المصدر -
مصر -مؤيد حسين :
استيقظت الأم فى ساعة مبكرة، تسمع أذان الفجر وتبدأ رحلتها اليومية فى التعامل مع أبنائها وتجهيزهم حتى يذهبوا إلى المدرسة، من بينهم ابنتها الصغرى التى تستيقظ دون ضجيج وتلتزم بتعليمات الأم، هى فى الصف الخامس الابتدائى فى مدرسة تبعد أمتاراً عن منزلها بإحدى قرى مركز المنشاة بمحافظة سوهاج، رحلة الصغيرة إلى المدرسة الأسبوع الماضى لم تكن عادية وتحول هذا اليوم إلى كابوس وقضية فى أدراج نيابة المنشاة فى سوهاج، حين تجددت محاولة اغتصابها داخل المدرسة عقب صمت استمر شهرين.
المشهد الأول: فى منزل الأسرة، الأم تساعد صغيرتها ابنة الـ11 عاماً فى ارتداء ملابسها وتمشط لها شعرها، الصغيرة تسمع نداء زميلاتها اللاتى يمررن أمام باب منزلها الصغير المكون من طابق ويقع فى منتصف القرية.
المشهد الثانى: الصغيرة ياسمين خرجت إلى الشارع الترابى القديم الذى ينتهى بها إلى مدرستها الابتدائية ركضت مع الصغيرات حتى يصلن إلى مدرستهن قبل أن يدق الجرس، وقفن فى الطابور الصباحى وابتسامتهن لا تفارقهن، يشاغبن أحياناً داخل الطابور.
المشهد الثالث: صعدت ياسمين إلى فصلها فى الطابق الثالث وفى الحصة الثانية شعرت بأنها تريد الذهاب إلى دورة المياه استأذنت المدرس ونزلت مسرعة ووقفت أمام حمامات المدرسة لكنها وجدت طابوراً من بنات المدرسة ينتظرن دورهن فى الدخول إلى الحمام.
المشهد الرابع: نظرات فراش المدرسة ابن الـ55 عاماً تلاحق جسد الصغيرة، خيل له تفكيره أن فريسته ستكون هذه الطفلة، اقترب منها وأخبرها بأنها ستنتظر طويلاً حتى تدخل الحمام بسبب كثرة الطالبات اللاتى ينتظرن دورهن فى الدخول للحمام، وقالت ياسمين فى براءة: «يا عم محمد أنا عايزة أدخل الحمام بسرعة».
المشهد الخامس: اصطحبها إلى حمام خاص بالمدرسين وبعد دخولها بلحظات فتح عليها الباب اقترب منها وضع يديه على جسدها، لم تدرك الصغيرة ما يفعله بها حاولت أن تنزع يديه المتشبثتين بجسدها لكنها لم تفلح صرخت لعل أحداً يسمعها، وهى تعتقد أن عم محمد سيقتلها ولم تكن تعرف أنه شخص شاذ جنسياً، وكيف تعرف ذلك وهى لا تدرى معنى الجنس ولا تفهم ما الذى يفعله بها، كررت صراخها فوضع «الشال» فوق فمها ونزع عنها ملابسها وأكمل مخططه لم تحتمل الصغيرة ما فعله بها فغابت عن الوعى وعندما أفاقت بعد مرور عدة دقائق وجدت دماء على ملابسها ولم تنطق بكلمة واحدة، وضع الفراش يديه فوق رقبتها وهددها إن أخبرت والدها أو والدتها بالذى حدث معها سيقتلها ويرمى جثتها للكلاب.
المشهد السادس: تركت الصغيرة مدرستها ولم تكمل يومها الدراسى، دخلت إلى منزلها وسقطت على الأرض مغشياً عليها، وجدت الأم آثاراً لدماء فى المنطقة الحساسة من جسد صغيرتها، ولم تستطع الصغيرة أن تخبر والدتها بما حدث لها، خافت أن يكون مصيرها الموت على يديه وتنهش جسدها الكلاب الضالة كما أخبرها، ومرت عدة أيام على ياسمين وهى لا تريد الذهاب إلى المدرسة لكن والدها أجبرها على العودة للمدرسة حتى لا تصبح مثل والدتها التى لا تجيد القراءة ولا الكتابة، عادت ياسمين إلى مدرستها مرة أخرى لكنها هذه المرة قررت عدم دخول دورة المياه مهما كلفها الأمر.
المشهد السابع: الأيام مرت ثقيلة على ياسمين داخل مدرستها ونظرات فراش المدرسة تلاحقها فى كل مكان تذهب إليه، وهى تعرف أنه يتحين الفرصة لكى تدخل دورة المياه مرة أخرى ليكرر فعلته السابقة معها، التى مر عليها أكثر من شهرين، وظنت أن فراش المدرسة قد نسى أمرها عندما نسيت هى الأخرى ما حدث لها.
المشهد الثامن: دخلت حمام المدرسة وجدت المأساة تتكرر معها، وجدت الفراش معها داخل الحمام، وأغلق عليها الباب من الداخل، لكن هذه المرة صرخت بأعلى صوتها لتستغيث، تجمعت زميلاتها أمام باب دورة المياه وظللن يطرقن الباب ولم يتمكن الذئب من إتمام مهمته هذه المرة فخرج مسرعاً، وعندما دخلت زميلاتها إلى الحمام وجدن ياسمين تجلس القرفصاء فى أحد أركان الحمام عارية الجسد، ولم تفهم الصغيرات ما الذى حدث، ساعدنها فى ارتداء ملابسها، وروين لوالدتها ما حدث بينها وبين الفراش داخل حمام المدرسة، وأخبرت ياسمين والدتها بما فعله بها فراش المدرسة منذ شهرين وعندما حضر والدها وعلم بالواقعة اصطحبها إلى مركز شرطة المنشاة لتحرير محضر بالواقعة.
المشهد العاشر: أمام العقيد هشام فوزى، مفتش مباحث مركز شرطة المنشاة حرر والد ياسمين محضراً ضد فراش المدرسة واتهمه باغتصاب نجلته، وروت لضباط المباحث تفاصيل ما حدث لها فى نهاية شهر ديسمبر الماضى عندما دخلت أحد حمامات المدرسة، حيث قام فراش المدرسة بالدخول وراءها وأغلق الباب من الداخل وخلع ملابسها بالقوة ووضع شالاً فوق فمها لكى لا يسمع أحد صراخها، واتهم والد ياسمين الفراش بفض غشاء بكارة نجلته، وأضاف فى بلاغه أنه لم يعلم بما حدث لابنته إلا متأخراً عندما تكررت الواقعة مرة أخرى منذ يومين، وأكد أنه ذهب بنجلته إلى طبيب داخل عيادة خاصة، حيث أكد له الطبيب أن ابنته تعرضت لاعتداء جنسى منذ شهرين أدى إلى وجود تهتك فى غشاء البكارة وأرفق تقرير الطبيب بأوراق محضر الشرطة.
المشهد الحادى عشر: المقدم على الصغير رئيس مباحث مركز شرطة المنشاة والرائد أحمد الشورى معاون مباحث المركز يلقيان القبض على المتهم وواجهاه بالطفلة وأنكر الواقعة جملة وتفصيلاً، مؤكداً أن السبب فى اتهام ياسمين له هو عدم تسلمها وجبتها المدرسية من البسكوت، التى يوزعها على تلاميذ المدرسة، وأكد أن ما ترويه الطفلة هو من نسج خيالها وأنه رجل صالح يؤدى الصلاة فى أوقاتها، وأضاف أن لديه طفلة صغيرة فى عمر ياسمين ولا يعقل أن يرتكب مثل هذا الفعل المشين، بينما أكدت تحريات المباحث صدق رواية ياسمين.
المشهد الأخير: المتهم أمام هيثم صلاح وكيل نيابة المنشاة ينفى التهمة المنسوبة إليه، وقرر محمد عبدالمنعم، مدير نيابة المنشاة، بسكرتارية حسام عبدالرحمن، حبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيقات مع مراعاة التجديد له فى الميعاد القانونى، وتم تحويل الضحية إلى الطب الشرعى لبيان حدوث اعتداء جنسى عليها من عدمه، واستدعى مدير المدرسة لاستجوابه