المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الأربعاء 25 ديسمبر 2024
محمد بن العبد مسن - سلطنة عمان
محمد بن العبد مسن - سلطنة عمان

رحلة الأمل

في مدينة صغيرة، كان هناك شاب يدعى سامي. كان سامي يحلم بأن يصبح مهندسًا معماريًا، ولكن الظروف لم تكن لصالحه. فقد فقد والده في حادث، وتولى مسؤولية عائلته بعد ذلك. كان يعمل في متجر صغير، يكافح من أجل توفير لقمة العيش لأخته الصغيرة.

رغم الصعوبات، لم يكن سامي ييأس. كان كلما نظر إلى السماء، يتخيل الأبنية العالية التي يود تصميمها يومًا ما. كان يحمل معه دفتر ملاحظات صغير، حيث كان يرسم أفكاره ومخططاته المعمارية في كل فرصة تسنح له.

في يوم من الأيام، بينما كان يعمل في المتجر، دخل زبون غريب. كان يرتدي بدلة أنيقة ويحمل حقيبة جلدية فاخرة. لاحظ الرجل سامي وهو يرسم في دفتره. اقترب منه وسأله: "ماذا تفعل هنا يا بطل؟"

أجاب سامي بحماس: "أحلم بأن أصبح مهندسًا معماريًا، لكنني أعمل هنا لتوفير المال."

ابتسم الرجل وقال: "كل الأحلام تحتاج إلى صبر وجهد لتحقيقها. هل تود أن أساعدك في ذلك؟"

اكتشف سامي أن الرجل كان مهندسًا معروفًا، وقدم له عرضًا للعمل في مشروعه الجديد كمتدرب. كانت هذه الفرصة الوحيدة التي كان ينتظرها. قرر أن يستغلها بشكل كامل.

بدأ سامي العمل بجد، وتعلم الكثير من المهارات الجديدة. كان يظل يعمل حتى ساعات متأخرة من الليل، يحاول أن يُظهر شغفه وإبداعه. ومع مرور الوقت، لفت انتباه المهندس الكبير، وبدأ في منحه المزيد من المسؤوليات.

بعد عدة أشهر من العمل الشاق، تم اختيار سامي ليكون جزءًا من فريق تصميم مشروع كبير. كان هذا المشروع فرصة لإظهار جميع ما تعلمه. عمل بجد، وقدم تصميمًا مبتكرًا نال إعجاب الجميع.

عندما تم افتتاح المشروع، وقف سامي أمام المبنى الذي كان يحمل توقيعه. لم يصدق عينيه. لقد حقق حلمه بفضل العمل الجاد والإصرار. وعندما نظر إلى السماء، شعر بوجود والده بجانبه، وبثقة في نفسه، أدرك أن كل شيء ممكن إذا كان لديك حلم وإرادة.

وهكذا، استمر سامي في مسيرته المعمارية، ملهمًا الآخرين بأن العمل الجاد يمكن أن يفتح الأبواب، حتى في أصعب الظروف.
image
 0  0  1.7K