المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
السبت 16 نوفمبر 2024

سعاد عمر سناكوا

قانون الانجذاب وليس "سرا"

طالما سمعنا عن قانون الجذب أو السر كما هو عنوان الكتاب الذي ألفته الكاتبة-روندا بايرن- والذي ذاع صيته وطبع منه أكثر من 22مليون نسخة وينص على أن الإنسان قادر على جذب ما يريده إليه بمجرد أن يؤمن به ويفكر فيه بطريقة إيجابية مستمرة ثم ما يلبث إﻻ وأن يتحقق مطلبه.

مثلا أن يرغب طفل باقتناء دراجة ولكي يتحقق ذلك ,عليه أن يؤمن بهذه الرغبة ثم يبدأ بالتفكير الإيجابي المستمر تجاهها لأنه بذلك يقوم بجذبها إليه وسيفاجأ يوما بها أمام منزله بعيدا عن -كيف تواجدت هناك- معتمدين على أسس علمية وكلمات فيزيائية مستعارة وربطها بقانونهم .

ما حصل بالفعل أن الكتاب استطاع أن يحقق أرباح تقدر ب330مليون دوﻻر في تلك الفترة وذلك يعني أن عدداً ﻻ بأس به من الناس اقتنع بالقانون والسبب أن الإنسان بطبيعته يحب أن يعيش بمنطقة الراحة وﻻ شئ أجمل من أن أستلقي فقط وأؤمن وأريد لأجد أمامي ما أردته.

الغالب ممن آمن بهذا السر من الذين لا يملكون أدنى خلفية عن هذا الجانب والخيال الخصب لديهم سهل إقحامهم بمثل هذه الأمور . ولاشك ان من يعيش المنطق ويبحث عن حقيقة الأمور بالتحليل والأدلة والبراهين العلمية لم يصدق هذا السر ولا بنسبة ضئيلة

فبعيدا عن مؤيدي قانون الجذب أو رافضيه دعني أخبرك عن أمر ما ،دعنا نقيس سويا الجذب في حياتنا من زاوية منطقية

عندما يرغب الفرد منا بأمر ما وكانت رغبته ملحة سيكون شغله الشاغل ذلك الأمر ويكون تفكيره في تلك الفترة على الأقل منصبا عليه بمعنى أن نسبة كبيرة من تركيزه على تلك الرغبة أليس كذلك؟

والتركيز أساس الحفظ والتخزين ،عندما نركز على أمر ما يعني أننا نعيره اهتماما وهذا التركيز بدوره يحفظ تلك الرغبة في الذاكرة بعيدة الأجل أو نقول في "عقله الباطن" والعقل الباطن بدوره يرسل إشارات لأعضاء الجسم يأمرها بالحركة تجاه أي شيء يساعد في تحقيق تلك الرغبة.

بالتركيز يكون الإنسان حساسا لأي شيء يصل به لرغبته أو إرادته والجسد كله مهيأ مسبقا من قِبل العقل الباطن على التحرك تجاه أي شيء يحقق الرغبة . لذلك لو تأملنا رغباتنا التي حظينا بنيلها مسبقاَ لوجدنا أنها هي من جذبتنا, بمعنى أننا ذهبنا إليها بمحض إرادتنا لرغبتنا بها

فالقانون الحقيقي ليس جذب بل "انجذاب" ويتحقق بالرغبة ثم التركيز والتعميم في العقل والتحرك بالجوارح

ألا تلاحظ أنك قد ترغب بسيارة ما ثم تجد أنك تلاحظها في أي مكان؟! هذا حدث لأنك ركزت عليها و إﻻ فهي موجودة من قبل. ثم إذا قررت اقتنائها تجد نفسك شعوريا أو ﻻ شعوريا تقتصد في صرف أموالك أو تبحث عن دخل إضافي أو قد تجد شركات تبيعها لك تقسيطا أو تجد صديقا يقرضك أو أي حل يستحضره ذهنك بناء على خبراتك وتجاربك ومعلوماتك وبيئتك ويحدث ذلك ، وهذا كله على المستوى المادي.

أما على المستوى الروحي نجد بأن الله سبحانه قال في كتابه (إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ[الرعد:11]؟) فكل ما تريده لا يأتيك وأنت مستلقي لتجذبه بخيالك إنما إذا قمت بالتحرك تجاهه وبإحداث تغيير وفرق فإن الله سبحانه حينها يأذن بحدوث التغيير.

ولكي تحدث هذا الفرق يجب أن تؤمن بالله وتظن به خيرا بأن وهبك قدرات ستعينك على بلوغ مرادك وبأنه سيعينك على ذلك وهو القائل في حديثه القدسي ( أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء)

فما تظنه بربك يعطيك ,إن خيرا رزقك الخير وإن شرا وهبك إياه ظن بالله خيرا واسعى للتغير الأفضل ,فكر في إرادتك وانجذب نحوها ,ركز عليها واعمل من أجلها وحتما ستصل بإذن الله .وهو القائل في كتابه بسورة النجم (وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى (39) وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى) وهذا على وجه التحديد ما ينفيه قانون الجذب (السر) .

قد يرغب طفل بدراجة وقد يفتح باب غرفته ليجدها أمامه , نعلم ومما لاشك فيه بأنها لم تطر في الهواء لتستقر أمام غرفته فمن المؤكد أن أحدهم اقتناها لأجله فذلك الاقتناء سعي وانجذاب نحو الشيء.

لذلك تذكر دائما : (الإرادات والرغبات والأمنيات وحتى الأحلام بسعيك تنجذب لها لتتحقق ﻻ بجذبها إليك بتفكيرك فقط )

 4  0  16.8K