المصدر -
لم تكد تمضي ثمانية أيام على إسقاط الجيش الأميركي أكبر قنابله التقليدية على موقع يشتبه أنه يخص مقاتلي تنظيم الدولة في شرق أفغانستان، حتى اخترق مقاتلو حركة طالبان قاعدة للجيش في شمال البلاد، وقتلوا عشرات الجنود.
ومن وجهة نظر الأفغان وغيرهم ممن ينتقدون تردد الرئيس الأميركي دونالد ترمب البادي حول كيفية تحقيق النصر في الحرب الصعبة، كان الهجوم الذي وقع يوم الجمعة، وهو الأسوأ من نوعه منذ الإطاحة بحركة طالبان من الحكم عام 2001، دليلاً على خطأ نهجه.
قال مير واعظ ياسيني أحد كبار أعضاء البرلمان عن إقليم ننكرهار، مشيراً إلى تنظيم الدولة «الخطر الأكبر على الأمن والاستقرار في هذا البلد هو متمردو طالبان وليس قوات داعش». وأضاف «تسقطون أكبر قنابلكم على داعش، لكن ماذا عن طالبان الذين يقتلون شعبنا كل يوم؟» ولم ترد القيادة العسكرية الأميركية في كابل على طلب للتعليق غير أن الجنرال جون نيكلسون أكبر القادة العسكريين الأميركيين في أفغانستان وعد بعد الهجوم على القاعدة «بالاستمرار في الوقوف» إلى جانب قوات الأمن الأفغانية.
وسبق أن أعلن تنظيم الدولة مسؤوليته عن عدد من التفجيرات الدامية في أفغانستان وباكستان، لكن خبراء كثيرين يعتقدون أن حركة طالبان هي الخطر الرئيسي على حكومة الرئيس أشرف عبد الغني المدعومة من واشنطن.
وقال كريستوفر كوليندا الضابط السابق بالجيش الأميركي والذي خدم في أفغانستان، وكان من المسؤولين عن رسم استراتيجية الحرب، إن وجهات نظر واشنطن وكابل كانت في كثير من الأحيان تختلف اختلافاً كلياً.
وأضاف أن المسؤولين الأميركيين يميلون للتركيز على الجماعات الدولية مثل تنظيم الدولة والقاعدة، في حين يرى المسؤولون الأفغان أن باكستان وحركة طالبان هما الخطر الرئيسي. وقال «بهذه الخلافات لا يمكن أن تضع استراتيجية متماسكة.»
استراتيجية غير مؤكدة
رغم زيادة عدد الجنود الأميركيين بعشرات الآلاف لفترة انتهت في 2012 نفد صبر بعض المسؤولين الأفغان مما اعتبروه تركيزاً أميركياً على الانسحاب، ومن ثم عدم التركيز على وضع نهاية للحرب.
ويقول هؤلاء إن غياب الاهتمام استمر في الأشهر الأولى من إدارة ترمب الجديدة التي لم تعين حتى الآن سفيراً لها في كابل وبعض المسؤولين المعاونين في وزارة الخارجية الأميركية.
وقال الضابط السابق كوليندا «من الصعوبة بمكان أن يكون لديك سياسة واستراتيجية منسقة عندما لا تكون قد شغلت المناصب. ومن وجهة نظر إدارة ترمب تأتي أفغانستان في ذيل قائمة الأولويات.»
ويشعر بعض القيادات الأفغانية بالغضب لما يرون فيه تقاعساً من جانب الأميركيين عن أخذ إجراءات قوية بما يكفي تجاه طالبان وكذلك باكستان، التي يتهمونها بإيواء المتمردين ودعمهم كنوع من التحوط في مواجهة النفوذ الهندي في المنطقة.