كاتب محض صدفة وكاتب محض افتراء وآخرون لم يقرروا أن يكونوا كتابا..

في يوم من الأيام قرأت أن أحدهم لم يكن ينوي أن يصير كاتبا لأن هذه الكينونة تختار أناسها وتختار لغتهم ، لكن آخرون تختارهم الفرص الجيدة .
ربما لتلك الهالة العظيمة من تلك الروح المتقدة داخلهم والتي تلح عليهم في كل مرة أن يغتنموا الفرصة لكنهم لم يتغلبوا على صوت الفرص الانتهازية و التجارب الفاشلة صوت الشارع الضعيف فكريا وثقافيا ، أما آخرون قرروا أن يستخفوا بعقولنا ومشاعرنا وأحاسيسنا ورغبتنا الشديدة في تصديقهم لكن الاسم ينجذب إليهم بصعوبة ....
ليس كل من يرمي إلينا بمكبوتاته يسمى كاتبا ولا كل من أثر فينا في لحظة ضعف ..
الكاتب ليس ذلك الذي قرر أن يؤلف لأن أحدهم نعته بفاشل ..
الكاتب لا يجب أن يعد ما يقدمه لنا وسيلة ولا هدفا إنما واجبا وعليه حمايتنا حتى من تقلباته ومزاجه السيء ...
الكاتب الذي نصب نفسه لا يعتمد عليه ولا يعتد به ويجب أن يكون مؤلفه فضلات قلق ومزاج عابر...
الكاتب الذي لم يقرر أن يكون كاتبا هو الذي تصنعه القوة الحقيقية و التجارب التي نحتاجها ، هو الذي يقينا بكلمته حر الهيجاء ووبل الحظوظ الصعبة ، هو الذي يصيد الفشل برمية واحدة ولا يقصد القتل ولا الجرم .
هو الذي لا يبالي إن نجح نصه أم لا ولا يعرضه على السيارة الذين يشترون الكذب والأوهام ، هو الذي لا يرشح نصه لنيل جائزة مشبوهة أو لشراء سيارة أو منزل ....
الكاتب الذي لا يقرر لا يكون محض افتراء ولا يصنع لنفسه تمثالا داخل كل كلمة ولا يتحدث من شرفة منزله ويسب الذين يسرقون مال الغلابى .
هو الذي لا يتناول مربى الفقراء ويلعن السادة .
هو الذي لا تشترى ذمته ، ولا تدان رقبته واحتمال كبير أن تدان كلمته ونيته ، ولا يبيع تاريخا مقابل درهم ولا يزيف حقيقة حتى يرضى عنه ملك الغابة .
هو الذي يجيد جيدا ويعرف متى ينصت للحمار ..
وهو الذي يدافع في نصه عن الحمار ويبعد عنه فكرة الغباء ويدعوك كي تقرر وتثبت مدى ذكاء الأسد .