المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الإثنين 17 نوفمبر 2025
عبدالرحمن باوارث - جدة
عبدالرحمن باوارث - جدة

الرضا لمن يرضى… والشكر لله مفتاح دوام النعم

في عالم تتسارع فيه الأحداث وتزداد فيه الضغوط اليومية، يبقى الرضا والشكر لله من أعظم القيم الروحية التي تمنح الإنسان توازنًا داخليًا وطمأنينة لا تشبه أي شعور آخر.
فهما ليسا كلمات تُقال، بل حالتان يعيشهما القلب المؤمن الذي يدرك حكمة الله في كل ما يقدّر.

الرضا… راحة القلوب المؤمنة

الرضا مرتبة عالية يصل إليها من أيقن أن كل ما يأتي من الله هو خير، حتى إن خفيت حكمته.
فالرضا ليس ضعفًا أو استسلامًا، بل قوة داخلية تجعل الإنسان ينظر للأحداث بعمق وإيمان، وتُبعد عنه القلق والاضطراب.
ومن يرضى بما قسمه الله يُفتح له باب راحة لا يدركها إلا من ذاق لذتها، وتُيسّر له أمور حياته ببركة الرضا.

الشكر لله… مفتاح لدوام وزيادة النعم

الشكر حالة قلبية ولسانية وسلوكية، يرى من خلالها الإنسان أن نعم الله تحيط به من كل جانب.
وقد وعد الله عباده الشاكرين بالزيادة فقال: “لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ”.
فالشكر لا يحفظ النعم فقط، بل يجلب المزيد، ويعلّم الإنسان تقدير ما يملكه مهما بدا صغيرًا.

تكامل الرضا والشكر

حين يشكر الإنسان ربّه على النعم، ويرضى بقضائه في البلاء، يعيش حياة متوازنة تجمع بين الطمأنينة واليقين.
فالامتنان يرى الجميل في المنح، والرضا يرى الخير حتى في المنع ، وبينهما يُصبح الإنسان أكثر قدرة على مواجهة تحديات الحياة بروحٍ صافية وقلب مطمئن.

إن الرضا لمن يرضى، والشكر لله، ليسا مجرد قيم دينية، بل منهج حياة يرقّي النفس ويهذب الروح.
من عاش بهما عاش سعيدًا، ومن تمسّك بهما وجد الخير في كل خطوة من خطواته.
فهما مفتاحان عظيمان… لمن يريد أن يذوق طمأنينة لا تزول.
 0  0  1.5K