المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
السبت 12 يوليو 2025
أحمد عبدالرحمن السماعيل
أحمد عبدالرحمن السماعيل
أحمد عبدالرحمن السماعيل

خيرات الأحساء: رزقٌ في أوانه، وبركةٌ من أرضها




ليست كل أرض تُشبه ساكنيها…
لكن الأحساء، تلك الواحة المجبولة بالصبر والنخل والماء، أرضٌ حين تشتد فيها الشمس، تُثمر أكثر… وكأنها تقول:
"ما دام الإنسان صامدًا… فأنا معه."

فيها لا تأتي الخيرات عبثًا، بل في وقتها، وبحكمة. كل ثمرة، وكل نبتة، وكل موسم، له رسالة: "أنا غذاؤك حين تحتاج، ودواؤك حين ترهقك الحياة."

من هنا تبدأ الحكاية…

حكاية خيرات الأحساء، رزقٌ في أوانه، وبركةٌ من أرضها.
الأحساء هي أرضٌ تتناغم معها الروح والجسد، تمنح أهلها طعامًا ودواءً من خيراتها الموسمية، التي تنمو في أوقاتها بدقة،
تحمل في كل ثمرة عبق الأرض، وبركتها، وفائدتها.

مع بداية لهيب الصيف، تبدأ الأرض في الأحساء بعطائها المبارك: التين، رغم قصر موسمه، إلا أنه مليء بالقيمة والغذاء،
العنب، بحباته المنعشة،
الخضروات الصيفية، التي تظهر فجأة وتختفي سريعًا، وكأنها رسالة ربانية تقول: "كلوا من هذا، ففيه ما ينفعكم الآن، ويمدّكم بالقوة لسائر السنة."

ثم يأتي الرطب، بأنواعه الكثيرة التي تفيض بها النخيل، يليه الببايا بطعمها الفريد، ثم اللومي الحساوي، الذي يُجفف ويُخزّن ليُستخدم في أكلات تحمل نكهة الأصالة.

ولا يُذكر صيف الأحساء دون البطيخ الحساوي، الذي يعشقه الناس، ويُعرف عندهم بمسمياته،

فإذا قال لك أحدهم: "هذي فردانيّة"، فهو يعني أنها حلوة الطعم، ممتازة الجودة، تبرد القلب وتبهج النفس.

وأخيرًا، الرز الحساوي الأحمر، كنز الأرض وروح المائدة، يُزرع بصبر، ويُحصد في وقته، يحمل طعمًا مختلفًا، ورائحة تعبّر عن العمق الزراعي والتراثي لهذه الأرض الطيبة،
وهو أكثر من غذاء… إنه هوية.

هذه ليست مجرد محاصيل…

بل دورة حياة متكاملة، تذكّر الإنسان أن البركة لا تكون في الكثرة، والتوقيت، والارتباط بالأرض، والثقة برزق الله.

ولهذا، أقول بثقة:
من يسكن الأحساء، فإن الله جعل له من خيراتها ما يلائمه، ويشفيه، ويقوّيه.
بواسطة : أحمد عبدالرحمن السماعيل
 0  0  2.1K