المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الخميس 9 مايو 2024
طارق محمود نواب _ مكة
طارق محمود نواب _ مكة

كيمياء النفس البشرية

هناك نوعاً من أنواع الكيمياء تسمى الكيمياء النفس البشرية وهي المسؤولة عن وجود راحة وتوافق في العلاقات الاجتماعية، فالشعور بوجود كيمياء بين الأشخاص ليس مجرد وهم، لكن هل تعرف كيف ينشأ هذا الشعور؟

من الممكن أن تكون سمعت أحد الأشخاص يتحدث عن وجود ما يعرف بالكيمياء بينه وبين شخص آخر، ومن الممكن أن يكون كلامه هذا ترك انطباعا لديك بوجود شيء من التفاهم بين هذين الشخصين ، وهذا صحيح، إذ تخلق الكيمياء بين الأشخاص نوعاً من الراحة والتوافق في التعامل فيما بينهم. و في هذا التقرير سوف نتناول ذلك النوع من الكيمياء، وكيف تم تفسيرها في العلم.

إن الكيمياء شعور بالانجذاب القوي تجاه شخص محدد، حيث يخلق لديك الرغبة في مشاركة الحياة مع هذا الشخص على كل المستويات. وهذه الكيمياء تتكون من بعض المشاعر المركبة، مثل الحب والرغبة والإحساس بالحاجة إلى أن تكون بجوار هذا الشخص بالتحديد.

وعلى الرغم من أن الكيمياء بين الأفراد ظاهرة حقيقية إلا أنها قليلة الى حدٍ ما، ومع ذلك يظل الناس في إطلاق لفظ الكيمياء كمجاز على أشياء عديدة في الحياة اليومية، مثل التعبير عن الإعجاب برائحة جميلة، في حين أن البعض يحصرون الشعور بالكيمياء في التوافق والانجذاب للأشخاص فقط.

فهناك عديد من العلامات التي توضح وجود كيمياء بين الأشخاص، لكنها تختلف من شخص إلى آخر، وإذا وجدت في نفسك واحدة أو أكثر من العلامات التالية تجاه شخص معين، فمن الممكن أن توجد كيمياء بينكما بالفعل، وأول هذه العلامات هي مرور الوقت بسرعة فلا يشعر الإنسان بمرور الوقت في اللحظات الجميلة، وهذا ينطبق حين يكون في حالة من التفاهم بين الأشخاص حيث يمضي الوقت بسرعة دون الشعور بالرغبة في إنهاء اللقاء أو الملل.

كما أن وجود اهتمامات مشتركة بين الأشخاص يؤكد على وجود كيمياء فيما بينهم وتوافق، فعلى الرغم من أن قانون الجذب يؤكد حقيقة أن الأجسام المتضادة تتجاذب، إلا أنه حينما يتعلق الأمر بالكيمياء بين الأشخاص فإن الاهتمامات المشتركة تصبح علامة قوية .

وأن يلاحظ كل من هؤلاء الأشخاص التفاصيل الصغيرة لدى كل منهما، لأن كل شخص لديه تفاصيل صغيرة لا يلاحظها جميع من حوله في الغالب، لكن حين تكون هناك كيمياء بين شخصين، فحتماً سيلاحظ كل منهما أدق التفاصيل.

العلماء يصفون كل شيء في الحياة أنه في حركة مستمرة وهذه الحركة هي التي تسبب ذبذبات، حتى الأفكار تعد من أسرع وأقوى الموجات التي يمكن أن تقاس. وحين يشعر شخص بالكيمياء تجاه شخص آخر، فغالباً ما يشعر الشخص الآخر نفس شعوره.

تؤثر هذه الكيمياء على الأفراد بأكثر من شكل، حيث يظهر تأثير هذه الكيمياء بين الأفراد في عديد من المستويات وتشمل المستوى النفسي حيث تؤثر الكيمياء على الحالة النفسية للشخص، إذ تجعله يشعر بالسعادة والراحة عند تواجده مع الطرف الآخر.

وتؤثر هذه الكيمياء البشرية تأثيراً جسدياً أيضاً على الأشخاص، حيث أن تواجد أشخاص متفاهمون سوياً يزيد الشعور بالراحة والاسترخاء وهذا بدوره يحسن الحالة الصحية لهما. بالإضافة إلى أن هناك تأثيراً عاطفياً فتولد الكيمياء شعوراً بالراحة والصفاء في حضور الشخص الآخر، حيث أنها تولد شعوراً بالرغبة في إسعاده والمكوث معه لوقت أطول.

لكن وبعد أن تعرفنا على الكيمياء البشرية وتأثيرها على الأشخاص، فهل تواجد الكيمياء بين الأشخاص حقاً شيء جيد؟ تساعد الكيمياء غالباً في خلق شعور بالسعادة عند الطرفين، وهذا خلال قضائهم الوقت معاً ، إلا أن بعض الأشخاص يرون أن الكيمياء أمر سيئا، وهذا لأنهم يعتقدون أن هؤلاء الأشخاص سوف يتسببون في إظهار بعض المشكلات التي يعانون منها والجوانب الضعيفة في شخصياتهم. علاوة على أن كل مشاعر الأنا (Ego feelings) تظهر حينما تشعر بوجود كيمياء تجاه شخص معين، مشاعر مثل الغيرة والخوف والشك، الأمر الذي يراه كثير من الأشخاص مزعج لهم.

لكن إذا نظرنا للأمر من زاوية مختلفة، فسوف نجد أنه من الجيد للمرء إظهار تلك الجوانب الضعيفة والمشاعر المضطربة؛ من أجل العمل على تحسينها والتغلب عليها بمساعدة الطرف الآخر.
 0  0  13.9K