في عاشوراء!
عَبرَ العصورِ يَجيءُ عاشوراءُ &
بدءاً بموسى، بَعدَهُ الحُنفاءُ؛
ثُمّ النبيُّ محمدٌ مِن بعدهم &
صاموا بهذا اليومِ، و الخُلفاءُ؛
يَومٌ له طَيَّ العقيدةِ قِيمةٌ &
يرعاهُ أهلُ العِلمِ و الفُضلاء؛
فيهِ المعاني و الفضائلُ جَمّةٌ &
و لَهُ العِيالُ مع النفوس فِداءُ؛
ما بَينَ يَثربَ بالبقيع شَواهِدٌ&
يرعى اساميها (الكَرا و حِراءُ)¹
تلك البِقاعُ و في القلوب مََعالِمٌ
فَوقَ الجبينِ و ما عليه غطاءُ؛
هذا بأحدٍ (حَمزةٌ) في عَدْنٍه &
و (أبو عليٍ)².. قَبرُه الوَضّاءُ؛
يَعلُ البطاحَ المِسكُ في جنباتها
تزهو الجِنانُ و تَخلدُ الزهراءُ؛
كَيفَ العَزاءُ على مَناقبِ أُمّةٍ &
للأكرمينَ، و هل لذاك كِفاءُ؟!
هذا الحُسينُ و من بَقَى في (طَفِّهِ)³
في يَومِ كَربٍ شاعَ فيه بَلاءُ؛
مِن حَولِه فُرسانُه و رِجاله &
رَهنَ الإشارة، هاهُمُ النُّجَباءُ؛
تأبىَ الكرامةُ أن تُوارَى جانِباً &
و تظلُّ تاجاً حَيثُما الشُّرفاءُ؛
*****
إنً الحياةَ لبِالدروسِ وفيرةٌ &
رَغمَ الضياءِ يفوتها الجُهَلاءُ؛
نرجو الدوامَ على الوئامِ هِدايةً
ليَشعّ فينا الخيرُ و النَّعماءُ؛
فنَرَى على مَرِّ الزمان صُفوفنا&
مَرصوفةً لا يَعتريها جَفاءُ؛
و إذا الأُخوّةُ للدِّيار اواصِرٌ &
راحَ الأعادي عَنهُمُ اَم جاؤا؛
و بعِلمِنا يَربو النَّماءُ بِجَهدنا &
يعلو النماء و يَكثُرُ الإنشاءُ!
-----------------
*نظمتها قبل 33 عاماً.
(¹) موقعان بمكةالمكرمة؛
(²) الحَسَن بن علي؛
(³) الطَّفُّ، مَوقعُ إستشهاده.