المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
السبت 16 نوفمبر 2024
عطرة الأسمري
عطرة الأسمري
عطرة الأسمري

الديباجة الكاذبة

في عصر الظلام عصر الفكر الإخواني تم " تجريم "الجمال و الترفيه و حب الحياة الابتسامة ..
لقد جرد الإنسان من التفكير في حياته و في مستقبله و تم تكريس الفكر في القبر و الآخرة بشكلٍ شبه مطلق فكان جمع المال حب دنيا و الابتسامة حب دنيا و النكته تعدي و تجاوز كبير ..
و كنت اجلس في معظم مجالس النساء فكأنها قبور ، صمت و عبوس .. لن أنسى ذاك الزواج وهو زواج أحد أقاربي ذهبنا للزواج وكلنا فرح و بهجة و خرجنا و نحن نبكي و في حالة كدر و ضيق صدر عجيب ، فقد حضر شيخ و تحدث عن عذاب القبر بكينا و تكدرت صدورنا و كانت العروس تبكي وهي جالسة على الكوشة طوال الوقت ، لن أنسى لحظة خروجنا ، فهي لحظة الفرح الوحيد في تلك الليلة البائسة ..
تم الحرب على الجمال بشكلٍ لم يسبق له مثيل ، فجعلوا من العين "مرصد" في وجه كل شيء جميل ، اذا لبست المرأة و تجملت طلعت لنا مئات المحاضرات تحذر و تهول و تشنع و تجرم من شأن التجمل و التزين و كأن كل شيء جميل هو عرضه للعين حتمًا وتم تصوير ذلك و كأنه يقينًا مطلقًا ، عندك سيارة جميلة أنت عرضة للعين ، عندك ولد متفوق فهو عرضة للعين ، عندك بيت جميل أنت عرضة للعين ، لن أنسى تلك الأسرة التي بقيت سنين عدة و هم يكدحون ويجمعون المال لعمل منزل الأحلام و فعلا شروا أرض و عمروا بيت أحلامهم و كان قمة في الجمال ، لم يبقوا فيه سواء أشهر قله ، ثم تركوه .. و السبب "وهم " العين …
وتكررت هذه القصص للاسف بكثرة .

فجعلوا من العين و الشك هي الأصل و وجعلوا حفظ الله و قوته هي الفرع ..
فأين الدين !!!!

أما الترفيه عندهم فهو جريمة في حد ذاته إلا السذاجة فقد جعلوا منها ترفيهًا
لا ننسى "ترفيه الرضاعات "

الفكرة الضال فكر الاخوان شوه الجمال بكل صوره و ألوانه فقد حارب الفنون مع أنها ترفيه عن النفس …
لن أنسى ذلك الشاب العاشق لعزف العود
فتم محاربته و ضربه نبذه من أهله و هو شخصية عنيدة جدًا عاش في صراع بين ما يحب فعله و حرب أهله و المجتمع له و الان هو مدمن مخدرات!! ماذا جنينا من سراق السعادة و أصحاب الديباجة الكاذبة ..

جعلوا من الناس خشبًا مسندة بلا روح بلا هوية بلا كيان ، يريدونهم دومى يحركونها كيفما شاؤوا ..
أما غرضهم الحقيقي فهو السلطة فقط
و مع الرؤية العظيمة المباركة فقد
سقطت ورقة التوت و لله الحمد والمنة .
بواسطة : عطرة الأسمري
 0  0  4.9K