ومن أشهر من تغنى بها كردوس وباجنيد وفنان العرب محمد عبده...
المصدر -
يرويها (لغرب) الأديب محمد توفيق بلو
من المعروف أن الأديب طاهر عبد الرحمن زمخشري من شُعراء الرَّعيل الأوَّل السعوديين وأكثرهم غزارةً في الإنتاج، حيث أصدر نحو 30 ديوانًا شعريًّا، ومن غير المعروف أن بدايته كانت بتأليف أبيات شعرية للمجسات في الأفراح بمكة المكرمة وهو لا يزال طالباً في مدرسة الفلاح، فقد روى رحمه الله «من حسن حظي إني أول ما برزت صرت شاعر المجسات، أي فرح يصير في مكة يجوا يترجوني يقولوا لي دخيلك اسم العروسة ميمونة واسم العريس صالح، فسوي لنا ثلاثة أربع أبيات عشان نعطيها لحسن جاوا بدو يغنيها...، كانت ليالي الأفراح بمكة المكرمة تحيا بقصائد تسمى المجسات فعندما توزع بطاقات دعوة الحفلات يطلب من الشعراء المعروفين أن يؤلفوا مجس الموكب الخاص بليلة الدخلة حسب العادات والتقاليد، موكب الدخلة يمشي بمجموعة من بيت العريس تضم الشيخ والعريس ومعه الجسيس الذي يؤدي المجس المؤلف من أحد الشعراء خصيصا بتلك الليلة، ومن الضروري ان تتضمن معاني الابيات اسم العروس والعريس، وبمجرد وصول الموكب الى بيت العروس تبدأ الغطاريف ويبدأ الجسيس بأداء مجس الفرح وممن اشتهر آنذاك بأداء المجسات الشيخ حسن جاوا، واسماعيل كردوس، وحسن لبني».
وعن أول مجس كتبه كان في فرح أخته بالرضاعة بنت السيد عثمان بنا قال رحمه الله «.... زهم علي الشاعر محمد عبد الحكيم سألني تكتب قلت له أنا شاطر في التشاطير والتخاميس بس، قال لي شطر، قلت له ايش أشطر، قالي شطر البيتين دي:
مرض الحبيب فزرته فمرضت من حذري عليه
جاء الحبيب فزارني فشفيت من نظري إليه
... فقعدت الف وأدور، بدي أشرد مرة، بدي أبطل مرة، فجاتني الصورة التقيتها حلوة مسكت القلم كتبتها وقلت يارب استر ... خايف انهزم قدام هذا ايش يخلصني ولا غلاق العمر عاد وهما يعيروني... فأخذت البيتين وقلت فيها
مرض الحبيب فزرته وعكفت أرسم وجنيته
فوجدته في شدة فمرضت من حذري عليه
جاء الحبيب فزارني والحسن عاود وجنتيه
ورنا إليّ بلحظه فشفيت من نظري إليه
...قلت له اتفضل يا استاذ محمد أنا شطرتها، فقري التشطير عجبه فيقولهم اسمعوا اسمعوا الشعراء الجدد ايش يقولوا فأعطاها لإسماعيل كردوس وغناها وكان هذا أول مجس يتغنى ليا فكانت هذه انطلاقة بالنسبة لي».
وبذلك كان أول من تغنى بأبيات للأديب طاهر زمخشري هو الجسيس إسماعيل كردوس، وبمرور الوقت أصبح من أشهر الشعراء في مكة في ريعان شبابه، وأول من يصدر ديوان شعري مطبوع في المملكة العربية السعودية «أحلام الرَّبيع» 1366هـ - 1946م، وقد حرص الكثير من جسيسي مكة التغني بأشعاره في الحفلات والمناسبات وكان من أشهرها قصيدة «رباه» التي تعتبر من عيون الشعر العربي وتغنى بها الجسيس المعروف سعيد أبو خشبه وسجلها لأول مرة في الإذاعة منتصف الخمسينيات من القرن الماضي، ليصبح من أشهر المجس في تاريخ المملكة، ومؤخراً أعاد تأديته فنان العرب محمد عبده بتوزيع جديد ليصبح من أشهر الابتهالات الدينية المغناة في الوقت الراهن على مستوى الوطن العربي.
الجدير بالذكر أن المجس هو فن الموال الحجازي، ازدهر في مدن الحجاز الكبرى؛ مكة والمدينة وجدة، وهو لون تراثي عريق يغنى من بيتين أو أربعة أبيات أو سبعة أبيات، ويكتسب بديعيته من صعوبة أدائه حيث يبدأ الجسيس من مقام معين ثم يتنقل بين المقامات ليعود إلى نفس المقام، ومن تلك المقامات، مقام الحجاز، ويماني حجازي، منايري، «أي الطبقة العالية»، ومقام البنجكة، ومقام الحراب وهو فرع عن الرست، ومن أشهر من أدّى المجسات في العصر الحديث في مكة المكرمة حسن باجنيد الشهير بحسن جاوا وهو أول من أدى مجساً في افتتاح إذاعة جدة برعاية الملك سعود رحمه الله، كذلك الشيخ إسماعيل كردوس، محمد بن شاهين، سعيد أبو خشبة، حسن لبني، عبد الرحمن مؤذن الشهير بـ «الأبلاتين»، زيني بويان، محمد الكحيلي، منصور بغدادي، محمد أمان...
من المعروف أن الأديب طاهر عبد الرحمن زمخشري من شُعراء الرَّعيل الأوَّل السعوديين وأكثرهم غزارةً في الإنتاج، حيث أصدر نحو 30 ديوانًا شعريًّا، ومن غير المعروف أن بدايته كانت بتأليف أبيات شعرية للمجسات في الأفراح بمكة المكرمة وهو لا يزال طالباً في مدرسة الفلاح، فقد روى رحمه الله «من حسن حظي إني أول ما برزت صرت شاعر المجسات، أي فرح يصير في مكة يجوا يترجوني يقولوا لي دخيلك اسم العروسة ميمونة واسم العريس صالح، فسوي لنا ثلاثة أربع أبيات عشان نعطيها لحسن جاوا بدو يغنيها...، كانت ليالي الأفراح بمكة المكرمة تحيا بقصائد تسمى المجسات فعندما توزع بطاقات دعوة الحفلات يطلب من الشعراء المعروفين أن يؤلفوا مجس الموكب الخاص بليلة الدخلة حسب العادات والتقاليد، موكب الدخلة يمشي بمجموعة من بيت العريس تضم الشيخ والعريس ومعه الجسيس الذي يؤدي المجس المؤلف من أحد الشعراء خصيصا بتلك الليلة، ومن الضروري ان تتضمن معاني الابيات اسم العروس والعريس، وبمجرد وصول الموكب الى بيت العروس تبدأ الغطاريف ويبدأ الجسيس بأداء مجس الفرح وممن اشتهر آنذاك بأداء المجسات الشيخ حسن جاوا، واسماعيل كردوس، وحسن لبني».
وعن أول مجس كتبه كان في فرح أخته بالرضاعة بنت السيد عثمان بنا قال رحمه الله «.... زهم علي الشاعر محمد عبد الحكيم سألني تكتب قلت له أنا شاطر في التشاطير والتخاميس بس، قال لي شطر، قلت له ايش أشطر، قالي شطر البيتين دي:
مرض الحبيب فزرته فمرضت من حذري عليه
جاء الحبيب فزارني فشفيت من نظري إليه
... فقعدت الف وأدور، بدي أشرد مرة، بدي أبطل مرة، فجاتني الصورة التقيتها حلوة مسكت القلم كتبتها وقلت يارب استر ... خايف انهزم قدام هذا ايش يخلصني ولا غلاق العمر عاد وهما يعيروني... فأخذت البيتين وقلت فيها
مرض الحبيب فزرته وعكفت أرسم وجنيته
فوجدته في شدة فمرضت من حذري عليه
جاء الحبيب فزارني والحسن عاود وجنتيه
ورنا إليّ بلحظه فشفيت من نظري إليه
...قلت له اتفضل يا استاذ محمد أنا شطرتها، فقري التشطير عجبه فيقولهم اسمعوا اسمعوا الشعراء الجدد ايش يقولوا فأعطاها لإسماعيل كردوس وغناها وكان هذا أول مجس يتغنى ليا فكانت هذه انطلاقة بالنسبة لي».
وبذلك كان أول من تغنى بأبيات للأديب طاهر زمخشري هو الجسيس إسماعيل كردوس، وبمرور الوقت أصبح من أشهر الشعراء في مكة في ريعان شبابه، وأول من يصدر ديوان شعري مطبوع في المملكة العربية السعودية «أحلام الرَّبيع» 1366هـ - 1946م، وقد حرص الكثير من جسيسي مكة التغني بأشعاره في الحفلات والمناسبات وكان من أشهرها قصيدة «رباه» التي تعتبر من عيون الشعر العربي وتغنى بها الجسيس المعروف سعيد أبو خشبه وسجلها لأول مرة في الإذاعة منتصف الخمسينيات من القرن الماضي، ليصبح من أشهر المجس في تاريخ المملكة، ومؤخراً أعاد تأديته فنان العرب محمد عبده بتوزيع جديد ليصبح من أشهر الابتهالات الدينية المغناة في الوقت الراهن على مستوى الوطن العربي.
الجدير بالذكر أن المجس هو فن الموال الحجازي، ازدهر في مدن الحجاز الكبرى؛ مكة والمدينة وجدة، وهو لون تراثي عريق يغنى من بيتين أو أربعة أبيات أو سبعة أبيات، ويكتسب بديعيته من صعوبة أدائه حيث يبدأ الجسيس من مقام معين ثم يتنقل بين المقامات ليعود إلى نفس المقام، ومن تلك المقامات، مقام الحجاز، ويماني حجازي، منايري، «أي الطبقة العالية»، ومقام البنجكة، ومقام الحراب وهو فرع عن الرست، ومن أشهر من أدّى المجسات في العصر الحديث في مكة المكرمة حسن باجنيد الشهير بحسن جاوا وهو أول من أدى مجساً في افتتاح إذاعة جدة برعاية الملك سعود رحمه الله، كذلك الشيخ إسماعيل كردوس، محمد بن شاهين، سعيد أبو خشبة، حسن لبني، عبد الرحمن مؤذن الشهير بـ «الأبلاتين»، زيني بويان، محمد الكحيلي، منصور بغدادي، محمد أمان...