رحيل جوهرة… حين يغيب الحنان وتبقى الذكرى
امرأة كانت تجمعنا كقلبٍ نابضٍ بالحب
كانت جوهره اسمًا يختصر النقاء، امرأةً يشبه قلبها المطر في صفائه، وابتسامتها في هدوئها كانت كنسمةٍ تروي الأرواح العطشى. لم تكن مجرّد قريبةٍ لنا، بل كانت القلب الذي ينبض دفئًا في العائلة، واليد التي تمتد دائمًا بالعطاء.
نشأت مع أمي منذ الصغر، تقاسمتا تفاصيل الأيام وبساطة الطفولة، فجمعت بينهما صداقة خالدة وقرابةٌ صادقة، نسجت خيوطها على مدار السنين. ومع كل عيدٍ أو مناسبة، كانت جوهره هي من تجمع العائلة تحت جناحيها. كانت تستقبل الجميع بوجهٍ يفيض حبًّا، وتملأ المكان بضحكتها التي تُشبه الأمان. في حضورها، كانت الأعياد تزدان دفئًا، وكانت العائلة تشعر بأن للحياة طعمًا آخر، طعم الحنان الذي لا يُنسى.
لكن الأيام تحمل في طيّاتها اختباراتٍ لا نتهيأ لها، وأصعبها حين يكون الاختبار فراق من نُحب. فجأة، تسلّل المرض إلى جسد جوهره، لتبدأ رحلة ألمٍ لم تكن في الحسبان. رأيت أمي يومها تغالب الدموع، ترفع أكفّ الدعاء لشفائها، كأنها ترجُو من القدر أن يمنحها عمرًا آخر لتبقى قريبة منها.
ثم جاء اليوم الذي خيّم فيه الصمت… ورحلت جوهره.
رحلت وتركت وراءها فراغًا لا يُملأ، وحزنًا يثقل القلب. رأيت أمي يومها تنكسر بصمت، ورأيت العمر يثقل ملامحها في لحظة واحدة. كان الحزن بحجم البحر، وكانت الذكريات تتزاحم في قلبها كأمواج لا تهدأ.
الموت ليس نهاية، بل موعدٌ مؤجل نختلف في ترتيبه فقط. من رحلوا عنّا لم يختفوا، إنما سبقونا بخطوةٍ في طريقٍ سنسلكه جميعًا. الفراق وجعٌ لا يزول، لكنه أيضًا تذكرةٌ بحقيقة الدنيا، واختبارٌ حقيقي للإيمان والرضا بما كتب الله. فالموت لا يأخذ الأحبة من قلوبنا، بل يجعلنا نتمسك بذكراهم أكثر، وندرك أن اللقاء الآتي سيكون أجمل وأبقى.
ما أصعب الفقد حين يغيب من كان بمثابة الأم والأخت والملاذ. وما أشدّ الوجع حين تغادرنا من كانت تجمعنا في كل عيد، فنجد أنفسنا مجتمعين على ذكراها لا على حضورها.
رحم الله جوهره، تلك التي لم تكن مجرد اسم، بل كانت رمزًا للحب والاحتواء، وامتحانًا حقيقيًا للصبر واليقين. غابت عن العيون، لكنها ستبقى في القلوب حيّةً، تضيء ذاكرة العائلة وتزرع فينا معنى الوفاء والحنين.
من رحلوا لم يغيبوا، بل سبقونا إلى دار البقاء… رحم الله جوهره، وجعلها في عليين، وجمعنا بها في جناتٍ لا فراق فيها.
كانت جوهره اسمًا يختصر النقاء، امرأةً يشبه قلبها المطر في صفائه، وابتسامتها في هدوئها كانت كنسمةٍ تروي الأرواح العطشى. لم تكن مجرّد قريبةٍ لنا، بل كانت القلب الذي ينبض دفئًا في العائلة، واليد التي تمتد دائمًا بالعطاء.
نشأت مع أمي منذ الصغر، تقاسمتا تفاصيل الأيام وبساطة الطفولة، فجمعت بينهما صداقة خالدة وقرابةٌ صادقة، نسجت خيوطها على مدار السنين. ومع كل عيدٍ أو مناسبة، كانت جوهره هي من تجمع العائلة تحت جناحيها. كانت تستقبل الجميع بوجهٍ يفيض حبًّا، وتملأ المكان بضحكتها التي تُشبه الأمان. في حضورها، كانت الأعياد تزدان دفئًا، وكانت العائلة تشعر بأن للحياة طعمًا آخر، طعم الحنان الذي لا يُنسى.
لكن الأيام تحمل في طيّاتها اختباراتٍ لا نتهيأ لها، وأصعبها حين يكون الاختبار فراق من نُحب. فجأة، تسلّل المرض إلى جسد جوهره، لتبدأ رحلة ألمٍ لم تكن في الحسبان. رأيت أمي يومها تغالب الدموع، ترفع أكفّ الدعاء لشفائها، كأنها ترجُو من القدر أن يمنحها عمرًا آخر لتبقى قريبة منها.
ثم جاء اليوم الذي خيّم فيه الصمت… ورحلت جوهره.
رحلت وتركت وراءها فراغًا لا يُملأ، وحزنًا يثقل القلب. رأيت أمي يومها تنكسر بصمت، ورأيت العمر يثقل ملامحها في لحظة واحدة. كان الحزن بحجم البحر، وكانت الذكريات تتزاحم في قلبها كأمواج لا تهدأ.
الموت ليس نهاية، بل موعدٌ مؤجل نختلف في ترتيبه فقط. من رحلوا عنّا لم يختفوا، إنما سبقونا بخطوةٍ في طريقٍ سنسلكه جميعًا. الفراق وجعٌ لا يزول، لكنه أيضًا تذكرةٌ بحقيقة الدنيا، واختبارٌ حقيقي للإيمان والرضا بما كتب الله. فالموت لا يأخذ الأحبة من قلوبنا، بل يجعلنا نتمسك بذكراهم أكثر، وندرك أن اللقاء الآتي سيكون أجمل وأبقى.
ما أصعب الفقد حين يغيب من كان بمثابة الأم والأخت والملاذ. وما أشدّ الوجع حين تغادرنا من كانت تجمعنا في كل عيد، فنجد أنفسنا مجتمعين على ذكراها لا على حضورها.
رحم الله جوهره، تلك التي لم تكن مجرد اسم، بل كانت رمزًا للحب والاحتواء، وامتحانًا حقيقيًا للصبر واليقين. غابت عن العيون، لكنها ستبقى في القلوب حيّةً، تضيء ذاكرة العائلة وتزرع فينا معنى الوفاء والحنين.
من رحلوا لم يغيبوا، بل سبقونا إلى دار البقاء… رحم الله جوهره، وجعلها في عليين، وجمعنا بها في جناتٍ لا فراق فيها.