المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
السبت 16 نوفمبر 2024
وناسي مروى - الجزائر
وناسي مروى - الجزائر

عن وناسي مروى - الجزائر

استاذة ادب عربي ..خريجة المدرسة العليا الوطنية للادب
مقيمة بالجزائر...ومقدمة دروس بالتنمية البشرية ومؤلفة روايات وكتب

وأن تعفو ....

وأن تعفو ....
قبل أن أذكرك أن تعفو
وأدعوك أن تكون من كاظمي الغيظ ...
أدعوك كي تفكر في قوله تعالى :"وللآخرة خير لك من الأولى " قد يتبادر إلى ذهنك أن المقصود هو الآخرة أفضل لنا من الدنيا وأقل وجعا منها وأكثر أمانا ...لكنك لو تأملت العبارة جيدا لوجدت أن القرآن جميل ، إن القرآن هو المنقذ والمؤنس وأن الله لا تضل حروفه ولا تزل ...
الآخرة خير لك من الأولى تأملها في : ألم يجدك يتيما فآوى ووجدك ضالا فهدى ووجدك عائلا فأغنى ..
أذاقك اليتم صبرت فأواك.
أذاقك مر الضلالة ودعوته فاحتسبت فهداك.
امتحنك بالفقر فوجدك راضيا فأغناك ...
إذن هي قاعدة الحياة الدنيا وتأبى قلوبنا أن تزيل أقفالها وتذعن لمعنى هذه الآيات ...
آن الأوان كي تصبر على يتمك وعلى بلاياك وفقرك ومرضك، لأنه هو من يشفين ويسقين ويطعمني ويهدين ...
قد قدم رمضان من جديد فهل آن لك أن تذكر الله ؟
هل آن لك أن تعطيه عهدا أنك ستعبده كما لم تعبده من قبل ؟
أنت الذي تقرأ كلماتي الآن هل جربت شعور الغيرة مع الله ؟
هل جربت أن تغار من أحدهم لأنه أصدق منك سرا ، ويستغفر في أفعاله جهرا ..ويذكر الله في خلواته فيبكي طهرا ..
هل جربت أن تغار من أحدهم عندما تكتشف أفعال الخير الذي يفعلها خفية وتجده باكيا مستغفرا متحسرا إذا ما كشفت ما يقوم به
خوفا أن يضيع قرضه مع الله ، خوفا أن يسمى مرائي ...
هل جربت أن تغار من أحدهم لأنه لا يكذب ، ولا يشتم ، ولا يغتاب ...
هل جربت أن تعفو يوما .. أن تجرب شعور المسارعة بالخيرات ...
أجبني داخلك وبيننا كل هذا البعد أن ترفع رأسك نحو الله الآن وأن تعترف له أنك كنت تغار ولكنك تفشل في أن تستمر.
تفشل أن تحمده وتنسى أن تستمر على عهد طاعته ....
إذا أردت أن تبدأ عهدا جديدا، ابحث عن الله في إطعام كل كبد رطبة لأن لك في ذلك أجرا.
ابحث عن الله في عيني والديك، ابحث عن رضاهما في دعواتهما لك وقربهما منك.
ابحث عن الله في العفو عن سيئة ...ابحث عنه داخل رغيف يتيم، وداخل صدقة لا تعلمها شمالك.
جرب أن تهرب من نفسك الضعيفة نحو الله المتين القوي، لن أحدثك كثيرا حتى لا تضيع مجددا.
بالمختصر المفيد رمضان قد أتى وأنت محظوظ لأنك أدركته .. الله يمنحك فرصة أخرى ابحث عنه الآن ...
 1  0  9.0K