قصيدة مكةالثُّرَيَّا " من ديوان.'مكةالثُريا'، ط٢، نشر دار جداول، بيروت، ٢٠٢٢م)*
أمكةُ، يا عمادَ الدينِ و الرحمانُ حاميها.
ثُرَيّا في مدائِنها، حاضرِها و ماضيها.
و فيها كعبةُ التوحيدِ إبراهيمُ بانيها.
و إسماعيلُ ارساها، على الإيمان باديها.
و (هاجِرُ) لم تزلْ تسعىَ، بمِروَاها و صافيها.
و مِن جُوعٍ قد اطعمَها، و من خوْفٍ يُحاميها.
و ثَمَّ لآلئ القرآن لا شيئٌ يُدانيها.
تَنزَّلَ في رُباها الخيرُ فأخضرتْ بَراريها.
و عَمَّ النورُ ارجاها، اعاليها و واديها.
حُجونُ الفَتحِ و المَعلاةُ، آثارٌ لِماضيها.
و غارُ الثورِ بعدَ حِراءَ كان اللهُ مُنشيها.
و مَثوَى (دُرّةِ الخِلّانِِ)¹ في عَدْنٍ بعاليها.
إلى عرَفاتِ مُزدلِفٍ مُنَى خَيفٍ، و يكفيها!
يَجيئُ الزائرُ التَوّاقُ للقُربَى يُناديها.
و مِن إثمٍ يُطهِّرُها، و بالتقوى يُزكّيها.
و مِن بئرٍ على ظمإٍ بقدْرِ الكفِّ يُرويها.
يَجولُ العابدُ الولهانُ في الظلما يُناجيها.
يُفكِّرُ في مَنائرِها و مَسجدِها و ناديها.
و 'بابُ' 'شُبيكةِ'² المُشتاق.. لـ'الشِّشا'³ أقاصيها.
و 'غَيْلمُ'⁴ نُزهةُ العُشّاقِ، و في 'جَروَل' بَواديها.
بـ'سوقِ.الليل' في الأسحارِ 'مَخزومي' يُناغيها.
و 'أجيادٌ' الى الشِّعبَين، بل باقي حَواريها.
يطوفُ الدارَ مُعتمِراً و يرجو عفوَ باريها.
و يتلو عندها آياتِ ركعاتٍ يُؤدِّيها.
و فيها يَذرفُ العَبَراتِ حمراءٍ مَآقيها.
و فيما بَعدُ في 'الرَّسانِ' عند 'الرِّيعِ' يأتيها.³
و بَعد طَوافهِ يَغدو 'قُشاشيٌ' يُحَيِّها.
تغيبُ أمامَ ناظرهِ، و يأملُ في تلاقيها.
و هاذي بَعضُ أشعاري مَوصولٌ قوافيها.
أحاسيسٌ أُسجِّلُها مع الأيام نَرويها.
سَقاكِ اللهُ يا بلدي و ربُّ البيتِ راعيها.
و باركَ في مَدَى الأيامِ ما فيها و مَن فيها
_____
*قلتُ هذه الأبيات في القرن الماضي مُنذ 33 عاماً؛ و نشرتُها بصحيفة (أخبار الخليج) في فترة إقامتي بمملكة البحرين.
¹خديجة بنتُ خويلد.
²حارةالباب و حارة الشبيكة؛
³ حارة 'الشِّشَة'.
⁴من جبال مكة.
5: رِيعُ 'الرَّسان' (موقع صُنّاع أرسنة الدواب)، و يُنطقُ ايضاً 'الرّسام'.