المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الأحد 7 سبتمبر 2025

أحمد القاري

أولياء الأخفياء .. أنوار بيننا

هناك صنف من الناس اصطفاهم الله تعالى وخصّهم بنفحات من فضله، جعل حياتهم مباركة في كل جانب، تراهم في حضورهم تشعر بالسكينة، وفي دعائهم تُستجاب الحاجات، وفي قولهم يفيض الحق، وفي أعمالهم يشرق الخير، وإذا صاحبتهم لحقك الفرج والتيسير، وإن دخلوا أي محل أنعشوه بالبركة.

وهؤلاء هم أولياء الله وخاصته، الذين قال فيهم سبحانه: ﴿ ألا إن أولياء الله لا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون ﴾.

أناس امتلكوا طاقة روحية ربانية، ليست بالقوة المادية ولا بالمظاهر الدنيوية، بل بطاقة البركة التي وهبهم الله إياها، فتراها تتجلى في تجارتهم بيعاً وشراءً، وفي ذريتهم صلاحاً واستقامة، وفي علاقاتهم حباً وقبولاً، بل وحتى في الأماكن التي يحلون بها، فتحيا ببركة وجودهم وتزدهر.
قال تعالى حاكياً عن نبي الله عيسى عليه السلام : ﴿ وجعلني مباركاً أين ما كنتُ وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حياً ﴾.

ومن صور ولايتهم الخفية أن الله يكتب لهم القبول في الأرض، بعد أن كتب لهم القبول في السماء، فيجعل للناس في قلوبهم مودة لهم دون معرفة سابقة، ويهيئ لهم من يسخّرهم لخدمتهم من الإنس والملائكة، ويفتح لهم الأبواب المغلقة، فتراهم أينما توجهوا ميسّري الحال، مباركين في خطاهم.

هذا الصنف المبارك إذا نزل أرضاً جدباء أنبتت، وإذا جاور قوماً ألّف الله بين قلوبهم، وإذا تحدث ألقى الله لكلماته قبولاً في النفوس، وكأنهم شعاع نور يضيء من حوله.
ليسوا أنبياء، ولكنهم عباد صدقوا في محبة الله والإنابة إليه، فأكرمهم الله بالولاية، وخصّهم بأن جعلهم مفاتيح للخير مغاليق للشر.

إن وجود هؤلاء بيننا رحمة من الله، وتذكيرٌ دائم بأن الخير لا ينقطع في الأمة، وأن البركة الحقيقية ليست في كثرة المال ولا في زخارف الدنيا، بل في صفاء القلب وصدق النية، وفي حياة امتلأت بذكر الله، فعاشت مباركة نافعة لمن حولها.

فطوبى لمن جعلهم الله من خاصته، ويا بشرى لمن كتب الله له نصيباً في القرب منهم والدعاء لهم، فهم بحق طاقات نورانية تسير على الأرض، ولكنها متصلة بالسماء.
image


بواسطة : أحمد القاري
 0  0  1.4K