حفلت ( فضاءات السرد ) في نسختها الثانية وهي تتحاور مع الكاتب / عزيز محمد ، في روايته ( الحالة الحرجة للمدعو (ك) ) ، حفلت بتحليق (15) من النقاد والمهتمين ، كانت لهم تجلياتهم في قراءة هذا العمل وتدبره ..

جاء ذلك في الأمسية التي نظمها نادي مكة الثقافي الأدبي ، لجماعة فضاءات السرد ، بحضور فارسي اللقاء الدكتور / أبوالمعاطي الرمادي ، والدكتورة / جميلة العبيدي ، وأدارتها الأستاذ / بسمة القثامي - التي أضاءت بداية للرؤية ، وأشارت إلى بعض مسوغات اختيارها للنقد والتعليق ..

أما المشاركة الرئيسة الأولى للدكتور / أبوالمعاطي - فقد تناولت تفاصيل الرواية وصفاً وتقويماً ، وهو ينتصر لبعض أفكارها ، ويقف محايداً في جوانب أخرى .. ويرى في الرواية صرخة مكتومة يدركها المتلقي ولا يسمعها ، وهي تحرك المشاعر وتحس بأفكار القلوب .. وأشار إلى العتبة الهلامية للدخول إلى هذه الرواية ، بحصرها في يوميات مريض السرطان الذي يعاني من فشل الانسجام مع أسرته ومجتمعه ، ويتخذ من المرض غطاءً لتمرده على القيم والعادات والتقاليد ، بلغة أدبية حافلة بالتشبيهات والاستعارات والصور البلاغية ..

وتكتمل الصورة بحديث الفارسة الثانية بهذه الأمسية الدكتورة / جميلة العبيدي - التي أبدت إعجابها بخروج رؤية / عزيز محمد - عن السردية العادية وتوجهها نحو التجديد والتجريب ، مع نرجسية الكتابة وعمق التجربة ، وتتقاطع في الرواية القصص في سردية من الدرجة الأولى .. تبشر بكاتب متميز خاصة وأنها العمل الأول له .

وتوالت بعد ذلك التعقيبات وكانت الأولى للدكتور / كوثر القاضي - رئيسة لجنة السرد ، التي أشارت إلى شخصية الرواية المهمشة من الأهل والمجتمع ومواجهتها بالمرض والموت ، في لغة عالمية من عوالم ( كافكا ).. وجاء تعقيب الدكتور / أحمد صبرة - مؤكداً التقاطع الكبير بين / عزيز محمد - و ( كافكا ) ، فتقنية السرد لدى ( كافكا ) ، أثرت على الكاتب ، ولكن حالة السخرية لدى / عزيز محمد - أكثر ، وهو يكتب بلغة متألقة لبطل لا منتمي..

وأبدى الدكتور / سعد الغامدي - إعجابه ببراعة كاتب الرواية الشديدة في رسم المشاعر .. مع ملاحظة اعتناقه ( منهج الشك )، وتبخيس الحياة .. وكانت للدكتور / عبدالعزيز الطلحي - قراءة مغايرة للرواية وقد وجد فيها (حالة صوتية للمدعو ك )..

ولمس الدكتور / سعود الصاعدي - في الرواية مجموعة أسئلة وليست إجابات ، والتواصل مع الرواية يتم من بوابة ( المرض ) ، الذي ينعكس اكتئاباً على القارئ ..

كذلك أكدت الدكتورة / صلوح السريحي - على ما تحفل به الرواية من ألم تنقله للقارئ ، مع حوارية تتسم بتعدد الأصوات ..

وأشار الأستاذ / محمد عصبي الغامدي - إلى أن / عزيز محمد - استدرج عطف القارئ بإظهار معاناة مريض السرطان ..

وقرأ الشاعر / رداد الهذلي - رأي الكاتبة / مريم الحسن - في الرواية ، التي أثنت على براعة صاحب الرواية في وصف المرض والحزن والمعاناة بلغة أدبية عميقة ..

ووجدت الأستاذة / جميلة دياب - في / عزيز محمد - قارئاً ومثقفاً ومبدعاً وأشار الأستاذ فاروق باسلامة إلى الجوانب النفسية العميقة في الرواية ، وأيّد الطبيب / عماد لبان - ثورة كاتب الرواية على الواقع ونقد الحياة وهذه هي وظيفة الأدب ، في حين رأت الأستاذة / فاتن حسين - أن الكاتب لم يحفل بقيمة الاحتساب لدى المسلم حين يصيبه المرض ..

وكانت الكلمة الأخيرة في ذلك المساء للأستاذ الدكتور / حامد بن صالح الربيعي - ( رئيس نادي مكة الثقافي الأدبي) ، الذي أبدى إعجابه الشديد بهذه الفعالية النوعية التي قدمتها جماعة فضاءات السرد ، وما فيها من تفاعل إيجابي ، بحضور شباب وشابات ، مبدعين ومبدعات ، معبراً عن طموح النادي لتتحول هذه الجماعات إلى مدرسة في التعليم الحر الهادف ، خارج أسوار المدارس والجامعات ..