المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الخميس 9 مايو 2024
نجلاء يعقوب _ مصر
نجلاء يعقوب _ مصر

الطلاق.. نهاية ألم وبداية أمل

الطلاق.. ورقة رسمية تُنهي حياة زوجية فشلت في الوصول إلى شاطئ الأمان.. ورقة تبدد طموحات أطفالنا في العيش في هدوء نفسي واجتماعي. لكن رغم هذا التأثير السلبي على جميع الأطراف.. إلا أن هذا "الحلال البغيض" قد يكون خلاصاً من علاقة لا تمنح سوى الألم والخذلان وبداية لحياة أخرى نرسم معالمها من جديد، ونكتشف في أعماقنا إيجابيات ربما غفلنا عنها في زحمة المشكلات، ونرى أنفسنا والآخرين بعيون يملؤها الأمل في غد أفضل. فالطلاق ليس دائما نقمة، أو كارثة لا مخرج منها.. يمكننا دائما أن نخلق من المشكلات دافعاً قويا للحياة، وأن نجعل من النهاية بداية لطريق آخر.
إذا حدث الطلاق، يجب أن يبقى تأثيره السلبي محصوراً في الطرفين المسؤولين عن فشل العلاقة، وأن يكون لديهما من النضج والخبرة الحياتية ما يؤهلهما للاستمرار في الحياة أو استئنافها مرة أخرى بأي طريقة، وعليهما ألا يفشلا في الحفاظ على ما تبقى من العلاقة وهم الأبناء، والتمهل قليلا قبل أن يلقوا بهم في أحضان المرض أو الانحراف نتيجة تشويه صورة كل منهما أمام أطفالهما أو أمام الآخرين، كطريقة للانتقام، وكأن طرفا واحدا هو السبب في فساد الحياة بينهما، دون الأخذ في الاعتبار أثر ذلك على الأبناء، فهذا سلوك يتنافى وآداب الطلاق.. فللطلاق آداب مثل الزواج أو أي علاقة أخرى بين البشر.
بل بالعكس العلاقة بعد الطلاق تصبح أكثر حساسية وتستدعي الحذر والاحترام في التعامل. فلا بد أن يكون الطرفان على قدر من الوعي والنضج في التعامل، فإذا استطاعا أن تستمر بينهما علاقة حيادية محترمة فهذا جميل، وإن كان ذلك صعبا لصعوبة جرح الانفصال، فيبقى على الأقل بينهما نوع من العلاقة البعيدة الهادئة، والاحتفاظ بذكرى أيام وأماكن وحياة جمعتهما يوما ما
من المهم تجاوز أثر الإحساس بالخسارة الذي يلي الطلاق، فرغم الألم والوحدة اللذين يشعر بهما المطلقون ـ خصوصا المرأة ـ إلا أن الحياة لا تقف عند تجربة فاشلة، علينا اكتشاف الجمال في أنفسنا وتحفيز الإيجابيات في شخصيتنا ووضع أهداف أخرى نعيش من أجلها، مثل العمل، تربية الأبناء، الدراسة، وخوض الحياة بروح متفائلة
 0  0  12.9K