لكل مجتهد نصيب
الحياة ليست طريقًا مفروشًا بالورود، بل هي رحلة طويلة مليئة بالتحديات والفرص. والفارق الحقيقي بين من يحقق أحلامه ومن يقف مكانه هو الاجتهاد والإصرار على التطوير. فالنجاح لا يأتي صدفة، ولا يُمنح هدية، بل هو نتيجة جهد متواصل وعمل دؤوب وإيمان راسخ بالذات.
فكل إنسان يمتلك طاقات وإمكانات كامنة، لكنها تظل حبيسة حتى يقرر أن يغادر منطقة الراحة، وينهض ليسعى إلى تطوير نفسه، ويغتنم الفرص بدل أن ينتظرها. فالتطور يبدأ من الداخل؛ وهو من قرارك بأن تكون نسخة أفضل من نفسك كل يوم،
فاقرأ كتابًا، تعلم مهارة جديدة، اكتسب لغة ثانية، أو حتى أعد تشكيل طريقة تفكيرك،فبهذه الخطوات الصغيرة، وإن بدت بسيطة، قادرة على فتح آفاق واسعة أمامك. فالعالم يتغير بسرعة هائلة، ومن لا يواكب هذا التغيير يظل ثابتًا بينما يركض الآخرون نحو القمم، وتذكر
إن من يطور نفسه باستمرار يصبح قادرًا على مواجهة الصعوبات بثبات، ويرى في التحديات فرصًا للنمو لا عقبات للتراجع. ومع كل تجربة جديدة يكتسب الحكمة، ومع كل تعثر يتعلم دروسًا تهيئه لمراحل أعظم.
وتذكر كذلك، العطاء لا يضيع. فبذرة جهدك ستزهر يومًا ما، وربما في الوقت الذي تظنه بعيدًا. فقط استمر في السعي، وكن على يقين أن طريق الاجتهاد، وإن طال، سيقودك حتمًا إلى مبتغاك. وكما قيل قديمًا: "من جدّ وجد، ومن زرع حصد."
فالنجاح ليس حكرًا على أحد، فهو ملكٌ لكل من آمن بنفسه، وعمل بإصرار، وتعلم أن كل خطوة للأمام، مهما كانت صغيرة، تقرّبه أكثر من حلمه.
الكاتب صالح قاضي