بوابة الفولاذ بين الفقراء والأثرياء
في المجتمعات الإنسانية تبرز طبقتان واضحتان: طبقة الأثرياء التي تملك المال والنفوذ، وطبقة الفقراء الكادحين، أهل الخصاصة والمخمصة.
ومع الوقت نشأت بينهما بوابة صامتة، لم تكن بوابة خشبية، بل طبقات من فولاذ المشاعر، وشعور بالفوارق الطبقية.
وما يدفع الأغنياء إلى هذه العزلة غالباً هو الخوف من الابتزاز أو التطفّل أو استنزاف الثروة، إضافةً إلى رغبة في حياة أكثر خصوصية وانعزالاً، ولو هُدم الجدار بين الطبقتين وفتحت البوابة الفاصلة بين أرباب المال وأرباب الحاجة، لوجد الطرفان أنفسهم أمام فرصة جديدة للتكامل الاجتماعي، فالغني برأس المال والدعم، والعامل بجهده وخبرته.
وقد شرع الله عز وجل الزكاة وهي الركن الغائب عن كثير من الناس، إن تتحقّق أداؤها لم يبق هناك محتاج، وما طرق فقير بابَ غني.
فالله سبحانه جعل الزكاة حقاً معلوماً للفقراء في أموال الأغنياء، لا منّةً ولا تفضّلاً.
وقد ورد عن أحد أهل الفضل أنه قال لبعض إخوانه: يا أبا فلان إذا كان لك حاجة فلا تكلمني فيها وتقول إني محتاج، بل اكتبها في رقعة فإني أكره أن أرى في وجهك ذلَ السؤال، يعني: لا يريد أن يجرح مشاعره، فكيف بالذي ينهر السائل وقد حذرنا الله (وأما السائل فلا تنهر).
ويحكى أن شاعراً كتب إلى معن بن زائدة بيتاً يتيماً:
أيا جودَ معنٍ ناجِ معناً بحاجتي
فليس إلى معنٍ سواك رسولُ
فكافأه بمئتي ألف درهم، حتى تسابق الشعراء في مديحه:
يقولون مَعنٌ لا زكاةَ لماله
وكيف يزكّي المالَ من هو باذله
إذا حال حولٌ لم يكن في دياره
من المال إلا ذكره وجمائله
تعوّد بسط الكف حتى لو انه
أراد انقباضاً لم تطعه أنامله
فلو لم يكن في كفه غير نفسه
لجاد بها فليتق الله سائله
ومن الحري بالغني أن يبحث عن المحتاج الحقيقي عبر مؤسسات موثوقة أو عبر مبادرات فردية مباشرة، بعيداً عن سماسرة "الجمعيات الوهمية" أو المحتالين.
فالغني حين يعطي، يُطهِّر ماله ونفسه، والفقير حين يأخذ بحق، يحفظ كرامته ويعين نفسه على العمل والعيش الكريم...
معادلة إلهية قالها الله في التنزيل: «خذ من أموالهم صدقةً تطهرهم وتزكيهم بها»، فمن فهمها عاش في مجتمع لا يعرف القطيعة الطبقية.
ومع الوقت نشأت بينهما بوابة صامتة، لم تكن بوابة خشبية، بل طبقات من فولاذ المشاعر، وشعور بالفوارق الطبقية.
وما يدفع الأغنياء إلى هذه العزلة غالباً هو الخوف من الابتزاز أو التطفّل أو استنزاف الثروة، إضافةً إلى رغبة في حياة أكثر خصوصية وانعزالاً، ولو هُدم الجدار بين الطبقتين وفتحت البوابة الفاصلة بين أرباب المال وأرباب الحاجة، لوجد الطرفان أنفسهم أمام فرصة جديدة للتكامل الاجتماعي، فالغني برأس المال والدعم، والعامل بجهده وخبرته.
وقد شرع الله عز وجل الزكاة وهي الركن الغائب عن كثير من الناس، إن تتحقّق أداؤها لم يبق هناك محتاج، وما طرق فقير بابَ غني.
فالله سبحانه جعل الزكاة حقاً معلوماً للفقراء في أموال الأغنياء، لا منّةً ولا تفضّلاً.
وقد ورد عن أحد أهل الفضل أنه قال لبعض إخوانه: يا أبا فلان إذا كان لك حاجة فلا تكلمني فيها وتقول إني محتاج، بل اكتبها في رقعة فإني أكره أن أرى في وجهك ذلَ السؤال، يعني: لا يريد أن يجرح مشاعره، فكيف بالذي ينهر السائل وقد حذرنا الله (وأما السائل فلا تنهر).
ويحكى أن شاعراً كتب إلى معن بن زائدة بيتاً يتيماً:
أيا جودَ معنٍ ناجِ معناً بحاجتي
فليس إلى معنٍ سواك رسولُ
فكافأه بمئتي ألف درهم، حتى تسابق الشعراء في مديحه:
يقولون مَعنٌ لا زكاةَ لماله
وكيف يزكّي المالَ من هو باذله
إذا حال حولٌ لم يكن في دياره
من المال إلا ذكره وجمائله
تعوّد بسط الكف حتى لو انه
أراد انقباضاً لم تطعه أنامله
فلو لم يكن في كفه غير نفسه
لجاد بها فليتق الله سائله
ومن الحري بالغني أن يبحث عن المحتاج الحقيقي عبر مؤسسات موثوقة أو عبر مبادرات فردية مباشرة، بعيداً عن سماسرة "الجمعيات الوهمية" أو المحتالين.
فالغني حين يعطي، يُطهِّر ماله ونفسه، والفقير حين يأخذ بحق، يحفظ كرامته ويعين نفسه على العمل والعيش الكريم...
معادلة إلهية قالها الله في التنزيل: «خذ من أموالهم صدقةً تطهرهم وتزكيهم بها»، فمن فهمها عاش في مجتمع لا يعرف القطيعة الطبقية.