المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الإثنين 25 نوفمبر 2024
حسين عســير - مستقيل
بواسطة : حسين عســير - مستقيل 22-12-2018 04:19 مساءً 18.7K
المصدر - واس  
رسمت قرية جازان التراثية بريشة مزجت عراقة الحاضر بأصالة الماضي لوحة تراثية لزوار المهرجان الوطني للتراث والثقافة بالجنادرية 33، التي تجددت نشاطاتها في دورة المهرجان لهذا العام، مواصلة شموخها في سماء التألق والإبداع كمعلم بارز يقدم الصور الحقيقية لمختلف بيئات منطقة جازان بما تزخر به من نماذج رائعة لمختلف الحقب الزمنية من تاريخ المنطقة.

ويلحظ الزائر لهذه القرية التراثية تاريخ المنطقة العريق والمرتبط بحاضرها المزدهر ماثلاً أمامه في صور حية وأنماط تراثية ترمز للتنوع الثقافي والحضاري تبعاً لبيئة المنطقة وتضاريسها وتنوع موروثها الثقافي والحضاري.

وتقوم قرية جازان التراثية بالجنادرية كل عام بالتحديث والتطوير لتقديم النماذج الحية التي تثري فكر الزائر ويقدم له شيء مميز ومعلومة قيمة عن منطقة جازان وبالأخص ما يتعلق بالحرف المنتجة والأعمال الحرفية النسائية والاستمتاع بالتراث والجلوس والتعايش.

وتسعى القرية من خلال هذا المحفل السنوي الكبير بمتابعة مستمرة من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أمير منطقة جازان و سمو نائبه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن عبدالعزيز بن محمد بن عبدالعزيز إلى تقديم الصورة المتجددة كل عام في أروقة القرية وسبل التعامل الايجابي السليم مع موروثها الأصيل ورصد الجهود المتواصلة لإخراج القرية في أبهى صورها، عبر مهرجان الجنادرية الذي يعد تظاهرة ثقافية وطنية تبرز التاريخ الشامخ لهذا الوطن على مر العصور.

ورصدت وكالة الانباء السعودية جانباً من تراث المنطقة الذي كان محل شغف زوار المهرجان ومن ذلك ما يسمى " العشة " وهي مقر القرية للبيت التهامي وهي نموذج للمنزل التقليدي في تهامة حيث تنتشر عادة في القرى الريفية ذات الطبيعة الزراعية لوجود المواد الخام لبنائها ولفق شكل مخروطي يتألف من القش والطين والأخشاب والحبال القوية ويلحق بها المواد المعلقة كالصحون الملونة والمليئة بالنقوش، فيما ينتصب في جناح جازان البيت الفرساني " بيت الرفاعي " الشهير بجزيرة فرسان الذي يصور نمط البناء في جزيرة فرسان التي تبدو ماثلة ببيتها حيث البحر واللؤلؤ والأصداف ويتميز بزخارفه الفنية البديعة وملامحه البحرية الهادئة حيث يكسوه اللون الأبيض وتعلو سقفه نقوش بارزة وتضفي نوافذه العلوية ألوان جميلة تعبر عن فن العمارة الجازانية وخاصة الساحلية.

ويتميز" البيت الجبلي" بشكله الأسطواني الذي يتألف من عدة طوابق يخصص منها طابق لحفظ الأدوات الضرورية كالمواد الغذائية وتخصص الطوابق العليا للسكن وعادة ما يبنى البيت الجبلي المنتشر في جبال فيفا وبني مالك والعارضة في مواجهة المدرجات الزراعية، فيما يبرز المعرض الحضاري بقرية جازان التراثية تجسيد تاريخي للبيئة بجازان الى جانب ما يضمه من عرض للمعالم الأثرية والمقتنيات التراثية من ملابس وأزياء وادوات فخارية فضلاً عن قاعة عرض سينمائية تستوعب أكثر من 50 زائراً يعرض خلالها المواقع السياحية والاستثمار بالمنطقة عبر 7 أفلام تعريفية عن المنطقة ومحافظاتها .
وتجولت "واس" في السوق الشعبي بالقرية التراثية لترصد مشاهد الحرفيين الذين يزاولون مهنهم التراثية القديمة والتي تشتهر بها أسواق المنطقة والذي يعرض فيها عدد من الصناعات اليدوية والحرف التقليدية التي توضح كيفية عمل الانسان الجيزاني في السنوات الماضية من خلال تطويع موارد البيئة الطبيعية وفق احتياجاتهم المعيشية ووفق نسق خاص شكل رمزا حياتيا لحقبة حضارية حيث يزاول حرفيو جازان مهنهم التراثية القديمة في السوق الشعبي بالقرية التراثية والتي تشتهر بها اسواق المنطقة والتي استخدم فية منذ القدم الطين في صناعة الاواني الفخارية حيث يمتاز بقوته وصلابته بعد معاملته بطرق خاصه فستغلو هذه المادة الطبيعية و صنعوا اشكالا عديدة لأواني الطهي والشرب ومن تلك الأواني الطينية " الجرّة " و " الجبنة " و "الحيسية" الى جانب معصرة السمسم الشهيرة والمخصصة لإنتاج زيت السمسم الطبيعي ذو الجودة العالية غذائيا وصحياً.

وشهد جناح الاكلات الشعبية الجازانية كثافة في الزوار الذين توافدوا للتعرف على طرق الطبخ وتذوقوا بعض الأكلات المقدمة من خلال المطعم الشعبي بالقرية والتي تعتمد على استثمار المنتجات الزراعية والحيوانية فضلا عن استخدام الاواني الفخارية في الطهي والعرض ومن أشهر تلك المأكولات هي المرسة والمغش والعصيدة وأقراص الذرة والدخن.

ويقف الزائر للقرية على العديد من المهن الحفية وأبرها مهنة النحت على الصخور الحجرية إذ يروي الحرفي جبران بن سالم العبدلي وهو يجلس في زاوية من زوايا القرية ويمارس مهنته في النحت على الصخور بمهارة عالية لتحويلها إلى تحف فنية متفاوتة الأشكال.

ولم تغفل قرية جازان مشاركة الأسر المنتجة في فعاليات المهرجان بهدف التعريف بكل ما يخص الجانب النسوي وعمل المرأة في منطقة جازان ويثبت قدرتها على الحضور الفاعل والمؤثر في كل شأن ومجال، من خلال عملها في المجال الحرفي بما يبرز بصمتها الخاصة من خلال تفاعل مرتادي المهرجان وزواره مع المنتجات التي تعرضها تلك الأسر من الملابس الجاهزة والعطور والنباتات العطرية والأكلات الشعبية، وغيرها من الملبوسات والحلي والاكسسوارات، والعديد من السلع والمنتوجات التي تهم الأسرة. ولوحظ استمتاع الزائرين للجنادرية في جولتهم بالساحة الشعبية للقرية الجازانية حيث هي مقر حيوي وهام لإقامة الأمسيات الثقافية والشعرية والشعبية فضلا عن اقامة الالعاب الشعبية والرقصات الجازانية الشهيرة حيث شهدت الساحة خلال الفعاليات التي نفذتها خلال الأعوام الماضية من عمر المهرجان اقبالا من قبل الجمهور للإستراحة على المقاعد الخشبية "القعادة والتي تحيط بالساحة ومشاهدة البرامج التي تنظمها منطقة جازان .

ويتابع زائر الجنادرية أبرز الألوان والفنون الشعبية المقدمة في ساحة قرية جازان، ويستمع إلى مقتطفات من الشعر الشعبي الذي يقمه الشاعر الشعبي جبران مكحل من قصائد شعبية مستوحاه من واقع المنطقة وفطرتها الطبيعية حيث تحظى بتفاعل واهتمام من رواد القرية الى جانب الرقصات الشعبية التي تؤديها فرقة جازان للفنون الشعبية على ايقاعات الطبول واهازيج الاغاني القديمة فضلا عن العديد من البرامج الثقافية والامسيات الشعبيةوالموروث الفني والبرامج الخاصة بالأطفال والرقصات الشعبية كالسيف والمعشى والزامل والربش والعزاوي والطارق.