أول بحث في السعودية يتطرق لدور الاعلام الاجتماعي في مجال التدخل المبكر للاطفال ذوي الداون سندرم
المصدر -
غرب مع المبتعثين .. حلقة الوصل بين المبتعثين والمبتعثات في شتى أنحاء العالم .. لهذا نحن فيها "منكم ولكم" ندعوكم للتعرف عليهم وعلى سيرتهم وللإطلاع على تجاربهم المنوعة في الإبتعاث ..
"عواطف بنت حبيب الشمري" طالبة دكتوراه مبتعثة من جامعة الملك سعود في تخصص تربية خاصة ( اعاقة فكرية ) والتي تكمل حاليا مسيرتها لنيل درجة الدكتوراه في سنتها الثالثة بجامعة كلية لندن الجامعية University College London ( UCL) حيث حازت مؤخرا على جائزة "افضل عرض برزينتيشن كمحتوى علمي و إلقاء" ضمن مشاركتها في الموتمر الدولي العشرين في التربية الخاصة - والذي عقد بحضور عدد من الأكاديميين والمهتمين في هذا الشأن بالعاصمة البريطانية "لندن" والذي يعد أول بحث في السعودية يتطرق لدور الاعلام الاجتماعي في مجال التدخل المبكر للاطفال ذوي الداون سندرم – هذا وبالإضافة إلى مشاركتها في عدد من الإسهامات التطوعية نحو خدمة المبتعثين من خلال رئاستها لجنة التخطيط الاستراتيجي والتطوير بالجمعية السعودية بكلية لندن الجامعية - وعضو في لجنة البرامج العلمية بالجمعية السعودية بكلية لندن الجامعية - وفي السطور التالية تتحدث "الشمري" عن تجربتها ومشاهداتها المنوعة في الإبتعاث .. وهذه القصة:
بين كلية الطب وكلية التربية الخاصة .. هذا قراري ..
بداية حول مسيرتي التعليمية ، انا كغيري من ابناء الوطن ارجع الفضل لما انا فيه الان الى الله اولا ثم الى وطني الغالي المملكة العربية السعودية والمتمثلة بقيادته الحكيمة والكريمة التي لم تولى جهدا في تعليم ابناء الوطن وتوفيره للجميع وهذا قلما نجده في الدول الاخرى - لذلك اشكر الله على هذه النعمة اولا ثم اشكر كل ملك من ملوك هذه البلاد الحبيبة على كل جهد قام به لنهضة العملية التعليمية منذ انطلاقتها في هذه البلاد الطاهرة وحتي يومنا الحاضر فجزاهم الله عنا وعن جميع ابناء الوطن كل خير ورحم الميت منهم وابقي الحي منهم على طاعته واعانه لخدمة البلاد والعباد – وخالص شكري وتقديري ارفعه لوالدنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - فهو والدنا القائد ورافع راية الحزم والعزم التي هي اساسيات مبادءنا اليوم ان يكون لدينا من الحزم والعزم اشده كرواد في العملية التعليمة - ايضا ارفع شكري وعرفاني لولي العهد الشاب الطموح الامير محمد بن سلمان ال سعود على ماقدمه لنا من روية وطن 2030 جعلناها هدفا لنا وطريقا في الانطلاق للمستقبل الباهر بعون الله.
انا من مواليد المنطقة الشرقية التي بداءت فيها مسيرتي الدراسية في المرحلة الابتدائية حيث التحقت في الصفوف الاولى بعمر( 5 سنوات) كان وقتها لايوجد روضات اطفال بهذا العمر ولكن بسبب حبي وشغفي للذهاب للمدرسة وماسببته لوالدتي اطال الله في عمرها من ازعاج وبكاء ورغبة للذهاب للمدرسة اضطرت حفظها الله الطلب من مديرة المدرسة قبولي في الصف الاول كمستمعه فقط وقد تفهمت هذه المديرة الفاضلة مشاعر والدتي وقدرت ماتعانيه بسبب طفلتها الصغيرة وبالفعل تم ذلك وبعد اجتيازي الاسبوع الاول في المدرسة طلبت مديرة المدرسة حضور والدتي وابلغتها ان الاداء الدراسي الخاص بي متفوق جدا مقارنة بمن هم اكبر مني سن - لذلك قررت المديرة الحاقي رسميا للدراسة في الصف الاول ورفعت خطاب لادارة التعليم في المنطقة الشرقية الذين ابدوا تعاون ودعم كبير في تجاوز السن المشروط ( 6 سنوات ) فهذا ان دل يدل على المرونة وتقدير لكفاءات الطلاب منذ ذلك الوقت فجزاهم الله عني كل خير فالفضل بعد الله لهم - وبالفعل اكملت الصف الاول والثاني والثالث ثم انتقلت بعدها الى مدينتي الحبيبة الرياض واكملت فيها مشواري التعليمي كاملا حتي هذا اليوم كنت ومازلت حريصة ومحبة للتعليم بشغف ولم اخاف يوما ولله الحمد والمنة من الاستمرار فيه او الشعور بالاحباط بل كان لدي طموح بعد مرحلة الثانوية العامة بالالتحاق بكلية الطب وبالفعل اجتزت الاختبارات التحريرية والمقابلات الشخصية ولكن لم يظهر اسمي من المقبولات بسبب السحب العشوائي في اختيار 15 طالب فقط للدراسة بكلية الطب بجامعة الملك سعود وهذا امر من الحي القيوم كان يسير الامور وييسرها كيفيما يشاء سبحانه - لذلك كان للتربية الخاصة نصيبا ان التحق فيها بسبب القناعات التي وصلتني من الاقارب والاصدقاء ان التعامل مع الاطفال ذوي الاحتياجات الخاصة ايضا نوع من انواع انقاذ الارواح الانسانية ومساعدتهم وليس الطب فقط - وبالفعل ولله الحمد والمنه التحقت واكملت مسيرتي في درجة البكالوريس بقسم التربية الخاصة بجامعة الملك سعود وحصلت على تقدير امتياز مع مرتبة الشرف ، وبعدها توالى عملي كمعيدة ومن ثم محاضرة في القسم واكمال درجة الماجستير في نفس الجامعة والحصول ايضا على معدل امتياز جعلني في الترتيب الثاني على مستوى الكلية ومن العشر الاوئل على مستوى الجامعة لم يكن حلمي يتوقف هنا بل الرغبة الشديدة لاكمل درجة الدكتوراه هي محركي وعائقي في نفس الوقت انه لايوجد برنامج دكتوراه بالقسم ! داخل السعودية في ذلك الوقت. مما اضطرني لخيارات الدراسة الخارجية رغم صعوبة الظروف التي كنت اعيشها في اتخاذ قرار الابتعاث الا ان الله كتب لي وقدر امر لم افكر به او اخطط له فله الحمد في الاولى والاخرة.
بريطانيا .. ورحلة الإبتعاث ..
انطلاقتي في الابتعاث بداءت بتعلم اللغة الانجليزية في بريطانيا بجامعة ليدز التي تبعد عن لندن 3 ساعات تقريبا - كان عائق اللغة من اهم التحديات التي تواجه الطلاب المبتعثين للحصول على قبول الدكتوراه علاوة على تبعيات الغربة والبعد عن البلاد فالوطن له مكانة كبيرة جدا لايعلم قيمته الا من ابتعد عنه - نعم اشتقت خلالها لأسرتي .. لموطني الذي يرقد والدي الحبيب تحت ارضه رحمه الله ويعيش فوقه احبتي وقرة عيني والدتي الحبيبة سلمهما الله - لقد افتقدت بحزن يقطع قلبي صوت الاذان في مساجدنا لقد افتقدت روحانية بلادي وامنها وامانها وطيبة اهلها وحتي حرارة الجو والغبار افتقدتها واشتقت لها .. الوطن نعمة لايعرف قيمته الا من خرج منه !!
ومع كل تلك التحديات كان يدور بداخلي عبارة ( انا امثل ديني .. ووطني انا احمل مسؤولية وطن على كاهلي وامثل اسرتي ومجتمعي السعودي النبيل ) وكانت هذه العبارة والمبادي التي تتضمنها محركي وقوتي بعد الله سبحانه وتعالى - بعد اجتياز اللغة ولله الحمد والمنة تم البحث عن قبولات للدكتوراه في عدد من الجامعات البريطانية واختار الله لي جامعة (University College London UCL ) التي تعتبر من الجامعات المتميزة في الابحاث التربوية والتي تحتل المراتب الاولى في تصنيف الجامعات المتميزة حول العالم والان انا على مشارف التخرج بعون الله وتوفيقة - وهذه الايام حصلت بفضل الله على جائزة لافضل عرض كمحتوى علمي في الموتمر الدولي العشرين في التربية الخاصة حيث قدمت عرض عن بحثي الخاص للدكتوراه والذي يعتبر البحث الاول في السعودية الذي يتطرق لدور الاعلام الاجتماعي في مجال التدخل المبكر للاطفال ذوي الداون سندرم وذلك من خلال وجهات نظر واقعية قدمتها عدد من الامهات الطموحات والمخلصات في العمل مع اطفالهن وايضا المعلمات العاملات في هذا المجال حيث ستنطلق باذن الله نتائج هذه الدراسة واثارها لتواكب تطلعات الوطن 2030 وخصوصا في مجال التربية الخاصة حيث سيتم قريبا بعون الله الرفع للجهات المعنية بااهم توصيات هذه الدراسة وامكانيات تطبيقها على ارض الواقع.
من خارج الوطن .. نرغب في نقل هذه التجارب ..
فكرة ( تطبيق مدارس الاحياء ) كما هو موجود في بلاد الابتعاث نود نقلها لوطننا الغالي لاننا نحتاجها كثيرا وستحل الكثير من المشاكل التي ارهقت كاهل اسر الاطفال ذوي الاحتياجات الخاصة حيث تقوم الفكرة على ان يتم تهيئة المدارس في كل حي على قبول جميع الطلاب العاديين وذوي الاحتياجات الخاصة في المبني المدرسي وتخصيص فصول خاصة لكل الحالات ويتم توفير الخدمات المساندة للاطفال وهم في مدارسهم وبذلك نقلل من مشكلة قلة المراكز الخاصة والتي تتطلب دفع مبالغ باهظة ترهق الاسرة والدولة - وايضا ستكون حل لتوظيف عدد كبير من خرجي وخريجات التربية الخاصة التي يحتاج لهم الميدان ولكن تواجههم قلة المراكز وطلبات التوظيف فعلي سبيل المثال وبحكم تخصصي في التدخل المبكر لدينا خريجات تدخل مبكر من جامعة الاميرة نورة الى الان مازلوا في قوائم الانتظاروالتجاهل رغم الحاجة الماسة لهم لتفعيل دور التدخل المبكر في الروضات الحكومية والمدارس لذلك فان هذه الفكرة سوف تنهض بدور التدخل المبكر وايضا خدمات التربية الخاصة وتوحيد الجهود والامكانيات في مكان واحد - اتمنى ان تتحقق هذه الفكرة بتوجيهات ابوية حانية من والدنا الملك سلمان بن عبدالعزيز ال سعود وولي العهد الطموح الامير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ال سعود لخدمة اسر الاطفال ذوي الاحتياجات الخاصة الذين تعتصرهم الالالم الكثيرة في فلذات اكبادهم وخوفهم من المستقبل والحال من بعدهم على هولاء الاطفال - لذا اتمنى من قيادتي الحكيمة ان تنظر لهذا الامر بنظرة الامل والعطاء التي عهدناه منهم نحو ابناءهم في هذه البلاد المباركة.
السفارة السعودية في لندن .. ودعمها لأبناء الوطن ..
لا انكر حقيقة الدور الكبير التي تقوم به سفارة خادم الحرمين الشرفين بلندن ممثلة بقائدنا صاحب السمو الملكي الامير محمد بن نواف بن عبدالعزيز ال سعود في حل أي مشاكل طارئية تجتاحنا كطلاب في بلاد الابتعاث وايضا دور الملحقية السعودية بلندن بقيادة الوالد الكريم والمتواضع الدكتور "عبدالعزيز المقوشي" الذي والله اخجلنا بعطاءه ودعمه لابناءه في بريطانيا فليكثر الله من امثاله المخلصة وجميع منسوبي الملحقية الذين يحاولون حل المشاكل الدراسية التي نواجهها وتوفير التسهيلات الازمة التي يحتاج لها الطالب في بلد الابتعاث - علاوة على ذلك الدور الكبير التي تلعبه الاندية الطلابية في بريطانيا في خدمة المبتعثين واسرهم والتي ترتبط بشكل مباشر مع الملحقية - كما اضيف لذلك دور الجمعيات التي تنشاء بكل جامعة من جامعات بريطانيا يقوم على تاسيسها الطلبة المبتعثين انفسهم وتكون اهدافهم في المقام الاول التعريف بالهوية الدينية والوطنية ومن ثم الدور المساند لبقية الزملاء المبتعثين الجدد من حيث تقديم التوجيهات لهم ومساعدتهم بعدم الوقوع بالاخطاء او التجارب السابقة لنا في بداية انطلاقتنا كما تسعي هذه الجمعيات الي الانخراط مع الجمعيات الاخرى في تلك الجامعات بهدف التبادل العلمي والثقافي.
نحو خدمة المبتعثين .. تأسيس اول جمعية طلابية سعودية في كلية لندن الجامعية ..
وبحكم انني امثل حاليا احد اعضاء "الهيئة الادارية للجمعية السعودية بكلية لندن" والتي تم انشاءها حديثا على يد زميلنا الدكتور "سليمان الشثري" وايضا زميلتنا الدكتورة "امال المعيقل" حيث تعتبر اول جمعية سعودية في جامعة عريقة كجامعة University College London فاننا من خلالها مع بقية اخواننا المبتعثين في الجمعيات السعودية في الجامعات البريطانية نحمل هدف واحد ورسالة واحدة وهي ( ديننا .. وطننا .. علمنا .. مستقبلنا ) لذلك فهذه الجمعيات تسعي لدعم المبتعثين الجدد والاجابة على جميع استفساراتهم – واوكد على اهمية تواصل الطلاب الجدد من خلالها لاستفادة مما وصل له الاخرين وتبادل المعلومات والخبرات في ارض الابتعاث.
المجتمع البريطانيا .. وهذه المشاهدات ..
بخصوص طبيعة المجتمع البريطاني هو مجتمع خليط كغيره من مجتمعات العالم من حيث شرائحه المجتمعية وافكاره ومعتقداته ففيهم المتعلمين وفيهم الاقل من ذلك وفيهم العنصري نحو الاسلام وفيهم المعتدل والوسطي العاقل - لااستطيع ان اعمم لك ان الجميع جيد او سيئ ! وكغيره من المجتمعات فيه نقاط قوة ونقاط ضعف سواء في عاداتهم او تعاملاتهم ولكن مايغلب عليهم هو احترام القانون وعدم تجاوزه سواء في الدراسة والعمل والتعاملات مع مختلف الاعراق والاجناس ايضا احترام الوقت في تعاملاتهم العامة والحكومية وهذا من النقاط الجميلة التي شدتني كثيرا باحترام حق الفرد في الحصول على خدمته باقل وقت وجهد وفي فترة زمنية محددة له مسبقا - وهذا ايضا يغلب على تعامل الكادر الاكاديمي الجامعي داخل الجامعات البريطانية لان النظام هو من يحكمهم وليس مشاعرهم او اعتقاداتهم الشخصية لذلك نجد تعامل رسمي وواضح منذ بداية عملنا معهم.
هذا الموقف جعلني أكثر حرصا ان اكون سفيرة لبلدي ..
من بعض الامور الجميلة في بعض الجامعات البريطانية حيث تقوم بتوفير مصليات للطلاب المسلمين داخل الجامعة وهذا يدل على احترام ممارستنا الدينية في الصلاة وايضا في وقت رمضان نجد تعاطف ومراعاة من قبل اساتذة الجامعات بل ونجد الكثير من الاستفسارات حول رمضان وحول الاسلام ككل لذلك نحرص كثيرا على توضيح الاسلام بمفهومه الحقيقي والغاء الافكار الخاطئة التي لديهم عن الاسلام والسعودية وهي فكرتي اننا نملك البترول وايضا ان النساء لدينا لاتقود السيارة !! هذا مايعرفونه عننا في السعودية بل وكانت الصدمة الكبيرة لي شخصيا في بداية دراستي اللغة ماذكرته معلمة اللغة عندما قدمت عرض برسنتيشن انا ومجموعة من زملاءي وزميلاتي السعوديون عن السعودية بجميع مناطقها قالت : " انا ماعرفه عن السعودية انكم تعيشون في الصحراء ولديكم بترول ! " لقد تفاجاءت عندما قدمنا عرض مصور عن كل منطقه من مناطق السعودية وعرض موروثاتنا الشعبية والعربية الاصيلة وتطوراتنا العمرانية والتعليمية والثقافية لقد كان يوما تاريخيا لن ينسي لها طوال حياتها بل وتواصلت معي بعد فترة تخبرني انها تتابع الان القنوات العربية وخصوصا السعودية لان الامر شدها كثيرا ، هذا الموقف لن انساه ابدا وهو ماجعلني احرص اكثر ان اكون سفيرة لبلدي وصاحب حوار معتدل وصادق كغيري من الاخوة والاخوات المبتعثين كما اتضح لنا من خلال معايشة المجتمع البريطاني ان الخلل في تكوين هذه الصور عن بلادنا وديينا هو الاعلام المغلق والمقيد في المجتمع البريطاني للاسف الشديد.
هذه رسالتي إلى المبتعثين والمبتعثات ..
اود ان اوجه رسالة لجميع المقبلين على الابتعاث واوكد لهم انهم لايمثلون انفسهم فقط بل انتم سفراء السعودية في ديننا عقيدتنا وسلوكياتنا واخلاقيتنا وتعاملاتنا الراقية ومحبتنا لمساعدة الغير ووسطيتنا فحن لانحمل غلو في الدين ولا نحمل تفريط بالدين وبالاخلاق - لذلك احرصوا اخواني واخواتي المبتعثين على تكوين صورة الدين السمحة والنبيلة فيكفينا بذلك مربي هذه الامة عليه افضل الصلاة والسلام سيدنا محمد بتعاملاته مع المسلمين وغير المسلمين فقد فرض احترامه بسلوكه واكد ديننا بشدة على ان ( الدين معاملة ) وتكوين صورة حقيقية عن السعودية وابناءها فهذه الصورة غايبة عن ذهن المجتمع البريطاني وغيرها من المجتمعات الاخرى التي تجمعنا معهم علاقة دراسة وعمل في بلد الابتعاث.
علاوة على ذلك اوضح للجميع ان الابتعاث ليس سياحة او تغير للاجواء النفسية للمبتعث بالعكس من ذلك بل هي مسوولية كبيرة جدا وحمل ثقيل يقع على عاتق كل مبتعث ومبتعثة - لذلك استشعار المسولية واهميتها وخطورة التساهل فيها حتما سيوثر على المبتعث وعلى بلادنا ، لذلك من يخطط لتحقيق حلمه وخدمة دينة ووطنه ويكون لديه قدرة على التحمل ومواجهة جميع التحديات والعقبات والتعامل معها بشكل عقلاني اقول له انطلق والله مع الجميع ويحقق الاماني - اما من كان هدفهم فقط الاستكشاف او مجرد قضاء وقت في بلاد الغربة والانبهار بالانحلال الاخلاقي والحرية المزعومة اقول لهم توقفوا وابحثوا عن بدائل اخرى في وطنكم الذي يتقبلكم بما انتم عليه ولن تقبله المجتمعات الاخرى ابدا بل قد ستكون نهايات المتجاوزين والمتخاذلين اما الرسوب والفشل اوتكوين صورة سئية عن الاسلام والسعودية - هذا ولله الحمد والمنة لم نسمع حتى هذا الوقت الا كل مايثلج الصدر ويفرح القلب من انجازات ابناء الوطن في بلاد الابتعاث فهناك المخترع وهناك المتفوق وهناك المبدع وهناك من غير نظرات المجتمعات الغربية عن الاسلام وعن االسعودية كبلد او شعب - فنحن لانمثل انفسنا بل نمثل الدين والوطن وهذا خط احمر يجب عدم تجاوزه - علاوة على محافظة ابناء وبنات هذه البلاد الطاهرة على الصلاة والاخلاق الدينية انني اجد في كل مسجد او ممر او غرفة او مكان عام اجد هناك من يصلي ويحافظ على صلاته بين اروقة هذا المجتمع الغربي لم يمنعه ابدا أي مانع عندما يحين وقت الصلاة فوالله هذا مايثلج الصدر ايضا لا أنسى اخواتي المبتعثات المحافظات على حجابهن بشتي الانواع والاشكال والاتي ابهرن الجامعات الغربية بالمعني الحقيقي للمراءة السعودية المسلمة التي لم يقف دينها او مجتمعها او حجابها حاجز امام طموحاتها.
سفراء الوطن .. انتم الاعلام المتحرك في كل مكان وزمان
نصيحتي للجميع سواء ابناء الوطن في الداخل او الخارج اقول لكم انتم السفراء الحقيقين وانتم الاعلام المتحرك في كل مكان وزمان - واقول للجميع عبارة من اخلص بقلبه لدينه ثم وطنه ثم علمه ثم عمله لن يخسر ابدا ولن تخسر البلاد ولا العباد من ثمرات جهده وعطاءه - ورسالتي لجميع المسوولين في الدولة ثقوا بكفاءات ابناء الوطن وقدموا الدعم فوالله ان بلادنا وواولادنا وثرواتنا العلمية والعملية تستحق منا العطاء والتضحية والعمل بمراقبة الله لايغرنا النظام العالمي الدولي لان لدينا نظام رباني عظيم قوي لو كل شخص منا راقب الله بعمله ومسولياته لما واجهنا مشاكل نبحث لها عن حلول ونهدر الكثير من الوقت في ذلك.
هذه أمنيتي ..
اتمنى ان ارى قريبا وطني السعودية يواكب العالمية في استقبال المبتعثين حول العالم وايضا اتمنى ان يتم فتح مقاعد الدراسات العليا الداخلية لجميع ابناء وبنات الوطن فالعلم لن يضيف لنا الا عقليات راقية ومتعلمة وطموحة عندما اشاهد في بريطانيا كل مدينة كبيرة كانت او صغيرة فيها جامعة تحمل اسم هذه المدينة وتقدم جميع البرامج والدرجات العلمية اقول لنفسي قريبا سيكون في وطني مثل ذلك وسوف تكون السعودية باذن الله احد دول العالم التي تستقبل مبتعثي البلادان الاخرى للدراسة بجامعاتها وتخصصاتها العربية فقد واجهت شغف كبير من زميلاتي في الدراسة من دول اخرى في بريطانيا واوروبا واسيا لتعلم اللغة العربية والانبهار بما تقدمه بلادنا من خدمة العلم والعلماء.
شكر وتقدير ..
لايوجد نجاح بدون صعوبات ولايوجد تميز بدون عقبات ولايوجد وطن بدون كفاءات - ومن خلال منصة "غرب مع المبتعثين" اقدم فائق شكري وتقديري وامتناني لكل فرد من افراد مجتمعي الغالي والحبيب كبارا .. وصغارا .. نساء .. ورجالا ممن بارك لي هذا الانجاز المتواضع وممن قدم لي الدعوات الاخوية الصادقة ومن اشعرني اثناء غربتي وبعدي هذه الايام في شهر رمضان المبارك عن وطني الحبيب بصدق دعواته ومشاعره - حماكم الله جميعا وحمي وطني الحبيب من كل مكروه.
إهداء خاص ..
لعلي اسطر في خاتمة هذا الحوار اهداء خاص بشطر بيت من قصديتي الوطنية اهديها لوطني وفخري وذخري:
"لك ياوطن باكتب على السطر تذكار .. تذكار حبا عانق الود والشوق"
"عواطف بنت حبيب الشمري" طالبة دكتوراه مبتعثة من جامعة الملك سعود في تخصص تربية خاصة ( اعاقة فكرية ) والتي تكمل حاليا مسيرتها لنيل درجة الدكتوراه في سنتها الثالثة بجامعة كلية لندن الجامعية University College London ( UCL) حيث حازت مؤخرا على جائزة "افضل عرض برزينتيشن كمحتوى علمي و إلقاء" ضمن مشاركتها في الموتمر الدولي العشرين في التربية الخاصة - والذي عقد بحضور عدد من الأكاديميين والمهتمين في هذا الشأن بالعاصمة البريطانية "لندن" والذي يعد أول بحث في السعودية يتطرق لدور الاعلام الاجتماعي في مجال التدخل المبكر للاطفال ذوي الداون سندرم – هذا وبالإضافة إلى مشاركتها في عدد من الإسهامات التطوعية نحو خدمة المبتعثين من خلال رئاستها لجنة التخطيط الاستراتيجي والتطوير بالجمعية السعودية بكلية لندن الجامعية - وعضو في لجنة البرامج العلمية بالجمعية السعودية بكلية لندن الجامعية - وفي السطور التالية تتحدث "الشمري" عن تجربتها ومشاهداتها المنوعة في الإبتعاث .. وهذه القصة:
بين كلية الطب وكلية التربية الخاصة .. هذا قراري ..
بداية حول مسيرتي التعليمية ، انا كغيري من ابناء الوطن ارجع الفضل لما انا فيه الان الى الله اولا ثم الى وطني الغالي المملكة العربية السعودية والمتمثلة بقيادته الحكيمة والكريمة التي لم تولى جهدا في تعليم ابناء الوطن وتوفيره للجميع وهذا قلما نجده في الدول الاخرى - لذلك اشكر الله على هذه النعمة اولا ثم اشكر كل ملك من ملوك هذه البلاد الحبيبة على كل جهد قام به لنهضة العملية التعليمية منذ انطلاقتها في هذه البلاد الطاهرة وحتي يومنا الحاضر فجزاهم الله عنا وعن جميع ابناء الوطن كل خير ورحم الميت منهم وابقي الحي منهم على طاعته واعانه لخدمة البلاد والعباد – وخالص شكري وتقديري ارفعه لوالدنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - فهو والدنا القائد ورافع راية الحزم والعزم التي هي اساسيات مبادءنا اليوم ان يكون لدينا من الحزم والعزم اشده كرواد في العملية التعليمة - ايضا ارفع شكري وعرفاني لولي العهد الشاب الطموح الامير محمد بن سلمان ال سعود على ماقدمه لنا من روية وطن 2030 جعلناها هدفا لنا وطريقا في الانطلاق للمستقبل الباهر بعون الله.
انا من مواليد المنطقة الشرقية التي بداءت فيها مسيرتي الدراسية في المرحلة الابتدائية حيث التحقت في الصفوف الاولى بعمر( 5 سنوات) كان وقتها لايوجد روضات اطفال بهذا العمر ولكن بسبب حبي وشغفي للذهاب للمدرسة وماسببته لوالدتي اطال الله في عمرها من ازعاج وبكاء ورغبة للذهاب للمدرسة اضطرت حفظها الله الطلب من مديرة المدرسة قبولي في الصف الاول كمستمعه فقط وقد تفهمت هذه المديرة الفاضلة مشاعر والدتي وقدرت ماتعانيه بسبب طفلتها الصغيرة وبالفعل تم ذلك وبعد اجتيازي الاسبوع الاول في المدرسة طلبت مديرة المدرسة حضور والدتي وابلغتها ان الاداء الدراسي الخاص بي متفوق جدا مقارنة بمن هم اكبر مني سن - لذلك قررت المديرة الحاقي رسميا للدراسة في الصف الاول ورفعت خطاب لادارة التعليم في المنطقة الشرقية الذين ابدوا تعاون ودعم كبير في تجاوز السن المشروط ( 6 سنوات ) فهذا ان دل يدل على المرونة وتقدير لكفاءات الطلاب منذ ذلك الوقت فجزاهم الله عني كل خير فالفضل بعد الله لهم - وبالفعل اكملت الصف الاول والثاني والثالث ثم انتقلت بعدها الى مدينتي الحبيبة الرياض واكملت فيها مشواري التعليمي كاملا حتي هذا اليوم كنت ومازلت حريصة ومحبة للتعليم بشغف ولم اخاف يوما ولله الحمد والمنة من الاستمرار فيه او الشعور بالاحباط بل كان لدي طموح بعد مرحلة الثانوية العامة بالالتحاق بكلية الطب وبالفعل اجتزت الاختبارات التحريرية والمقابلات الشخصية ولكن لم يظهر اسمي من المقبولات بسبب السحب العشوائي في اختيار 15 طالب فقط للدراسة بكلية الطب بجامعة الملك سعود وهذا امر من الحي القيوم كان يسير الامور وييسرها كيفيما يشاء سبحانه - لذلك كان للتربية الخاصة نصيبا ان التحق فيها بسبب القناعات التي وصلتني من الاقارب والاصدقاء ان التعامل مع الاطفال ذوي الاحتياجات الخاصة ايضا نوع من انواع انقاذ الارواح الانسانية ومساعدتهم وليس الطب فقط - وبالفعل ولله الحمد والمنه التحقت واكملت مسيرتي في درجة البكالوريس بقسم التربية الخاصة بجامعة الملك سعود وحصلت على تقدير امتياز مع مرتبة الشرف ، وبعدها توالى عملي كمعيدة ومن ثم محاضرة في القسم واكمال درجة الماجستير في نفس الجامعة والحصول ايضا على معدل امتياز جعلني في الترتيب الثاني على مستوى الكلية ومن العشر الاوئل على مستوى الجامعة لم يكن حلمي يتوقف هنا بل الرغبة الشديدة لاكمل درجة الدكتوراه هي محركي وعائقي في نفس الوقت انه لايوجد برنامج دكتوراه بالقسم ! داخل السعودية في ذلك الوقت. مما اضطرني لخيارات الدراسة الخارجية رغم صعوبة الظروف التي كنت اعيشها في اتخاذ قرار الابتعاث الا ان الله كتب لي وقدر امر لم افكر به او اخطط له فله الحمد في الاولى والاخرة.
بريطانيا .. ورحلة الإبتعاث ..
انطلاقتي في الابتعاث بداءت بتعلم اللغة الانجليزية في بريطانيا بجامعة ليدز التي تبعد عن لندن 3 ساعات تقريبا - كان عائق اللغة من اهم التحديات التي تواجه الطلاب المبتعثين للحصول على قبول الدكتوراه علاوة على تبعيات الغربة والبعد عن البلاد فالوطن له مكانة كبيرة جدا لايعلم قيمته الا من ابتعد عنه - نعم اشتقت خلالها لأسرتي .. لموطني الذي يرقد والدي الحبيب تحت ارضه رحمه الله ويعيش فوقه احبتي وقرة عيني والدتي الحبيبة سلمهما الله - لقد افتقدت بحزن يقطع قلبي صوت الاذان في مساجدنا لقد افتقدت روحانية بلادي وامنها وامانها وطيبة اهلها وحتي حرارة الجو والغبار افتقدتها واشتقت لها .. الوطن نعمة لايعرف قيمته الا من خرج منه !!
ومع كل تلك التحديات كان يدور بداخلي عبارة ( انا امثل ديني .. ووطني انا احمل مسؤولية وطن على كاهلي وامثل اسرتي ومجتمعي السعودي النبيل ) وكانت هذه العبارة والمبادي التي تتضمنها محركي وقوتي بعد الله سبحانه وتعالى - بعد اجتياز اللغة ولله الحمد والمنة تم البحث عن قبولات للدكتوراه في عدد من الجامعات البريطانية واختار الله لي جامعة (University College London UCL ) التي تعتبر من الجامعات المتميزة في الابحاث التربوية والتي تحتل المراتب الاولى في تصنيف الجامعات المتميزة حول العالم والان انا على مشارف التخرج بعون الله وتوفيقة - وهذه الايام حصلت بفضل الله على جائزة لافضل عرض كمحتوى علمي في الموتمر الدولي العشرين في التربية الخاصة حيث قدمت عرض عن بحثي الخاص للدكتوراه والذي يعتبر البحث الاول في السعودية الذي يتطرق لدور الاعلام الاجتماعي في مجال التدخل المبكر للاطفال ذوي الداون سندرم وذلك من خلال وجهات نظر واقعية قدمتها عدد من الامهات الطموحات والمخلصات في العمل مع اطفالهن وايضا المعلمات العاملات في هذا المجال حيث ستنطلق باذن الله نتائج هذه الدراسة واثارها لتواكب تطلعات الوطن 2030 وخصوصا في مجال التربية الخاصة حيث سيتم قريبا بعون الله الرفع للجهات المعنية بااهم توصيات هذه الدراسة وامكانيات تطبيقها على ارض الواقع.
من خارج الوطن .. نرغب في نقل هذه التجارب ..
فكرة ( تطبيق مدارس الاحياء ) كما هو موجود في بلاد الابتعاث نود نقلها لوطننا الغالي لاننا نحتاجها كثيرا وستحل الكثير من المشاكل التي ارهقت كاهل اسر الاطفال ذوي الاحتياجات الخاصة حيث تقوم الفكرة على ان يتم تهيئة المدارس في كل حي على قبول جميع الطلاب العاديين وذوي الاحتياجات الخاصة في المبني المدرسي وتخصيص فصول خاصة لكل الحالات ويتم توفير الخدمات المساندة للاطفال وهم في مدارسهم وبذلك نقلل من مشكلة قلة المراكز الخاصة والتي تتطلب دفع مبالغ باهظة ترهق الاسرة والدولة - وايضا ستكون حل لتوظيف عدد كبير من خرجي وخريجات التربية الخاصة التي يحتاج لهم الميدان ولكن تواجههم قلة المراكز وطلبات التوظيف فعلي سبيل المثال وبحكم تخصصي في التدخل المبكر لدينا خريجات تدخل مبكر من جامعة الاميرة نورة الى الان مازلوا في قوائم الانتظاروالتجاهل رغم الحاجة الماسة لهم لتفعيل دور التدخل المبكر في الروضات الحكومية والمدارس لذلك فان هذه الفكرة سوف تنهض بدور التدخل المبكر وايضا خدمات التربية الخاصة وتوحيد الجهود والامكانيات في مكان واحد - اتمنى ان تتحقق هذه الفكرة بتوجيهات ابوية حانية من والدنا الملك سلمان بن عبدالعزيز ال سعود وولي العهد الطموح الامير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ال سعود لخدمة اسر الاطفال ذوي الاحتياجات الخاصة الذين تعتصرهم الالالم الكثيرة في فلذات اكبادهم وخوفهم من المستقبل والحال من بعدهم على هولاء الاطفال - لذا اتمنى من قيادتي الحكيمة ان تنظر لهذا الامر بنظرة الامل والعطاء التي عهدناه منهم نحو ابناءهم في هذه البلاد المباركة.
السفارة السعودية في لندن .. ودعمها لأبناء الوطن ..
لا انكر حقيقة الدور الكبير التي تقوم به سفارة خادم الحرمين الشرفين بلندن ممثلة بقائدنا صاحب السمو الملكي الامير محمد بن نواف بن عبدالعزيز ال سعود في حل أي مشاكل طارئية تجتاحنا كطلاب في بلاد الابتعاث وايضا دور الملحقية السعودية بلندن بقيادة الوالد الكريم والمتواضع الدكتور "عبدالعزيز المقوشي" الذي والله اخجلنا بعطاءه ودعمه لابناءه في بريطانيا فليكثر الله من امثاله المخلصة وجميع منسوبي الملحقية الذين يحاولون حل المشاكل الدراسية التي نواجهها وتوفير التسهيلات الازمة التي يحتاج لها الطالب في بلد الابتعاث - علاوة على ذلك الدور الكبير التي تلعبه الاندية الطلابية في بريطانيا في خدمة المبتعثين واسرهم والتي ترتبط بشكل مباشر مع الملحقية - كما اضيف لذلك دور الجمعيات التي تنشاء بكل جامعة من جامعات بريطانيا يقوم على تاسيسها الطلبة المبتعثين انفسهم وتكون اهدافهم في المقام الاول التعريف بالهوية الدينية والوطنية ومن ثم الدور المساند لبقية الزملاء المبتعثين الجدد من حيث تقديم التوجيهات لهم ومساعدتهم بعدم الوقوع بالاخطاء او التجارب السابقة لنا في بداية انطلاقتنا كما تسعي هذه الجمعيات الي الانخراط مع الجمعيات الاخرى في تلك الجامعات بهدف التبادل العلمي والثقافي.
نحو خدمة المبتعثين .. تأسيس اول جمعية طلابية سعودية في كلية لندن الجامعية ..
وبحكم انني امثل حاليا احد اعضاء "الهيئة الادارية للجمعية السعودية بكلية لندن" والتي تم انشاءها حديثا على يد زميلنا الدكتور "سليمان الشثري" وايضا زميلتنا الدكتورة "امال المعيقل" حيث تعتبر اول جمعية سعودية في جامعة عريقة كجامعة University College London فاننا من خلالها مع بقية اخواننا المبتعثين في الجمعيات السعودية في الجامعات البريطانية نحمل هدف واحد ورسالة واحدة وهي ( ديننا .. وطننا .. علمنا .. مستقبلنا ) لذلك فهذه الجمعيات تسعي لدعم المبتعثين الجدد والاجابة على جميع استفساراتهم – واوكد على اهمية تواصل الطلاب الجدد من خلالها لاستفادة مما وصل له الاخرين وتبادل المعلومات والخبرات في ارض الابتعاث.
المجتمع البريطانيا .. وهذه المشاهدات ..
بخصوص طبيعة المجتمع البريطاني هو مجتمع خليط كغيره من مجتمعات العالم من حيث شرائحه المجتمعية وافكاره ومعتقداته ففيهم المتعلمين وفيهم الاقل من ذلك وفيهم العنصري نحو الاسلام وفيهم المعتدل والوسطي العاقل - لااستطيع ان اعمم لك ان الجميع جيد او سيئ ! وكغيره من المجتمعات فيه نقاط قوة ونقاط ضعف سواء في عاداتهم او تعاملاتهم ولكن مايغلب عليهم هو احترام القانون وعدم تجاوزه سواء في الدراسة والعمل والتعاملات مع مختلف الاعراق والاجناس ايضا احترام الوقت في تعاملاتهم العامة والحكومية وهذا من النقاط الجميلة التي شدتني كثيرا باحترام حق الفرد في الحصول على خدمته باقل وقت وجهد وفي فترة زمنية محددة له مسبقا - وهذا ايضا يغلب على تعامل الكادر الاكاديمي الجامعي داخل الجامعات البريطانية لان النظام هو من يحكمهم وليس مشاعرهم او اعتقاداتهم الشخصية لذلك نجد تعامل رسمي وواضح منذ بداية عملنا معهم.
هذا الموقف جعلني أكثر حرصا ان اكون سفيرة لبلدي ..
من بعض الامور الجميلة في بعض الجامعات البريطانية حيث تقوم بتوفير مصليات للطلاب المسلمين داخل الجامعة وهذا يدل على احترام ممارستنا الدينية في الصلاة وايضا في وقت رمضان نجد تعاطف ومراعاة من قبل اساتذة الجامعات بل ونجد الكثير من الاستفسارات حول رمضان وحول الاسلام ككل لذلك نحرص كثيرا على توضيح الاسلام بمفهومه الحقيقي والغاء الافكار الخاطئة التي لديهم عن الاسلام والسعودية وهي فكرتي اننا نملك البترول وايضا ان النساء لدينا لاتقود السيارة !! هذا مايعرفونه عننا في السعودية بل وكانت الصدمة الكبيرة لي شخصيا في بداية دراستي اللغة ماذكرته معلمة اللغة عندما قدمت عرض برسنتيشن انا ومجموعة من زملاءي وزميلاتي السعوديون عن السعودية بجميع مناطقها قالت : " انا ماعرفه عن السعودية انكم تعيشون في الصحراء ولديكم بترول ! " لقد تفاجاءت عندما قدمنا عرض مصور عن كل منطقه من مناطق السعودية وعرض موروثاتنا الشعبية والعربية الاصيلة وتطوراتنا العمرانية والتعليمية والثقافية لقد كان يوما تاريخيا لن ينسي لها طوال حياتها بل وتواصلت معي بعد فترة تخبرني انها تتابع الان القنوات العربية وخصوصا السعودية لان الامر شدها كثيرا ، هذا الموقف لن انساه ابدا وهو ماجعلني احرص اكثر ان اكون سفيرة لبلدي وصاحب حوار معتدل وصادق كغيري من الاخوة والاخوات المبتعثين كما اتضح لنا من خلال معايشة المجتمع البريطاني ان الخلل في تكوين هذه الصور عن بلادنا وديينا هو الاعلام المغلق والمقيد في المجتمع البريطاني للاسف الشديد.
هذه رسالتي إلى المبتعثين والمبتعثات ..
اود ان اوجه رسالة لجميع المقبلين على الابتعاث واوكد لهم انهم لايمثلون انفسهم فقط بل انتم سفراء السعودية في ديننا عقيدتنا وسلوكياتنا واخلاقيتنا وتعاملاتنا الراقية ومحبتنا لمساعدة الغير ووسطيتنا فحن لانحمل غلو في الدين ولا نحمل تفريط بالدين وبالاخلاق - لذلك احرصوا اخواني واخواتي المبتعثين على تكوين صورة الدين السمحة والنبيلة فيكفينا بذلك مربي هذه الامة عليه افضل الصلاة والسلام سيدنا محمد بتعاملاته مع المسلمين وغير المسلمين فقد فرض احترامه بسلوكه واكد ديننا بشدة على ان ( الدين معاملة ) وتكوين صورة حقيقية عن السعودية وابناءها فهذه الصورة غايبة عن ذهن المجتمع البريطاني وغيرها من المجتمعات الاخرى التي تجمعنا معهم علاقة دراسة وعمل في بلد الابتعاث.
علاوة على ذلك اوضح للجميع ان الابتعاث ليس سياحة او تغير للاجواء النفسية للمبتعث بالعكس من ذلك بل هي مسوولية كبيرة جدا وحمل ثقيل يقع على عاتق كل مبتعث ومبتعثة - لذلك استشعار المسولية واهميتها وخطورة التساهل فيها حتما سيوثر على المبتعث وعلى بلادنا ، لذلك من يخطط لتحقيق حلمه وخدمة دينة ووطنه ويكون لديه قدرة على التحمل ومواجهة جميع التحديات والعقبات والتعامل معها بشكل عقلاني اقول له انطلق والله مع الجميع ويحقق الاماني - اما من كان هدفهم فقط الاستكشاف او مجرد قضاء وقت في بلاد الغربة والانبهار بالانحلال الاخلاقي والحرية المزعومة اقول لهم توقفوا وابحثوا عن بدائل اخرى في وطنكم الذي يتقبلكم بما انتم عليه ولن تقبله المجتمعات الاخرى ابدا بل قد ستكون نهايات المتجاوزين والمتخاذلين اما الرسوب والفشل اوتكوين صورة سئية عن الاسلام والسعودية - هذا ولله الحمد والمنة لم نسمع حتى هذا الوقت الا كل مايثلج الصدر ويفرح القلب من انجازات ابناء الوطن في بلاد الابتعاث فهناك المخترع وهناك المتفوق وهناك المبدع وهناك من غير نظرات المجتمعات الغربية عن الاسلام وعن االسعودية كبلد او شعب - فنحن لانمثل انفسنا بل نمثل الدين والوطن وهذا خط احمر يجب عدم تجاوزه - علاوة على محافظة ابناء وبنات هذه البلاد الطاهرة على الصلاة والاخلاق الدينية انني اجد في كل مسجد او ممر او غرفة او مكان عام اجد هناك من يصلي ويحافظ على صلاته بين اروقة هذا المجتمع الغربي لم يمنعه ابدا أي مانع عندما يحين وقت الصلاة فوالله هذا مايثلج الصدر ايضا لا أنسى اخواتي المبتعثات المحافظات على حجابهن بشتي الانواع والاشكال والاتي ابهرن الجامعات الغربية بالمعني الحقيقي للمراءة السعودية المسلمة التي لم يقف دينها او مجتمعها او حجابها حاجز امام طموحاتها.
سفراء الوطن .. انتم الاعلام المتحرك في كل مكان وزمان
نصيحتي للجميع سواء ابناء الوطن في الداخل او الخارج اقول لكم انتم السفراء الحقيقين وانتم الاعلام المتحرك في كل مكان وزمان - واقول للجميع عبارة من اخلص بقلبه لدينه ثم وطنه ثم علمه ثم عمله لن يخسر ابدا ولن تخسر البلاد ولا العباد من ثمرات جهده وعطاءه - ورسالتي لجميع المسوولين في الدولة ثقوا بكفاءات ابناء الوطن وقدموا الدعم فوالله ان بلادنا وواولادنا وثرواتنا العلمية والعملية تستحق منا العطاء والتضحية والعمل بمراقبة الله لايغرنا النظام العالمي الدولي لان لدينا نظام رباني عظيم قوي لو كل شخص منا راقب الله بعمله ومسولياته لما واجهنا مشاكل نبحث لها عن حلول ونهدر الكثير من الوقت في ذلك.
هذه أمنيتي ..
اتمنى ان ارى قريبا وطني السعودية يواكب العالمية في استقبال المبتعثين حول العالم وايضا اتمنى ان يتم فتح مقاعد الدراسات العليا الداخلية لجميع ابناء وبنات الوطن فالعلم لن يضيف لنا الا عقليات راقية ومتعلمة وطموحة عندما اشاهد في بريطانيا كل مدينة كبيرة كانت او صغيرة فيها جامعة تحمل اسم هذه المدينة وتقدم جميع البرامج والدرجات العلمية اقول لنفسي قريبا سيكون في وطني مثل ذلك وسوف تكون السعودية باذن الله احد دول العالم التي تستقبل مبتعثي البلادان الاخرى للدراسة بجامعاتها وتخصصاتها العربية فقد واجهت شغف كبير من زميلاتي في الدراسة من دول اخرى في بريطانيا واوروبا واسيا لتعلم اللغة العربية والانبهار بما تقدمه بلادنا من خدمة العلم والعلماء.
شكر وتقدير ..
لايوجد نجاح بدون صعوبات ولايوجد تميز بدون عقبات ولايوجد وطن بدون كفاءات - ومن خلال منصة "غرب مع المبتعثين" اقدم فائق شكري وتقديري وامتناني لكل فرد من افراد مجتمعي الغالي والحبيب كبارا .. وصغارا .. نساء .. ورجالا ممن بارك لي هذا الانجاز المتواضع وممن قدم لي الدعوات الاخوية الصادقة ومن اشعرني اثناء غربتي وبعدي هذه الايام في شهر رمضان المبارك عن وطني الحبيب بصدق دعواته ومشاعره - حماكم الله جميعا وحمي وطني الحبيب من كل مكروه.
إهداء خاص ..
لعلي اسطر في خاتمة هذا الحوار اهداء خاص بشطر بيت من قصديتي الوطنية اهديها لوطني وفخري وذخري:
"لك ياوطن باكتب على السطر تذكار .. تذكار حبا عانق الود والشوق"