المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الأربعاء 27 نوفمبر 2024

مصر

مرفت طيب
بواسطة : مرفت طيب 19-05-2018 05:20 مساءً 15.7K
المصدر - الانترنت  تستمر طقوس وعادات وروحانيات شهر رمضان الكريم بمصر، في ظل الظروف الاقتصادية وغلاء الأسعار، لتكون هى الأبرز عالمياً خلال شهر رمضان.



وحيث يقوم الكثير من المواطنين بتزين الشوارع وشرفات المنازل بالفوانيس الضخمة والزينة والخيم الرمضانية كأحد المظاهر الأصيلة منذ العهد الفاطمي.



ويتسابق المصريون لإعداد أشهى المأكولات والحلويات والمشروبات بالتجمعات العائلية خلال شهر رمضان، وتناول الفاكهة المجففة و الياميش، حيث يلجأ العديد من التجار إلى إطلاق أسماء المشاهير من نجوم الكرة والفن والسياسة على بعض الأنواع لترويج لها.

أما مدفع رمضان فلا نسمع له صوتاً إلا في شهر رمضان، يُخبرنا بموعد السحور وقت أذان الفجر، ثم يعود ثانية عند غروب الشمس، ليُعلن للجميع أنه '' حان وقت الإفطار''، يرتبط صوته الذي يدوي في السماء بسعادة ترتسم على وجه كل من يصل إليه صوته، متصلاً بجملة دائماً ما تتردد قبل إطلاقه و التي اعتاد عم حسين أن يقولها وهي '' مدفع الإفطار.. إضرب''.



أما ''الفول عذاء العقول'' بالنسبة للمصريين طوال العام ، لكنه في شهر رمضان فهو ''عذاء البطون'' كما يصفه عامة الشعب ، فأبحاث العذاء الاجتماعية تقول أنه الوجبة الأولى والأساسية في مصر في الإفطار في الأيام العادية ، بينما هي الوجبة الرئيسية في السحور في شهر رمضان .

أساطير عدة قيلت حول الفول تعليلا لكونه أصبح بعد حقبة تاريخية غير معلومة الأكلة الشعبية الأولى في مصر ، فقيل أنه عَرف استخدامه منذ أيام الفراعنة كمصدرا بديلا للبروتين ، و قيل أنه عرف عن الطريق اليونان في مصر ، إلى أن وصل إلى هذا الشكل من عربات الفول الملتف حولها العشرات من المصريين يوميا .

صيام أكثر من ستة عشر ساعة بالنسبة للمصريين هو أمر لا يمكن تحمله دون أن يكون السحور فولا يسد الشعور بالجوع لفترات طويلة ويعطي شعورا بالامتلاء نظرا لأن عملية هضمه تحتاج لوقت طويل .

كثير من المصريين يعرفون أهمية الفول لذلك يستخدمونه كوجبة رئيسة بالسحور ، إلا أن من لا يعرف فهو لا يكترث ، لأن الفول أصبح جزءا لا يتجزأ من السحور ، حتى أصبح الفول علامة مميزة من علامات رمضان عند نفوس المصريين لا يحتاجون فيها حجة أو برهان ، فأجواء رمضان لا تكمل إلا بطبق الفول على مائدة السحور .

''الفول'' غذاء البطون الأول في السحور.. أسطورة من صنع المصريين

وتأتي كنافة رمضان، لتتداخل الخيوط وتتشابك في عشوائية، تسير في مدارها الدائري حسبما أراد لها، تظل قليلا على حالتها حتى تصل إلى المراد ''أن يتحول هذا العجين الرفيع من الماء والدقيق إلى نتاج بلغ ذروة حياته الطبيعية لدقائق قليلة''.

يُمسك ( الكنافاني ) بإناء له بضع فتحات دقيقة تخرج من بينها مزيجُه، أمام ''صاجة'' كبيرة ارتفعت درجة حرارتها لتستقبل الوفود الجديدة التي لا عدد لها ولا حصر خلال شهرها الأعظم، وما إن تمضي بعض الدورانات حتى تمتلئ عن بكرة أبيها، يُلملم محصوله هذا، مُخرجا ''كُنافة'' لذة للأكلين، تنتظر من يشتريها.



وتأتي الروحانيات كجزء كبير من عادات المصريين خلال شهر رمضان، فنفحات من الرحمة و الطمأنينة تحوم بمحيط المتواجدين ، ومشاعر لهفة و حب و اشتياق يلمسونها ما إن يصيح الإمام أن '' الله أكبر'' ، الآف من المصليين جاءوا طائعين مهرولين طامعين في إرضاء ربهم و شفاء روحهم .



في مسجد عمرو بن العاص ، أول مسجد بَني في مصر و في أفريقيا كلها ، هنا حيث تسلل الإسلام لأول مرة إلى قلوب القارة عبر مصر ، إنه المسجد الذي أسماه المسلمون بالمسجد العتيق لما له من قدم و قيمة في نفوسهم .

نظرات يتوارى بها الخشوع و الذل للخالق، تلمحها بمجرد أن تطأ قدامك للمسجد الواقع بقلب القاهرة القديمة ، فصلاة التراويح بالمسجد العتيق في رمضان لها مذاق آخر ، يبدو جليا في نفوس المصليين كبارا و صغارا ، إذ يلم المسجد شمل المسلمين بلا تفرقة ، ترى الحب في التقرب إلى الله هو مايجمعهم ، و التشبث برمضان لتجديد طاقتهم و ربط مواثيق الحب من جديد .