كشفت إدارة التحريات والبحث الجنائي بشرطة منطقة الرياض ملابسات مقتل أربعة وافدين من الجنسية الهندية والبنجلادشية بعد أن تم الإبلاغ عن تغيبهم في ظروف غامضة.
وفي التفاصيل، تلقت إدارة دوريات الأمن بلاغا ً من أحد المواطنين مفاده انبعاث رائحة كريهة من مركبة نوع هونداي تقف بحي الفوطة وسط العاصمة الرياض خلف أحد الأسواق، وبعد فتحها وجد بداخلها جثة مجهولة في حالة تعفن شديد، وبها آثار لخمس طعنات نافذة في منطقة البطن وجروح قطعية في اليد اليسرى، وبالتحقق من وضع المركبة اتضح أن اللوحة المثبتة عليها عائدة لسيارة من نوع كراسيدا مبلغ عن سرقتها لدى مركز شرطة الديرة.
وأسندت مهمة البحث والتحري عن مرتكب هذه الجريمة الشنيعة إلى إدارة التحريات والبحث الجنائي لما تتمتع به من خبرة وإمكانيات، حيث اتخذت كافة الإجراءات والتدابير البحثية للتعرف على هوية المجني عليه ومن ثم محاولة معرفة ظروف وملابسات الجريمة، وأسفرت تلك الجهود ولله الحمد عن الاشتباه بوافدين من الجنسية الباكستانية أخضعوا لجلسات تحقيق مركزة نتج عنها إقرارهما بالتخطيط لقتل أحد الوافدين (من جنسية هندية) نظراً لإقامته علاقة محرمة بامرأة سيرلانكية كانت على علاقة سابقة بأحدهما، حيث واعداه وحال حضور المجني عليه قام الجاني وشريكه في الجريمة بالركوب معه بسيارته الفان وطلبا إيصالهما إلى أحد المواقع وفي الطريق باغتاه بخنقه وطعنه ثم تعاونا على لفه ببطانية وألقيا جثته خلف مستودعات بحي السلي، وأخذا سيارته وأوقفاها بحي الفوطة.
وبعد الحادثة بأسبوع احتاجا مبلغاً من المال لشراء مادة الحشيش المخدرة من أحد المقيمين من الجنسية الباكستانية (تم القبض عليه في وقت لاحق)، فقاما باستدراج وافد بنجلادشيي (في العقد الثالث من العمر) يعمل سائق سيارة أجرة من نوع كامري حيث طلبا منه إيصالهما إلى حي الصحافة، وعند وصولهما بادره أحدهما بخنقه بقطعة قماش فيما قام الآخر بطعنه عدة طعنات بسكين كان يحملها وسرقا ما معه من نقود، ثم قاما بنقل جثه إلى حي الفوطة ووضعاها داخل السيارة الفان التي كانت بقيادة الضحية الأولى، وبعد ذلك استخدما سيارته في تنقلاتهما.
وفي الجريمة الثالثة قاما بالترصد لوافدٍ من الجنسية الهندية (في العقد الثالث من العمر) يقود سيارة أجرة من نوع هونداي وطلبا منه إيصالهما إلى أحد المواقع بحي الصحافة، وحال وصولهما قام أحدهما بخنقه والآخر قام بطعنه بالسكين، ثم اتجها به إلى حي العارض حيث قاما بمحاولة إخفاء جثته بإلقاء كمية من الأخشاب عليها ثم سرقا سيارته لاستخدامها في تنقلاتهما بعد تركيب لوحات سيارة من نوع كرسيدا قاما بسرقتها من حي الديرة، وبعد ذلك أوقفا السيارة إلى جوار السيارة الفان بحي الفوطة.
ولرغبتهما في الحصول على سيارة أخرى لتنقلاتهما فقد قاما بالترصد لوافد أربعيني من الجنسية البنجلادشية يعمل سائق أجرة وطلبا منه أن يقوم بنقلهما من البطحاء إلى حي الصحافة على سيارته الكيا، وعند وصولهما إلى الوجهة المطلوبة قام الأول بخنقه والثاني طعنه بالسكين، ثم قاما بنقله إلى حي العارض ودفناه تحت التراب.
كما جاء من ضمن اعترافهما أنه سبق لهما وأن أقدما على سرقة سيارة من نوع فان من حي الديرة وقاما بأخذ ماكينة السيارة وبيعها في التشليح لشراء مادة الحشيش المخدر ثم قاما بحرق السيارة في حي وادي لبن.
وبفضل من الله عز وجل ثم بجهود ضباط وأفراد إدارة التحريات والبحث الجنائي الذين ما فتئوا في مواصلة الليل بالنهار في سبيل كشف غموض القضية والقبض على مرتكبيها، حيث اعترفا بما نسب إليهما وقاما بالدلالة على مواقع الجثث الثلاث الأخرى والتي كانت في مراحلة متقدمة من التعفن، والسيارات الخمس وطابقت أقوالهما الواقع والمعاينة الأولية لتلك الجثث والمواقع وصدقت أقوالهما شرعاً، فيما لا تزال التحقيقات جارية للكشف عن أي جرائم أخرى قاموا بارتكابها تمهيداً لبعثهما لجهة الاختصاص لإحالتهما على القضاء الشرعي لينالا جزاء أفعاله ما الشنيعة واجتثاث الشر الكامن في نفوسهما.