المصدر -
في الصومال وتحديدًا في ولاية (بيدوا) توجد أسرة صومالية تتكون من أرملة مسكينة وأبنائها الأربعة الأيتام، الذين لم يبتلوا باليتم وحده، وإنما كان مصابهم الكبير في عجزهم وقعودهم، فهم لا يستطيعون الحركة والتنقل، ولم يكن هناك أخ أو قريب يقوم بأمرهم أو يلبي طلباتهم ويرعاهم ويخدمهم، لم يكن هناك غير هذه الأم الصبورة المثابرة تقوم وحدها بالسعي عليهم ومحاولة إطعامهم وكسوتهم، في ظل ظروف صعبة عصيبة، ومناخ يتفجر بالفقر والعوز..
ورغم ما تعيش فيه هذه الاسرة المعتلة من آلام الفقر، إلا أن البسمة كانت لا تفارق محياهم، فتراهم ينظرون إليك بعين تشع بالبراءة والمحبة، وكنت تلمح من وراء هذه البسمات، كيف أنها تدعوك أن تساعدهم وتناشدك أن تقف بجوارهم.
وحينما بادرت الندوة العالمية للشباب الإسلامي في محاولاتها الإنسانية لإنقاذ النازحين الصوماليين في العاصمة مقديشيو وولاية بيدوا، عثرت على هذه الأسرة التي استلفتت النظر، وأثرت في الخاطر وألهبت أسى النفوس، وحاول مندوبو الندوة أن يقدموا المساعدة لهؤلاء الأطفال العاجزين المقعدين وأمهم المسكينة، من بعض السلال الغذائية التي يتم توزيعها، لكنها حتمًا ستنقضي في أيام يسيرة بسيطة، ويعودون إلى علتهم وحاجتهم وضيقهم.. كما أنها كانت متواضعة أمام هذه العلة الكبيرة التي يتراءاها كل من وقف أمامهم.
ويروي لنا الأستاذ (حسين الحسيني) عضو لجنة إغاثة الصومال في الندوة العالمية وهو يصور لنا حال هذه الأسرة: إنني حينما رجعت إلى المملكة العربية السعودية بعد هذه الرحلة الإغاثية الإنسانية، التي زرنا فيها كثيرًا من مخيمات النازحين، وتعرفنا على أحوالهم المتأزمة، ورأينا بأعيينا حالتهم المتدهورة صحيًا ومعيشيًا، لم تخرج صورة هذه الأسرة المنكوبة من هذه الأم وأطفالها العاجزين من فكري ووجداني، فكنت أتألم لحالهم كثيرًا، وكلما حاولت أن أنخرط في مشاغل الحياة، أجد هذه الصورة تلح على خيالي، وتتمثل أمام ناظري لشدة ما كانوا فيه من حالة محزنة تستدعي الشقفة والمواساة.
ويشير: لقد حاولت من خلال معرفتي بكثير من المحسنين من أهل الخير والبر والإحسان، أن أعرض عليهم حالة هذه الأسرة، وأصور لهم ما هم فيه من بؤس الحياة وشقاء العيش، لعل أحدهم يلين قلبه، فيقدم لهم شيئًا يعينهم وينقذهم ويخفف عنهم ما هم فيه من بلاء.. حتى استجاب أحد المحسنين، وقبل أن يرعى هذه الأسرة ويقدم لها المساعدة العاجلة، وهو ما أشعرني أنني قدمت شيئًا إنسانيًا عظيمًا، وساعدت أسرة كانت مكبلة بالعجز واليتم.
ورغم ما تعيش فيه هذه الاسرة المعتلة من آلام الفقر، إلا أن البسمة كانت لا تفارق محياهم، فتراهم ينظرون إليك بعين تشع بالبراءة والمحبة، وكنت تلمح من وراء هذه البسمات، كيف أنها تدعوك أن تساعدهم وتناشدك أن تقف بجوارهم.
وحينما بادرت الندوة العالمية للشباب الإسلامي في محاولاتها الإنسانية لإنقاذ النازحين الصوماليين في العاصمة مقديشيو وولاية بيدوا، عثرت على هذه الأسرة التي استلفتت النظر، وأثرت في الخاطر وألهبت أسى النفوس، وحاول مندوبو الندوة أن يقدموا المساعدة لهؤلاء الأطفال العاجزين المقعدين وأمهم المسكينة، من بعض السلال الغذائية التي يتم توزيعها، لكنها حتمًا ستنقضي في أيام يسيرة بسيطة، ويعودون إلى علتهم وحاجتهم وضيقهم.. كما أنها كانت متواضعة أمام هذه العلة الكبيرة التي يتراءاها كل من وقف أمامهم.
ويروي لنا الأستاذ (حسين الحسيني) عضو لجنة إغاثة الصومال في الندوة العالمية وهو يصور لنا حال هذه الأسرة: إنني حينما رجعت إلى المملكة العربية السعودية بعد هذه الرحلة الإغاثية الإنسانية، التي زرنا فيها كثيرًا من مخيمات النازحين، وتعرفنا على أحوالهم المتأزمة، ورأينا بأعيينا حالتهم المتدهورة صحيًا ومعيشيًا، لم تخرج صورة هذه الأسرة المنكوبة من هذه الأم وأطفالها العاجزين من فكري ووجداني، فكنت أتألم لحالهم كثيرًا، وكلما حاولت أن أنخرط في مشاغل الحياة، أجد هذه الصورة تلح على خيالي، وتتمثل أمام ناظري لشدة ما كانوا فيه من حالة محزنة تستدعي الشقفة والمواساة.
ويشير: لقد حاولت من خلال معرفتي بكثير من المحسنين من أهل الخير والبر والإحسان، أن أعرض عليهم حالة هذه الأسرة، وأصور لهم ما هم فيه من بؤس الحياة وشقاء العيش، لعل أحدهم يلين قلبه، فيقدم لهم شيئًا يعينهم وينقذهم ويخفف عنهم ما هم فيه من بلاء.. حتى استجاب أحد المحسنين، وقبل أن يرعى هذه الأسرة ويقدم لها المساعدة العاجلة، وهو ما أشعرني أنني قدمت شيئًا إنسانيًا عظيمًا، وساعدت أسرة كانت مكبلة بالعجز واليتم.