المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الثلاثاء 30 سبتمبر 2025
وناسي مروى - الجزائر
وناسي مروى - الجزائر

عن وناسي مروى - الجزائر

استاذة ادب عربي ..خريجة المدرسة العليا الوطنية للادب
مقيمة بالجزائر...ومقدمة دروس بالتنمية البشرية ومؤلفة روايات وكتب

دمعة مبتسمة

الحياة والدهر بتقلباته ونوائبه متقلب بين فرح وحزن وسعادة وبكاء وعبوس وابتسامة ، أحيانا تجر الدمعة ثوبها المهترىء لتختبىء بين ركن دافىء تحتفظ به النفس كآخر ورقة رابحة من معارك خرج فيها الألم منتصرا حاملا راية انتصاره بينما قبعت الروح داخل دمعة حبيسة لا يخرجها تأفف ولا تنهد ولا فضفضة ،
لا شيء يمزق الجسد سوى ألم مكبوت ولا يؤلم الروح سوى دمعة تحبسها العين ضعفا وقوة وفقدانا وألما وتحسرا ..ليس هناك أسوأ من دمعة خرقها الألم وهدهد كل نومها الهادىء وفضح نواياها الجميلة وعراها أمام الألم .
أحيانا تلجمنا الآلام لدرجة نرتعد فيها كأطفال حمقى او يتامى أو غلابى سذج لا يجيدون سوى الاختباء وراء الباب والاكتفاء بالنظر من النافذة ، لا شيء يهزمنا سوى أنفسنا ولا شيء يرهقنا غير الألم ولا شيء يفضحنا سوى دموعنا الطيبة البريئة ، لأن الدموع خلقت طاهرة لا يمكننا اتهامها بشيء ولا أن نتهم نواياها .
الدموع نكرهها لأنها تفضحنا ، لانها تتحدث بدلا عنا لأنها تغني لعصافيرنا فتأتي أعشاشها مسرعة وتغني للشمس حتى تسقي أرواحنا نورا وراحة وتحطم الجبال التي تخرق طريقنا حتى نرى طريقنا الصحيح .في الحقيقة الدمعة لا تهرب إنما نحن ونفوسنا الزجاجية أو الضعيفة من تهرب ،
الدمعة تجعل الألم قابلا للتفاوض للاندثار الدمعة سببا في كل ابتسامة الا ترانا بعد كل دمعة نبتسم ونربت على قلوبنا ونقول لا بأس ستمضي ستهون ستمر الدمعة تجعلك تتنفس من جديد حتى ولو أشعلت داخلك حريقا وأوقدت ماضيا محزنا ،
الدموع لا تجلب سوى السعادة ولا تجيد سوى الهروب من براثن الألم ، الدموع تذكرنا بقوتنا بضرورة المقاومة بضرورة الاستمرار ...
لا معلم أعظم من الألم ولا نعمة أكبر من نعمة الدموع التي تنبجس وهي تعلن عليك حربا حتى تلقنك درسا في الكفاح والصبر وتعلمك كيف تفرح بأحزانك وبلايا القدر وكيف تصير سيد نفسك وكيف تروض الدمعة كي تربي ألمك تذكر دوما لا تقل اغمضتها كي لا تفيض فأمطرت افتحها واتركها تمطر وتفيض سيصبح كل شيء من الدمع حيا .
 0  0  1.5K