القوي الأمين
نسمع كثيراً عن وصف المرشح المناسب لمنصب قيادي أن يكون "القوي الأمين"،وذلك استدلاً بالاية الكريمة: "قالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ ۖ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ " سورة القصص.
وفي تفسير الآية أن خير من تستأجره للراعي والسقاية القوي على حفظ ماشيتك والقيام عليها في إصلاحها و صلاحها الأمين الذي لا تخشى خيانته فيما تامنه عليه.
فالقوه في هذه الآية المقصود بها القوة البدنية وذلك عندما رأت ابنة شعيب موسى عليه السلام يحرك الصخرة عند البئر.
بينما في موضع آخر من القرآن الكريم وبالتحديد في سورة يوسف نجد صفات المرشح لمنصب القيادي: "وَقَالَ ٱلْمَلِكُ ٱئْتُونِى بِهِۦٓ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِى ۖ فَلَمَّا كَلَّمَهُۥ قَالَ إِنَّكَ ٱلْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ".
وفي تفسير الآية الكريمة أن الملك الذي يحكم مصر حينها لما بلغته براءة يوسف طلب حضوره لينظر في تعيينه مستشاراً لديه؛فلما حضر يوسف وحاوره الملك وأيقن من براءته وأحس بأمانته وحسن خلقه قال له الملك أنت اليوم عندنا عظيم المكانة ومحل ثقة.
"قَالَ اجْعَلْنِي عَلَىٰ خَزَائِنِ الْأَرْضِ ۖ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ".
أي اجعلني مسؤولاً عن خزائن مصر فإني خازن أمين ذو علم وبصيرة فيما أتولاه فلا يضيع منه شيء في غير محله حفيظ بتقدير السنين الخصبة عليم بوقت الجوع حين يقع
وقد جاء ذكر مواهبه في الآية الثانية والعشرين من سورة يوسف:"وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا ۚ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ".