عودة إلى الديار
بعثني الحنين على زيارة بيتي القديم فغادرت وجهتي الى مقصدي ومسقط رأسي فباغتتني الأشواق مترنحة عائمة مضمخة بأريج الأهل الذين لم يزل صوتهم يزين الديار
أقبلت نحوها مهرولا وربتت على أكتاف الأشواق فوجدت ان بناني قد خضب بغمرة الاشتياق .
ما إن دخلت حتى تسللت إلى التحايا على استحياء وما أطيب طلة الزوار .
ما اجمل الديار إن زارها أهلها فهي لم تعد طللا يبكي الماضي ولا جدرانا فارهة تنتظر وقع الأقدام ... عدت المقيمين هناك وكأن وجوه الحاضرين بالبيت قد غسلت لجينا ورصعت ترحابا واكتست ياقوتا ومرجانا .
سألوني ما سبب القدوم فقلت : وهل الدار تسأل الأسباب زائريها حتى تلبي حنين القاطنين إنما زرت لوجد ألّم بي ووطن تركته هنا بينكم فاستحلت غريبا يداري وجهه عن المارين حتى لا يرون عورته.
إن الديار تحمل كبدا وان فارقناها صارت الأكباد فلذات وقلوبا .
واذا ما زرنا ركنا من الديار هتف القلب للزوار خفاقا ...
يا زائر الدور عرج على السائلين واحمل بدلهم السلام للماضين وأخبر زوايا البيت ان لهم عشاقا يحنون للذكرى وعودة الصبا ..
قديما قد عاب الشعر كل طلل ونفر القائلون من كل قديم ...
ما أطرب اليوم لنخلة ولا لرسم منزل وجمل وإنما أطرب لأثر مر به أبي علي بقبضة منه تشفي الغليل .
مذ غادرت دياري وأنا سقيم عليل يشكو عليلا ، ما عرف الناس دائي وما عرف الطبيب إن الديار الدواء ..
إننا بالحياة بدو رحلا وإذا ما مستنا الأحزان والبلايا حوتنا الديار وأنسانا حب الديار طول المسيرة .
والقبر آخر الديار نسكنه. كن ضيفا خفيفا عزيزا ، حتى إذا ما غبت يوما في الرمس عله ينفض عنك الغبار ما قدمته وتفوح رائحة طيبك بين زواياه ، حتى إذا ما نظرت وجدت فيه رائحة الجنة ،التي تشبه حضن الديار ..
أقبلت نحوها مهرولا وربتت على أكتاف الأشواق فوجدت ان بناني قد خضب بغمرة الاشتياق .
ما إن دخلت حتى تسللت إلى التحايا على استحياء وما أطيب طلة الزوار .
ما اجمل الديار إن زارها أهلها فهي لم تعد طللا يبكي الماضي ولا جدرانا فارهة تنتظر وقع الأقدام ... عدت المقيمين هناك وكأن وجوه الحاضرين بالبيت قد غسلت لجينا ورصعت ترحابا واكتست ياقوتا ومرجانا .
سألوني ما سبب القدوم فقلت : وهل الدار تسأل الأسباب زائريها حتى تلبي حنين القاطنين إنما زرت لوجد ألّم بي ووطن تركته هنا بينكم فاستحلت غريبا يداري وجهه عن المارين حتى لا يرون عورته.
إن الديار تحمل كبدا وان فارقناها صارت الأكباد فلذات وقلوبا .
واذا ما زرنا ركنا من الديار هتف القلب للزوار خفاقا ...
يا زائر الدور عرج على السائلين واحمل بدلهم السلام للماضين وأخبر زوايا البيت ان لهم عشاقا يحنون للذكرى وعودة الصبا ..
قديما قد عاب الشعر كل طلل ونفر القائلون من كل قديم ...
ما أطرب اليوم لنخلة ولا لرسم منزل وجمل وإنما أطرب لأثر مر به أبي علي بقبضة منه تشفي الغليل .
مذ غادرت دياري وأنا سقيم عليل يشكو عليلا ، ما عرف الناس دائي وما عرف الطبيب إن الديار الدواء ..
إننا بالحياة بدو رحلا وإذا ما مستنا الأحزان والبلايا حوتنا الديار وأنسانا حب الديار طول المسيرة .
والقبر آخر الديار نسكنه. كن ضيفا خفيفا عزيزا ، حتى إذا ما غبت يوما في الرمس عله ينفض عنك الغبار ما قدمته وتفوح رائحة طيبك بين زواياه ، حتى إذا ما نظرت وجدت فيه رائحة الجنة ،التي تشبه حضن الديار ..