المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الخميس 3 يوليو 2025
أحمد عبدالرحمن السماعيل
أحمد عبدالرحمن السماعيل
أحمد عبدالرحمن السماعيل

أين أجد نفسي؟


سؤال يبدو بسيطًا، لكنه في جوهره يحمل تعقيدات الوجود الإنساني كله.
نحن نولد محاطين بتصورات جاهزة: أفكار مغلقة، وقوالب مجتمعية، وأصوات كثيرة تقول لنا من نكون، وكيف ينبغي أن نكون.

في خضم هذا الزحام، يبدأ الداخل بالصراخ، لا من فراغ، بل لأنه لم يُمنح حق الظهور.
هناك صراع داخلي يشتد كلما أُسكتت الأصوات الصادقة بداخلنا، وضجيج لا يُرى يملأ المساحات الخفية من النفس، كما لو أن في داخل الإنسان سجينًا بلا تهمة، جريمته الوحيدة أنه عبّر عن رأيه، فواجه الإهمال أو الرفض.

ولعل أقسى ما نمر به هو لحظة الإحساس بأننا غرباء في دواخلنا، نعيش حياة لا تشبهنا، نردد أفكارًا لا تخصّنا.
وهنا، يصبح من الضروري أن نقف. لا لنبرّر، بل لنفهم. أن نصغي لذواتنا كما لو كانت غريبة علينا، ونمنحها الحق في التعبير بلا خوف أو خجل.

حين نفعل ذلك، شيئًا فشيئًا، تنجلي الرؤية.
تبدأ الذات بالانكشاف، وتنسحب الأصوات الخارجية، ويصبح الطريق واضحًا... لا لأن الخارج تغيّر، بل لأن الداخل أخيرًا تكلّم.

حين تصغي لنفسك بصدق، ستعرف أين تجدها.
بواسطة : أحمد عبدالرحمن السماعيل
 0  0  1.5K