المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الخميس 9 مايو 2024
صالحة حسين آل سهيل
صالحة حسين آل سهيل
صالحة حسين آل سهيل

الإصلاح الأسري بين صراعات الأحلام وواقع الحياة

للمشاهد الذي يتابع بعض التصدعات الأسرية في المجتمع أن يعجب من تلك الظواهر التي بدأت تطفو على السطح من حالات الطلاق أو الخلع وما يترتب عليها من تفكك الأسرة وتشتت الأطفال’ ولنا أن نتصور حال أولئك الأطفال الذين يعيشون في بيئات متعددة ومتفككة في ظل الحاجة الماسة لرعايتهم في سنين حياتهم الأولى وخاصة مع أهمية الرعاية التعليمية التي تتقاسمها الأسرة مع المدرسة، ناهيك عن شبح التباعد والتباغض والجفوة التي يعيشون لحظاتها مع الأبوين .
ولأننا خضنا غمار التجربة في التصدي للإصلاح ومحاولات الاسهام في رأب الصدع بين أطراف الأسرة لنرى العجب من الأسباب الواهية التي يتمترس خلفها كل طرف من أطراف الأسرة وهي بين قطبين:
قطب الزوجة التي عاشت دور المحروم من أحلام اليقظة الزائفة التي تشاهدها صباح مساء وما يغذيها من مجالسهن التي تزيد من تزهيد الزوجة الحالمة في حياتها المستقرة وتقلل من شأنها إن هي بقيت تحت سلطان الاستقرار وكرامة الأسرة وتضرب للخروج عن المألوف وعن روح الحياة الصالحة المطمئنة بأمثلة زائفة لإحداهن إذ خرجت فكانت نموذجًا في الانطلاق، وما هي إلا طيف عابر حتى إنكفأت على ذاتها لتبحث عن أكناف تلك الأسرة لتلوذ بظلالها وتعيش في رحابها ، بل وتتنازل عن الكثير مما تعودت عليه سابقًا، ولكن كثيرًا منهن صدمتها الإفاقة على غير قبول من الأسرة الصغيرة ومن المجتمع الكبير الذي لا يرحم في تجريم كل خطوة خروج على المألوف ويضعها على شفا جرف هارٍ لا أمان لسقوطه ودمار سالكيه.
أما القطب الثاني فهو الزوج الذي لم يكن بقدر المسئولية ليحتوي ظروف الأسرة ويتحلى بالصبر والجلد والنزول إلى مستوى العلم والدراية بمتغيرات العصر ومؤثراته، فيتدارس مع الزوجة كل كبيرة وصغيرة ويسهم في تحليل كل موقف بروّية وعقل، ويقدم ما يمكن تقديمه من تضحيات لبقاء ذلك الكيان عامرًا آمناً، مشتملاً بروح القائد لهذه الأسرة التي هي عنوان نجاحه ودليل وعيه.
ومما لا شك فيه أن هناك عوامل أخرى تؤثر على استقرار الأسرة ولكن أركان الأسرة هي الأولى بالحفاظ عليها ورعايتها والعناية باستمرارها واستقرارها .

رئيسة قسم الاستشارات الأسرية
بجمعية إصلاح ذات البين ببلّسمر وبلّحمر
بواسطة : صالحة حسين آل سهيل
 0  0  6.4K