؟
فأشارت إلى حجرة صغيرة بجانب سور أحد المنازل ، وقالت: هذا هو عالمنا ، أعيش فيه مع أمي وأخي خالد .
وسألتها عن أبيها فقالت :أبي كان يعمل سائقا في إحدى الشركات الكبيرة ، وتوفي في حادث مروري! ثم انطلقت تجري عندما شاهدت أخاها خالد يخرج راكضاً إلى الشارع .
فمضيت في حال سبيلي .
ويوماً بعد يوم ، كنت كلما مررت استوقفها لأجاذبها أطراف الحديث .
وفي يوم ما سألتها : ماذا تتمنين ؟
قالت :كل صباح أخرج إلى نهاية الشارع ، لأشاهد دخول الطالبات إلى المدرسة ، أشاهدهن يدخلن إلى هذا العالم الصغير ،من باب صغير ، ويرتدين زياً موحداً ، ولا أعلم ماذا يفعلن خلف هذا السور! أمنيتي أن أصحو كل صباح لألبس زيهن, وأذهب وأدخل من هذا الباب لأتعلم معهن القراءة والكتابة!
لا أعلم ماذا جذبني في هذه الطفلة الصغيرة ! قد يكون تماسكها رغم ظروفها الصعبة ...لا أعلم السبب حتى الآن ! كنت كلما مررت في هذا الشارع ، أحضر لها شيئا معي ،حذاء ،ملابس ،ألعاب حلوى ...
وقالت لي في إحدى المرات ، بأن أمها تخيط و قد علمتها الحياكة والتطريز ، وطلبت مني أن أحضر لها قماشاً وأدوات خياطة !
فقد قررت أن تساعد والدتها العجوز في الحياكة علها توفر المال الذي تحقق به أمنيتها في الالتحاق بالمدرسة .
فأحضرت لها ما طلبت .
وطلبت مني طلباً أخر غريباً ، قالت لي : أريدك أن تعلمني .كيف أكتب كلمة " المدرسة " مباشرةً جلست أنا وهي على الأرض ، وبدأت أخط لها على الرمل كلمة " المدرسة " على ضوء عمود إنارة في الشارع ، كانت تراقبني وتبتسم ، وهكذا كل ليلة كنت أكتب لها كلمة " المدرسة " حتى أجادت كتابتها بشكل رائع !
وفي ليلة غاب قمرها ، حضرت إليها ، وبعد أن تجاذبنا أطراف الحديث ، قالت لي: أغمض عينيك ولا أعلم لماذا أصرت على ذلك ! فأغمضت عيني ،وفوجئت بها تقبلني ثم تذهب راكضة ، وتختفي داخل الغرفة الخشبية !
وفي الغد حصل لي ظرف طارئ استوجب سفري خارج المدينة لأسبوعين متواصلين , لم أستطع أن أودعها ، فرحلت وكنت أعلم أنها تنتظرني كل ليلة ، وعند عودتي ، لم اشتاق لشيء في مدينتي أكثر من شوقي لها ! في تلك الليلة خرجت مسرعاً وقبل الموعد وصلت المكان وكان عمود الإنارة الذي تجلس تحته لا يضيء ، كان الشارع هادئاً ، أحسست بشي غريب ! انتظرت كثيراً فلم تحضر ؛ فعدت أدراجي ، وهكذا لمدة خمسة أيام ،كنت أحضر كل ليلة فلا أجدها !
عندها صممت على زيارة والدتها ؛ للسؤال عنها فقد تكون مريضة !
استجمعت قواي وذهبت للغرفة الخشبية ، طرقت الباب على استحياء ، وبعد دقائق من انتظاري فتح لي خالد ، وقبل أن أسأله عن الطفلة أقبلت أمه العجوز وقالت عندما شاهدتني : يا إلهي !
لقد حضر ! وقد وصفتك كما أنت تماماً ! ثم أجهشت بالبكاء !
علمت حينها أن شيئاً قد حدث ، ولكني لا أعلم ما هو !
عندما هدأت الأم سألتها ماذا حدث ؟ أجبيني أرجوك !
قالت لي : لقد ماتت " أسماء " , وقبل وفاتها ، أمسكت بيدي وقالت : سيحضر أحدهم للسؤال عني . وعندما سألتها من يكون ؟!
قالت : أعلم أنه سيأتي !سيأتي لا محالة ليسأل عني . أعطيه هذه الأمانة .
استندت العجوز على الباب وقد اغرورقت عيناها بالدموع ! ثم قالت :
" في إحدى الليالي أحست ابنتي بحرارة وإعياء شديدين ، فخرجت بها إلى أحد المستوصفات الخاصة القريبة ،فطلبوا مني مبلغاً كبيراً من المال مقابل الدواء ، فتركتهم وذهبت إلى أحد المستشفيات العامة وكانت حالتها تزداد سوءاً ، فرفضوا إدخالها بحجة عدم وجود ملف لها بالمستشفى ، فعدت إلى المنزل لكي أضع لها الكمادات ، ولكنها كانت تحتضر بين يدي ،ثم أجهشت في بكاء مرير
لقد ماتت . ماتت أسماء !
لا أعلم لماذا خانتني دموعي ، نعم لقد خانتني ، لأنني لم أستطع البكاء ، لم أستطع التعبير بدموعي عن حالتي حينها ، لا أعلم كيف أصف شعوري ، لا أستطيع وصفه لا أستطيع ، خرجت مسرعاً ولا أعلم لماذا لم أعد إلى مسكني ، بل أخذت أذرع الشارع .
فجأة ! تذكرت الكيس الذي أعطتني إياه " أم أسماء " فجلست على عتبة أحد المنازل فتحته على عجل فوجدت قطعة صغيرة من القماش ، وبقايا من خيوط ملونة وإبر .
وعندما تأملت قطعة القماش وجدتها قد نقشت عليها كلمة " مدرستي " و قد امتزجت بقطرات دم متخثرة!
ضممتها بكفي وأنا أصرخ بالبكاء ولم أشعر أن الأبر تنغرز بي حتى سال الدم على ساعدي !
يا إلهي ،، لقد عرفت الآن سر رغبتها في كتابة هذه الكلمة ، وعرفت لماذا كانت تخفي عني يديها في آخر لقاء !
أصابعها قد شوهت من وخز الإبر التي كانت تستعملها للخياطة والتطريز !!
كانت أصدق أمنية ،، لقد كتبتها بدمها ،وجروحها !
سأحتفظ بالكيس فهو أمانة من أسماء لأعطيه لطفلة أخرى علها تحقق أمنيتها التي لم تستطع أسماء تحقيقها !
كانت تلك الليلة هي آخر ليلة لي في ذلك الشارع ! فلم أرغب في العودة إليه مرة أخرى ؛فعلى الرغم من ذكرياته الجميلة ، أصبح يحمل ذكريات الألم والحزن ،،!!
النص الفائز بالمركز الثالث للطالبة (أسماء عبده علي الريمي )
ثانوية السادسة عشرة
حان الفرار
خليل هو الابن الوحيد
لِسُليمة وسعيد
بعد أن رحلا بات فقيد
هيهات لعودتهما بعد أن أطفأ الشمع السعيد
ففاجأه القدرُ بنور جديد
تتبعهُ برأيٍّ رشيد
فقد بات أمله الوحيد
ولا يحتمل الخُسران أو المزيد
استقرّ في مصلاّه ببكاءٍ شديد
يدعو ربّه برجاءٍ وخوف من يوم الوعيد
استيقظ بعدها بإصرارٍ وعزمٍ وطيد
ذهب إلى غرفته ؛ ليراقب الجدار في حزنٍ تليد
فلاح إليه طيفٌ بعيد
حتى تغير الجدار إلى وجهٍ مخيف يريد ما يريد؟
ناداه بصوتٍ عنيفٍ لا يفيد
فرد خليل بجسدٍ مرتعش يعيد هل يعيد؟
ضحك سليم وقال: أنا إخشيد
تأمله تأمُل الحدّاد للحديد
فاقترح سليم على خليل من جديد
أن يعود معه لصنع الكيد والمكيد
أعرض عنه وأحجم عّما يريد
فهو يبحث عن العيش السعيد
ويسعى للنجاحِ الأكيد
تساقط المطر عليهما بعد عناء يوم شديد
ليبدأ حياته من جديد
تاركاً خلفه سليم وإخشيد
عائداً لبيع الخبز والزبيب
أنت أيضاً اترك خرافات سليم وفكّر بعقلك السديد
فكم من خليلٍ عاد لبيع الخبز والزبيب
هارباً من سليمٍ أوإخشيد؟
النص الفائز بالمركز الرابع للطالبة (نغم زين مطر الحربي )
ثانوية بحرة المجاهدين الأولى
"مدّ الذهاب وجزر الإياب"
في بعضٍ من الأحيان تشعر أن هناك ما يمنع وصولك للعالم ، أشبه بطائرة أقلعت قبل أوانها، وأحياناً كـقطار انطلق وترك خلفه مقاعد خالية، حقائب منسيّة، هاتفٍ عمومي مفتوح، وتركك!
تحاول الصراخ ولفت انتباه أحدٍ من ركابه ؛ لإيقافه لكنك لم تستطع، الاشارة بكلتا يديك فهناك حبال وثيقة تطوقها ، حينها تدرك أنه ليس عليك سوى الانتظار حتى تشرق الشمس مرةً أخرى وتمضي هذه الليلة دون رداءٍ، دون غذاءٍ، ودونما وجهة!
يختالك شعور الوحدة بينما ذهِنُكَ يحاور الحاضرين الغائبين، المتحدثين الصامتين، المشتتين في ثباتهم، الخائفين في ظل أمانهم، والوحيدين بين الجموع ...
رنّ مرةً أخرى ذلك الهاتف!
رنّ، و رنّ، فـرنّ للمرة الأخيرة متأملًا بأن المعني يجيب ..
قمت برفع السماعة سمِعت "لمَّ قد تذهب؟! أجبني من فضلك"
حينها اُقيمت حرب التفكير بين هل تُجيب بـ "لا تنتظر عبثًا لستُ أنا المعني المقاعد هنا خالية، القطار قد سار، الحقائب نُسيَت، والهاتف أُجيب عليه من شخص منسّي أيضًا" ومن ثم تغلقه، أو تترك ذلك الاتصال مفتوحًا تحركه عاصفة الغضب المحتضن حنينًا؛ لتشرق عليه شمس الحب، أو يخيم عليه ظلام الشوق .
سمعِت مرةً أخرى "عُد حالًا " وبعد ذلك أُغلق الهاتف!
بين مدّ الذهاب وجزر الإياب .. تجرك أمواج الحنين لميناء الأرض، ليفتح العالم لك يداه ؛ لاحتضانك، عدت لأشباهك بعد الغُربةٍ من كل شيء .
كان الفضل بعودتك "عُد حالًا" في ذلك الاتصال، بتلك الوتيرة، وفي ذاك الوقت قد جعلك تقيم مجزرةً للوحدة بداخلك ، وجعل الطبيعة ترحب بك، والنهر كذلك، والسماء تمطر قائلةً: عُدت ، إياك والشتات مرةً أخرى!
وأنت تنظر للعصافير تتعهد بأنك لن تكون كما كُنت عليه، بأنك لن تترك صلوات والدتك الخائفة، وتتعهد بأن تنزع الأنانية، وتتجرد من اللاإنسانية، وتضيفُ لحائط الذكريات تاريخ عودتك هذه عدت و العود أحمد .
النص الفائز بالمركز الخامس للطالبة (روان محمد العيسى )
ثانوية بحرة المجاهدين الأولى
أوراق مبعثرة
في يوم من الأيام سوف ترى أشياء لم تكن تتخيل بإنها حقيقة
"ورق مبعثر "
أومن أن من توكل على خالقه سيظفر ولو بعد حين فهذا هو سر الناجحين
ورق مبعثر
حتى وأن كان طريق الحلم صعبًا لا تستسلم لا تقف لا تيأس فالذي خلق الطريق الصعب قد خلق فيك القوة على اجتيازه
ورق مبعثر
بنيتك يا حلمي وأنا طفلٌ أعبثُ بألعابي
ورق مبعثر
رغم بعثرة الدنيا إلا أننا نبتسم ونقول غدًا أجمل
ورق مبعثر
رغم حزنك و عتمة وجهك إلا أنك تملكين سراً جميل يجعلك واقفة
ورق مبعثر
لا أعلم ولكن أعلم بإنك شي جميل في هذه الحياة
ورق مبعثر
جمال عينيك يعكس ضوء العالم
ورق مبعثر
أيامكَ التي تعيشها هي جزء من أحلامك التي تتمناها
ورق مبعثر
سوف أخبركِ سرّاً أن تلك الأمنية التي تراودك كثيراً وتتمنين الوصل إليها أعلم بأنها قريبة منك
ورق مبعثر
قفْ على صميم الحلمِ وأخبره أنني هنا أسمعك و أخطط لك .
ورق مبعثر "
نعم أعلم بأنك سوف تمر عليك أيام تشعر بأنك أقل من الأشخاص المنجزة كل ما عليك فعله هو قلب الورق المبعثر فأنك سوف تجد سرّاً يفرح خاطرك و يرسم البسمة على ثغرك.
ورق مبعثر .
النص الفائز بالمركز السادس للطالبة (رهف حمدان البقمي )
ثانوية بحرة المجاهدين الأولى
"أبِّي"
حين أنظرُ إليكَ يا أبي أنسى أسايَ وألميّ،
وحينَ يبتسمُ ثغرُكَ تبدأُ المُوسيقى
بعزفِ أجملِ ألحانها.
أنتَ مأمنِي وأمانيّ
أنتَ البطلُ المِغوارُ في معركتي
أنتَ رُمحي ودرعِي
أنتَ بطليّ في جميعِ الروايات
وأنتَ نجمِي الساطع في تِلك المجّرات
أنتَ معزوفتي الأجمل حينَ يخرُسُ هذا العالمُ من فضاضةِ كذبه!
أستودعكَ اللهُ في كُلُ يومٍ و ساعة، في كُلُ دقيقةٍ وكُلُ ثانية
أنتَ الجميعُ بناظري فواللهِ يا أبي غيرِ حُبك ما تسنّى لي!
وغيرُ حنانِكَ لم يستهوني !
وغيرُ أبي لا أُحب !
غيرُ أبي لا أُريد !
آهٍ ليتني أفي الأُبوةَ حقها ، ليتني أفي حقاً من حقوقِكَ عليَّ يا أبي !
أ تعلم ؟ مازِلتَ أنتَ وحدُكَ فخّري الأعظم ،
وما زالت أناملي لا تكتِبُ إلاَّ لكَ وإليك .
لا زالت صورةٌ لك مُخبأةً خلفَ قُضبانِ قلبي ..
كُنتَ بها مُبتهِجاً ومُبتسماً،وقد غزت التجاعيدُ وجهَكَ الذي أُحبه،وخالطَ الشيبُ
شعرَكَ شديدَ السّوادِ .
لا زِلتُ أذكُرُ عباءتك السوداء التي تُحبها وثوبُكَ الأبيض الذي لطالما أحببتَ
ارتداءه،أذكُر جميع التفاصيلِ الصغيرةِ يا أبي،أنا لا أنسى أي شيءٍ يُخصك،أو بالأصح لا أنسى يوماً كان جميعهُ أبي !
أودُ إخباركَ بشيءٍ يا حبيبَ أيسري ، دائماً لكَ نصيباً من دعواتي،ودائماً يُخلدُ اسمك بالدُعاءِ والصّدقاتِ.
لطالما تمنيتُ يا أبي وسأتمنى الآنَ أيضاً أن لا يعرفَ لكَ الحُزنُ طريقاً وأن لا يعرفَ قلبُكَ الضيق وأن تظل الإبتسامةَ مرسومةً على وجهِكَ الجميل، سأتمنى
دائماً يا أبي أن لا يُصيبَك َمكروه فَتأذى قلبية، سَأدعو دائماً أن لا ينطفئَ ضوؤك
وتظل يا حبيبَ ابنتكَ نورٌ على نور !
لا بأس يا أبي إن شِختَ وانحَنى ظهُرك فَأنا هنا كي آخُذَ بيدك ونستقيمَ معاً، أنا هنا كي أردعَ ثقلَ هذه الحياةِ عن عاتقك،أنا دائماً هُنا يا أبي،أنا دائماً بِجِوارِك،وأنا على ثقةٍ يا أبتيّ أنك سوفَ تحمِلُني بِعينيكَ وفي ثنايا قلبك فكلي يقين يا محبوبي بأن قصص العشق
دائماً عنوانها الوفاء فهل عشقنا الآباء ؟.
النص الفائز بالمركز السابع للطالبة (زينب الشنقيطي )
ثانوية السادسة عشرة
وعن صراعي مع الحياة
أدركت أن الحياة ستدفعني دومًا إلى الهاوية حينها أصبحت كالطفل الذي يحاول أن يتمرس الوقوف أن ينتصر على خطواته المتعثرة ، مشاعر مختلطة ورغبة لا متناهية في الاستمرار و المحاولة ، ففي كل مره أختار فيها الوقوف بشكلٍ مختلف بطريقةٍ محبوكة لم أعتدها أو لم أتوقعها..عند سقوطي أجدني شخص جديد لا حدود تحده ؟ لم أكن أحسب قربي من الأرض..كنت أنظر دومًا إلى المسافة التي يجب أن أقطعها كي
أقف مجددًا فمثلًا وقفتُ يومًا وأناعلى وشك السقوط..ويومًا عند سقوطي
سجدت،سجودي كان وقفة!وقفةً بين يدي الرب.. حينها هتف بأعماقي
هاتف انتصرتي والله ما سقطتي، فليس كل إنحناء يعني الهزيمة وليس
السقوط مقياسًا للضعف..فالضعيف؟لا يتحرك،لا يسقط لا يتعثر..الضعيف هو من يختار
الوقوف بعيدًا متأملًا سقوط هذا نهوض ذاك،الضعيف أشبه بالوثن لا
يخسر ولا ينتصر!
بل إنه يخاف خوض المعركة أساسا.
علينا معرفة حقيقة أننا سنتعب..سنتعرض للكثير من المشاكل والمواقف سنتذوق من
كأس الحسرة وسنتجرع كأس الندم!وتارةً نتذوق السعادة وتارةً نبتلع الهم والأهم!علينا الإيمان بـتلك القدرات التي تكمن في داخل كلٍ منا..أن نؤمن بأننا على
مقدرة ..على استطاعه ،نحُن لها وبها ننهض وعليها نتغلب .
النص الفائز بالمركز الثامن للطالبة (منيرة عبد الله السبيعي )
ثانوية بحر المجاهدين الأولى
تاجر بملعقة
في الثالث عشر من نوفمبر تحديدًا خرج أحمد من تحت مائدة الطعام عندما علم بحلول الصباح من نافذته والتي يعدها كالساعة تخبره بالوقت وتحل مكان الساعة التي لا يملك ثمنها لكي يشتريها، أخرج ملعقته من الصندوق الذي يعد منزلًا لتلك الملعقة المميزة،
و بابتسامة قال لها: صباح الخير يا محبوبتي.
رءاه جاره سعيد من النافذة وقال له بسخرية: كيف حال ملعقتك اليوم؟
أجابه أحمد: إنها لا تريد أن تكلمني!
هلاَ قدمت لي خدمة وفهمتُ منها ما السبب؟
تعالت ضحكات المارة لذلك المجنون الذي يعتقد بأن للملعقة روح!
قال له سعيد بضحكةً ممزوجة بسخرية: سأصطحب أولًا سكينتي إلى العيادة لأنها مريضه.
قال له أحمد وقد استبشر خيراً: انتظرني ، سأذهب معك ؛لأطمئنَّ على ملعقتي.
ضرب سعيد رأسه بكفه قائلًا: يا لهُ من مجنون!
خرج أحمد من منزله مسرعًا حاملًا ملعقتهُ بين كفيه متجهاً إلى عيادة الحي، مرت بضع دقائق ليصل إلى العيادة وهو مُتعب ، نظرَ حوله وباستعجال: السلام عليكم.
الطبيب: وعليكم السلام! ما الذي تشكو منه؟
أحمد: لستُ أنا الذي أشكو وإنما ملعقتي.
استغرب الطبيب وظن بأنهُ لم يسمع ما قاله و بدهشة عريضة : ماذا قلت؟
أحمد: ملعقتي مريضه هلاَ ساعدتها؟
سكت الطبيب لبضع لحظات ثم ابتسم قائلًا : لك ما تريد، أرني ملعقتك.
وضع أحمد ملعقته على السرير وهو ينظر إلى الطبيب الذي يضع سماعته على الملعقة، أخرجَ الطبيب سماعته من أذنه وبحزن : ملعقتك تعاني من مرض شديد ويجب علينا علاجها حالًا.
أحمد بخوفٍ شديد : أرجوكَ قم بعلاجها! "
الطبيب: موافق ولكن بشرط.
أحمد: ما هو؟
الطبيب : بأن تأتي بها كُلَ صباح ومعك درهمًا تُعطيني إياه.
وافق أحمد على الشرط ،وعاد إلى منزله وهو على حافة الانهيار ، كيف لملعقته أن تمرض وهو لا يعلم بمرضها ؟ ومن أين سيأتي بالمال لكي يقوم الطبيب بعلاجها؟
فكرَ مليئًا ونوى بأن يعمل كل ليلةً بتنظيف المسجد ليحصل كل يومًا على درهمٍ
مرّ شهران وهو على تلك الحالة يُنظف المسجد ليلًا ويحصل على الدرهم ،ثم يستيقظ بالصباح الباكر؛ ليذهب بملعقته إلى الطبيب ويُعطيه الدرهم ، وفي أحد المرات ذهب أحمد إلى العيادة ولكنه استغرب من وجودها مغلقة!
تقدم له رجل وقال له: هل أنت صاحب الملعقةِ المريضة؟
أحمد والأسئلة تدور حول رأسه :نعم! ماذا تريد؟
الرجل: لقد توفي الطبيب ليلة البارحة وطلب مني بأن أعطيك هذا الكيس.
أخذ أحمد الكيس ووجد بداخله مالًا وورقةً مكتوب عليها "ستجد بهذا الكيس 60 درهمًا، هذا هو المال الذي كنت تُعطيني إياه كل صباح؛ لأكشف على ملعقتك"
حزنَ أحمد كثيرًا لموت الطبيب، من سيقوم الآن بعلاج ملعقته ؟ فكر كثيرًا وقرر بأن يذهب إلى المدينة بالستون درهمًا ؛ ليكمل علاج ملعقته ، ذهب إلى مقر الحافلات وركب إحداهن واتجهَ إلى المدينة فوجد أُناساً متجمهرين حول رجل يظهر عليه الغنى والترف.
تقدم وسأل أحد الموجودين : لماذا أنتم متجمهرون حول هذا الرجل؟
أجابه : إنه يشتري الأشياء القديمة بثمنٍ باهض؛ لكي يقوم بعرضها كتراث للوطن.
قرر أحمد أن يبيع ملعقته بعد صراع دار بينه وبين عقله، تقدم نحو التاجر وقال له : أريد أن أبيعك ملعقتي.
رأى التاجر الملعقة وأُعجب بتوقيع محفور على تلك الملعقة ،وقرار قائلاً: سأشتريها منك بمئة درهمٍ.
وافقَ أحمد وباعه الملعقة وأخذ المئة و الستون درهمًا وفتح أكبر محل للأواني المعدنية وأصبحَ من تُجار المدينة.
انتشرت قصة أحمد بإرجاء البلدة وأصبح الجميع يُقدس الملاعق ويعاملونها كالبشر قائلين بأنها تجلب الحظ لصاحبها!