المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الإثنين 18 أغسطس 2025
وناسي مروى - الجزائر
وناسي مروى - الجزائر

عن وناسي مروى - الجزائر

استاذة ادب عربي ..خريجة المدرسة العليا الوطنية للادب
مقيمة بالجزائر...ومقدمة دروس بالتنمية البشرية ومؤلفة روايات وكتب

ماهية الكتابة!

إذا لم تحزن لمفارقة نصك فأنت لست كاتب.
في هذه الأيام كنت قد أودعت مخطوطا جديدا للنشر وكنت قد كتبت فيه كل ما أردت قوله منذ زمن بعيد ، أدركت وأنا أخطه أن الكتابة عملاق فكري كبير ..لا يروض بسهولة وأن اللغة الحرون صعبة جدا لا يمكن تطويعها بسهولة .
و الكاتب الحقيقي هو الذي يصنع بداية لرواية ما أو قصة ثم تتولى الشخصيات برمجة الأحداث وفق حبكة سردية محكمة قد تكون من صنع الشخصيات نفسها ، ليجد الكاتب نفسه أمام تجد كبير إما أن يتراجع ويهرب من العمل الذي تقوم به الشخصيات وإما يكمل طريق التحرير بسوط كبير وعين رؤوم وقلم رؤوف .
الكتابة الحقيقية لا تخضع لشرط ولا بنية سابقة ولا تبنى على أنقاض سبقتها مهما كان السابق خالدا وقويا ، وهذا ما وجدتني فيه مؤخرا فأحببت أن أضعه بين المتدربين الجدد وحديثي العهد بالقلم .
لا يمكن أن تكتب وأنت منفصل عن نصك ومجهض لفكرتك ومعاديا لصوتك الداخلي .
إذا كنت كاتبا جيدا ستعيش داخل كتابك ستقاتل مع شخصياتك ستفرح معهم ستحزن اذا خسرت واحدا منهم وتفرح إذا تزوجت شخصية ما .
حدث لي هذا وأنا أكتب كتاب "الجوكر "
تمثلت هذه الشخصية لأني أراها تشبهني وتماديت معها بهذا الكتاب لأني آمنت بها وآمنت بنفسي داخلها وأيقنت أني أصنع شيئا خاصا بي ، شيئا جديدا .
لدرجة كان الكتاب يكتب نفسه بنفسه وكنت بزاوية الرائي المستمع وليس الكاتب وجدت شخصيتي المفضلة تملي علي بقية الأحداث وتختار الأماكن وأنا ألبي ما تقول وكأني أتبع طفلا صغيرا .
لدرجة عندما اقتربت من نهاية الكتاب بكيت في وضع نهاية الشخصية التي فرضت علي وكتبتها دون وعي مني .
اللاوعي مهم جدا أحيانا في الكتابة أن تسلمها للجنون للامألوف للغرابة وتسمح لها أن تسوق نفسها نحو نهاية لا يتوقعها أحد.
وجدت نفسي أبكي وأنا أكتب لأن الشخصية غادرتني وقتلتها دون أن تكون لي رغبة في ذلك .هي تجربة جديدة أن تحس كأنك لست مالك الكتاب وكان أحدهم كتبه عنك .
هذا من جماليات التجريب في الكتابة والصدق الفني .
وآخر ما أنقله لكل كاتب أن لا يكره نصه بعد إتمامه واستهلاكه من طرف قارىء بسيط أو ناقد عليه أن يتقبله ويتعلم من أخطائه في كتاب آخر.
كما أنه من الضروري أن لا يثق كثيرا في حكم النقاد لأن للقبح أيضا جماليات .
كلما تخلينا عن الجدية في الطرح زادت العفوية وزادت الثقة وخرجنا من الوعي الذي يبدأ من التفكيك والواقع إلى الرمز و الفانتازيا واللاوعي والمزاح الخلاق
 0  0  1.5K