المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الإثنين 3 نوفمبر 2025
د.هاشم بن محمد الحبشي
د.هاشم بن محمد الحبشي

المعادن النادرة ... من كنوز الأرض إلى طاقة النانو – رؤية المملكة نحو2030

في زمن تتغير فيه معادلات القوة الاقتصادية والعلمية بسرعة، تبرز المعادن النادرة باعتبارها الذهب الجديد لعصر التقنية.
هذه العناصر التي لا يُرى أثرها بالعين المجردة تعد أساسا لكل ما نستخدمه في حياتنا الحديثة، من الهواتف الذكية والسيارات الكهربائية إلى الأقمار الصناعية وأنظمة الطاقة المتجددة.

اليوم، لم تعد السيطرة على النفط وحدها تمنح الدول نفوذا عالميا، بل أصبحت السيطرة على العناصر الأرضية النادرة والمعادن الحرجة سلاحا استراتيجيا في إدارة الاقتصاد العالمي والتطور الصناعي.
[/SIZE]

العالم في سباق المعادن النادرة
يشهد العالم سباقًا محموما بين القوى الكبرى لتأمين مصادر هذه المعادن.
فالصين تهيمن على أكثر من 70% من الإنتاج والمعالجة عالميا، بينما تسعى الولايات المتحدة وأوروبا إلى إنشاء سلاسل إمداد بديلة عبر أوكرانيا وأفريقيا وأستراليا.
ومع تصاعد الطلب على البطاريات والمغناطيسات والرقائق الدقيقة، باتت هذه المعادن في صميم الأمن الاقتصادي والصناعي والتقني العالمي.
السعودية تدخل الميدان بثقة

في هذا المشهد العالمي المتسارع، تدخل المملكة العربية السعودية بثقة وثبات، مسلّحة بـ رؤية 2030 التي جعلت من التحول نحو الاقتصاد الصناعي والتقني محورًا رئيسيًا.
فقد أعلنت وزارة الصناعة والثروة المعدنية أن قيمة الموارد المعدنية غير المستغلة في المملكة تصل إلى 2.5 تريليون دولار، تشمل عناصر نادرة وحرجة مثل التيتانيوم، والنيكل، والليثيوم، والفاناديوم، والعناصر الأرضية النادرة.

هذه الموارد تمثل الأساس لبناء سلاسل قيمة وطنية متكاملة تبدأ من التعدين، مرورًا بالمعالجة الصناعية، وصولًا إلى تصنيع المنتجات التقنية محليًا، مثل البطاريات المتقدمة والمغناطيسات النانومترية ومواد الطاقة الجديدة.
العالم العربي والإسلامي... خزان المستقبل المعدني

ولا تقتصر هذه الثروات على المملكة فحسب، بل تمتد عبر رقعة واسعة من العالم العربي والإسلامي؛ من جبال المغرب والجزائر وموريتانيا الغنية بالحديد والعناصر الأرضية، إلى السودان ومصر واليمن التي تحتوي على رواسب استراتيجية من الذهب والتيتانيوم والنيوبيوم، مرورًا بـ تركيا وإيران وباكستان حيث تتواجد معادن النيكل والكروم والعناصر النادرة المستخدمة في الصناعات التقنية.

إن هذا الامتداد الجيولوجي الفريد يضع الدول العربية والإسلامية أمام فرصة تاريخية لتأسيس تحالفات صناعية ومعرفية في مجال المعادن النادرة، بما يتيح لها أن تكون قوة اقتصادية وتكنولوجية مستقلة.
وفي قلب هذا المشهد، تأتي المملكة العربية السعودية لتقود هذا التحول بفضل قدراتها الصناعية والبشرية والتقنية، وحرصها على تحويل الموارد إلى تقنيات، والمعادن إلى اقتصاد النانو الممن الجيولوجيا إلى النانومتر

عندما ننظر إلى المعادن النادرة من منظور علم وتقنية النانو، ندرك أن قيمتها لا تقاس بالطن بل بالذرة.
ففي مقياس النانو (10⁻⁹ متر)، تتغير خصائص المادة كليًا: تتحسن الموصلية، وتزداد الكفاءة الحرارية، وتظهر خصائص مغناطيسية وضوئية جديدة.
وبتحويل هذه العناصر إلى مواد نانوية، يمكن تحقيق قفزات هائلة في الكفاءة والقيمة الاقتصادية تصل إلى أكثر من عشرة أضعاف سعرها الخام.
الجدوى الاقتصادية والعائد الوطني
اولا اقتصاديًا: رفع القيمة المضافة للطن الخام بنسبة تتجاوز 500% عند تحويله إلى مادة نانوية أو منتج متقدم.

ثانيا صناعيًا: تمكين سلاسل توريد محلية في قطاعات الدفاع، والطاقة المتجددة، والإلكترونيات الدقيقة.

ثالثا للمواطن: خلق وظائف نوعية في مجالات البحث والتصميم والصناعة عالية التقنية.

رابعا سياسيًا: ترسيخ الاستقلال الصناعي والتقني، وتعزيز المكانة الدولية للمملكة في خريطة الموارد الاستراتيجية.

✨ المعادن النادرة ليست مجرد ثروات مدفونة في باطن الأرض، بل هي مفاتيح الحضارة القادمة.
وفي يد المملكة العربية السعودية، ومع شراكاتها العربية والإسلامية، يمكن لهذه المفاتيح أن تفتح أبواب عصر جديد من التمكين العلمي والتقني والاقتصادي،
حيث تتحول الأرض إلى طاقة، والمعدن إلى نانومتر، والرؤية إلى واقع حي — المملكة 2030.

image
 0  0  2.5K