الثقافة… هوية ووعي وحياة
الثقافة ليست مجرد معرفة أو تراكم معلومات، بل هي روح المجتمع وعنوان حضارته. فهي التي تمنح الإنسان وعيًا بذاته، وتفتح أمامه آفاق التفكير والنقد والإبداع.
الثقافة تُهذِّب السلوك، وتزرع في النفوس قيم التسامح والانفتاح، كما تُصقل العقل ليصبح قادرًا على التمييز بين الحق والباطل، والجمال والقبح. وهي الجسر الذي يصل بين الماضي العريق والحاضر المتجدد والمستقبل الواعد.
أمّة بلا ثقافة، كجسد بلا روح؛ إذ تُضعفها الجهالة، ويقودها التقليد الأعمى. أما حين تتجذر الثقافة في النفوس، فإنها تفتح أبواب التقدم، وتمنح القدرة على الحوار مع الآخر، مع الحفاظ على هويتها الأصيلة.
إنّ الاستثمار في الثقافة ليس ترفًا، بل ضرورة لبناء إنسان فاعل، ومجتمع متماسك، وحضارة قادرة على البقاء والعطاء.