المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الخميس 17 أبريل 2025
سعاد العمري- جدة
سعاد العمري- جدة

الأذى الذي لا يراه أحد

الأذى النفسي من أكثر أنواع الألم تأثيرًا على الإنسان، لأنه لا يُرى، ولا يُلمس، لكنه يسكن في الأعماق ويترك آثاره في كل زاوية من زوايا الروح،
هذا النوع من الأذى لا يترك كدمات على الجسد، لكنه يخلّف شروخًا في القلب، واهتزازًا في الثقة، وشعورًا دائمًا بالقلق أو الحزن أو عدم الأمان، قد ينشأ الأذى النفسي من كلمات قاسية، أو تجاهل متكرر، أو خذلان من شخص مقرّب، أو حتى من الذات حين تثقل كاهلها باللوم والتقريع، وما يزيد من صعوبة التعامل معه هو نظرة المجتمع السطحية لمثل هذا النوع من الألم، مما يجعل الكثيرين يخفون معاناتهم خشية الحكم عليهم بالضعف أو المبالغة.
و الأذى النفسي لا يقتصر على لحظات الانكسار، بل يتسلل إلى تفاصيل الحياة اليومية، فيُضعف التواصل، ويؤثر في العلاقات، وإذا تُرك دون علاج، قد يتفاقم ليتحول إلى اضطرابات نفسية مثل الاكتئاب أو القلق أو حتى مشاكل صحية جسدية، فالتراكمات النفسية تُرهق الجسد، والعقل المثقل وينعكس على نبرة الصوت ونظرة العين.
وإذا أردنا الشفاء منه علينا أولاً بالاعتراف بالألم النفسي، والاعتراف بأن المعاناة لا تُقلل من الإنسان، بل تبرز مدى حساسيته وعمق مشاعره، لا بد من أن نُحسن اختيار من نمنحهم حق التأثير فينا، وأن نضع حدودًا تحمي راحتنا الداخلية، وأن نعامل أنفسنا بلطف لا يقل عن لطفنا مع الآخرين.
في نهاية الأمر، الإنسان الذي يحتضن ذاته ويرأف بها يمتلك القدرة على تجاوز أقسى التجارب، فالأذى الذي يأتي من الأقربين هو الأشد أثرًا، والشفاء يبدأ حين يُسامح الإنسان نفسه على اختياراته الخاطئة، ويمنحها فرصة للبدء من جديد، بحب ووعي وسلام داخلي.

همسة
ليت الظروف الي على المُر حدتني
تحد عينه للسهر ومنهو يبكيها
 0  0  2.3K