زحام الرياض… حين يضيق الطريق وتتسع الأسئلة
في كل صباح من أيام الرياض، تستيقظ المدينة على إيقاعٍ ثابتٍ لا يتبدل: ضجيجُ المحركات، وتزاحمُ المسارات، وتنهيدةُ سائقٍ يحدّق في الأفق ولا يرى إلّا صفوفًا طويلة من الأضواء الحمراء.
مدينةٌ تمتد شوارعها كالشرايين، لكنها – على اتساعها – تضيق بمن يسكنها، وتتثاقل تحت خطى الملايين الذين يركضون خلف يومٍ جديد.
زحمة الرياض لم تعد مجرد ازدحام مروري، بل أصبحت حالةً شعورية، ترافق الناس من خروجهم حتى عودتهم.
تسرق دقائقهم، وتستنزف صبرهم، وتقتطع من أعمارهم ما بين إشارةٍ وأخرى.
ومع كل ازدحام، تُولد أسئلة كثيرة لا تبحث عن اتهام بقدر بحثها عن تفسير:
أين التنظيم الذي يخفف من وطأة هذا التدافع اليومي؟
أين الإشارات التي تضمن عبورًا آمنًا عند كل تقاطع؟
وأين تلك الثقافة المرورية التي تجعل كل سائق يعرف أن الطريق ليس ملكًا فرديًا، بل مساحة نتقاسمها جميعًا؟
بين حارةٍ تُغلق بلا سبب، وممرٍّ ضيّق لمشاة يبحثون عن أمان العبور، وبين سائقٍ يعتقد أن التجاوز حقٌ مقدس، وآخر يرى أن المسار المخصص للباص ليس سوى اختصار لطريقٍ طويل… في كل زاوية من الطريق حكايةٌ تكشف جانبًا من فوضى لا يريدها أحد، ولكن الجميع يتلمس آثارها.
ولم يتوقف أثر الازدحام عند الشوارع وحدها، بل تعدّاه إلى البيوت.
فصار التأخر عادة، وباتت الزيارات العائلية تُؤجَّل، وكثرت الأعذار التي تبدأ دائمًا بكلمة: “الزحمة”.
عائلاتٌ تفترق مشاعرها قبل أن تلتقي وجوهها، وأطفالٌ ينتظرون عند الأبواب آباءً عالقين بين إشارتين.
حتى دفء العلاقات الاجتماعية تسرّبت إليه برودة الطرق المزدحمة.
ومع ذلك… تبقى الرياض مدينةً تحب الحياة، وتبذل الكثير لتستوعب هذا النمو الهائل.
هي ليست مدينةً متعثرة، بل مدينةٌ تكبر بسرعة تفوق توقّعات الجميع، وتتطلب إدارةً مروريةً ووعيًا مجتمعيًا يسيران جنبًا إلى جنب.
فالطرق لا تتسع وحدها، ولا القوانين تكفي وحدها، ولا السلوكيات تنضبط بلا وعيٍ ومسؤولية.
نحن أمام مشهدٍ لا يبحث عن لومٍ بقدر حاجته إلى تعاون.
أسلوب قيادةٍ أكثر احترامًا، بنية تحتية تُواكب الامتداد، تنظيمٌ مستمر يتناسب مع نبض مدينةٍ لا تنام، وإيمان بأن الطريق مساحة مشتركة لا يُعالج ازدحامها إلا حين يلتزم كل فرد بدوره.
في النهاية…
الرياض ليست مأزقًا، بل مشروع حياةٍ يتشكل كل يوم.
وكل ازدحامٍ فيها ليس إلا سؤالًا كبيرًا ينتظر جوابًا، وجوابُه يبدأ بنا…
وبخطوةٍ واحدة من كل سائق، كل مسؤول، وكل عابر للطريق.
مدينةٌ تمتد شوارعها كالشرايين، لكنها – على اتساعها – تضيق بمن يسكنها، وتتثاقل تحت خطى الملايين الذين يركضون خلف يومٍ جديد.
زحمة الرياض لم تعد مجرد ازدحام مروري، بل أصبحت حالةً شعورية، ترافق الناس من خروجهم حتى عودتهم.
تسرق دقائقهم، وتستنزف صبرهم، وتقتطع من أعمارهم ما بين إشارةٍ وأخرى.
ومع كل ازدحام، تُولد أسئلة كثيرة لا تبحث عن اتهام بقدر بحثها عن تفسير:
أين التنظيم الذي يخفف من وطأة هذا التدافع اليومي؟
أين الإشارات التي تضمن عبورًا آمنًا عند كل تقاطع؟
وأين تلك الثقافة المرورية التي تجعل كل سائق يعرف أن الطريق ليس ملكًا فرديًا، بل مساحة نتقاسمها جميعًا؟
بين حارةٍ تُغلق بلا سبب، وممرٍّ ضيّق لمشاة يبحثون عن أمان العبور، وبين سائقٍ يعتقد أن التجاوز حقٌ مقدس، وآخر يرى أن المسار المخصص للباص ليس سوى اختصار لطريقٍ طويل… في كل زاوية من الطريق حكايةٌ تكشف جانبًا من فوضى لا يريدها أحد، ولكن الجميع يتلمس آثارها.
ولم يتوقف أثر الازدحام عند الشوارع وحدها، بل تعدّاه إلى البيوت.
فصار التأخر عادة، وباتت الزيارات العائلية تُؤجَّل، وكثرت الأعذار التي تبدأ دائمًا بكلمة: “الزحمة”.
عائلاتٌ تفترق مشاعرها قبل أن تلتقي وجوهها، وأطفالٌ ينتظرون عند الأبواب آباءً عالقين بين إشارتين.
حتى دفء العلاقات الاجتماعية تسرّبت إليه برودة الطرق المزدحمة.
ومع ذلك… تبقى الرياض مدينةً تحب الحياة، وتبذل الكثير لتستوعب هذا النمو الهائل.
هي ليست مدينةً متعثرة، بل مدينةٌ تكبر بسرعة تفوق توقّعات الجميع، وتتطلب إدارةً مروريةً ووعيًا مجتمعيًا يسيران جنبًا إلى جنب.
فالطرق لا تتسع وحدها، ولا القوانين تكفي وحدها، ولا السلوكيات تنضبط بلا وعيٍ ومسؤولية.
نحن أمام مشهدٍ لا يبحث عن لومٍ بقدر حاجته إلى تعاون.
أسلوب قيادةٍ أكثر احترامًا، بنية تحتية تُواكب الامتداد، تنظيمٌ مستمر يتناسب مع نبض مدينةٍ لا تنام، وإيمان بأن الطريق مساحة مشتركة لا يُعالج ازدحامها إلا حين يلتزم كل فرد بدوره.
في النهاية…
الرياض ليست مأزقًا، بل مشروع حياةٍ يتشكل كل يوم.
وكل ازدحامٍ فيها ليس إلا سؤالًا كبيرًا ينتظر جوابًا، وجوابُه يبدأ بنا…
وبخطوةٍ واحدة من كل سائق، كل مسؤول، وكل عابر للطريق.