عجوز عشرينية

لقد شاخت المسافات يا صديقة
وما عاد الخبز يسد رمق الطريق
باعنا الجيران ورحلوا
وباغتتنا الشيخوخة ورحلت رحلة العشرون عاما ...رحلت قطع القطن التي كانت تجمل خدينا وأقامت مكانها تجاعيد الخرف والخيانة ..
غدرنا الزمن يا صديقة
باعنا بثمن بخس ...باعنا لكل من غدرناهم يوما ترى ماذا سيفعلون بجثة شبابنا هل سيحرقونها أم ينكلوا بنا من جديد ؟
الزمن أكبر الأعداء يا صديقة أردانا قتلى وقتلة وثكالى وأرامل من كل ما يسعدنا
جردنا هاجس الزمن من ضحكاتنا سلبنا الأشجار التي كنا ننتظر الآذان بجانبها وغير طريقنا إلى قرية السعادة
أكلتنا السرعة الهائلة التي تموت بها إنسانيتنا ...وأكلنا السبع وجعلنا الجيران يدفعون ثمن ما فعله السبع والذئب ...
جئنا الزمن بقلب مزيف ميت وقول كذب فصرنا كعرجون قديم أضناه اليبس
تعبنا وما تعب الطريق الذي لا نهاية له ..أوقعتنا الحياة على غير أشكالنا فتهنا وضللنا العودة إلى حضن الأم ..
ترى؟ما حال مكاننا بالضيعة وكيف أصبح الصبية الصغار الآن .
لقد كنا نتخيل أنفسنا ونحن كبارا ونتصور الشيب والتجاعيد والعجز ها نحن اليوم عاجزون
أمام عصا الزمن التي لم تكسر شيئا غير ظهورنا ولم تقتلع إلا عشب جيراننا فأجبرتهم على أكل القمح الميت الذي أجهض سنبلته مؤخرا وأكل قلبه الغراب الخائن