ماذا عن التنفُّس والحركة؟
هُناكَ سِحرٌ عظيم في جسم الإنسان الّذي يحوي المُعجزات ما زالَ الطّب الحديث في طيّ اكتشافها ، هُناكَ مُعجزاتٌ اكتُشِفَت ولكن لم تأخذ قيمتها الحقيقية ، وتمّ تفضيل الدّواء التجاري ذو الأعراض الجانبيّة على الطّبّ البديل
متى تنفّستَ بِعُمقٍ آخرَ مرّة؟
متى كانت آخِرُ مرّةً مرّنت فيها جسدك؟
في واقع الأمر – المرير – بأن العديد من الناس يُهمل مسألة التشافي الطبيعي ويؤمن بالماديات المُكلِفة مِثل حبّة الدّواء الصّغيرة ، يطلُب العديد من المرضى المساعدة والعلاج وعندما نقول تنفّسوا أو تحرّكوا أو مرّنوا عضلاتكم يتكاسلوا ويُلقوا بهذه النّصائح الّتي لا تُكلِّفُ شيئاً عرضَ الحائط.
الإنسان المعاصر دائِماً في شُغلٍ وفي كبد ، يُرهِقُ نفسه بالتفكير، قلقٌ خائِفٌ على مستقبله ، أو لايزالُ عالِقاً في ماضيهِ المؤلِم ، إنّه لم يكُن أبداً مُجرّد تفكيرٍ عابر ، تُفكر بالفكرة ثُم تشعر بالضيق ثم تنسى ، وكأن شيئاً لم يحدُث! ، فالجسدُ يستجيبُ لِكُلِّ إشارات المُخ الّتي يُرسلها إلى الأعضاء ، فيبدأ القلبُ بالخفقان ، وتبدأ الأمعاء بالاضطراب ، ويضيقُ النّفَس ، فيزيدُ التعرٌّق ، كُلُّ هذه العلامات علامات ارتفاع الكورتيوزل ( هرمون التوتر ) في الجسم استجابةً لجهاز الكرِّ والفرّ ( السمبثاوي ).
جهاز الكرّ والفرّ عندما يعمل ، فهوَ يعمل باعتبار أنّكَ تهرُبُ راكِضاً مِن أسدٍ يُلاحقك ، لا يُفرِّقُ هذا الجهاز إن كُنتَ قلِقاً من أداءك للامتحان ، أو كنت تنتظرُ موعِداً مُهِماً ، لا يستطيعُ التفرقة بينهما ؛ لذلك هوَ سيُظهِرُ نفس العلامات ويضُخُّ هرمون التوتر بنفس القدر كُلّ مرّة تقلق فيها ، في المُقابل يُقابِلُ جهاز الكرِّ والفرّ جهاز الرّاحة والاسترخاء وهوَ ( البارسمبثاوي ) حيثُ يعمَلُ تلقائيّاً وبشكلٍ مباشِر بعدَ الكرِّ والفرّ ، لكن ما يُعطِّلُ جهاز الرّاحة هوَ اعتياد وتكرار عمل جهاز الكرِّ والفرّ ، إنّها مُشكِلة! بِأن يظَلّ الجسم في حالةِ توتُّرٍ دائم ، وهوَ ما يزيدُ من احتمال الإصابة بالأمراض ، منها : ضغط الدّم ، والسُّكري ، والتهاب المفاصل ، وغيرها.
في الرياضة دائِما ما يَتِمُّ نُصحُك بِكُلِّ تأكيد على تمارين الإطالة بعد بذلِ أي جُهدٍ بدنيّ ، لأن هذه التمارين تُحفِّزُ الرّاحة والاسترخاء بالتالي تُقلِّل من الآلام والإصابات بِها.
في حياتك اليوميّة وعندما تشعُرُ بالقلق مِن فكرةٍ ما .. مارسِ التنفُّسَ أو التأمُّل لربع ساعة ، أو امشي في الهواء الطّلق لمدّة نصف ساعة ، مِمّا سيُنشّط البارسمبثاوي ويقوّيهِ أكثر ضِدّ الصّدمات والسّموم الّتي يمُرُّ بها الجسم يوماً بعدَ يوم
ستشعُرُ بعدَ هذه التمارين بالهدوء والاسترخاء ، وبالتفاؤلِ والانشراح تجاه هذه الحياة
جميعاً نمرُّ بمنغصّاتٍ تُكدِّرُ علينا صفوَ عيشنا ؛ لكن الله لم يخلُق هذا الجسم عبثاً ، ووضعَ فيه كُلّ ما يلزم لمواجهة ضغوط الحياة اليومية.
أستشهد بذلك بآية : ( إنّ معَ العُسرِ يُسرا ).