المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الخميس 26 ديسمبر 2024
د. عمرعبدالله السعدون
د. عمرعبدالله السعدون
د. عمرعبدالله السعدون

قرار إيقاف "المايكرفون" في المساجد

لاشك أن (المايكرفون ) ، وسيلة حديثة قد أفادت كثيرا في* ايصال الرسالة المقصودة بأجمل صوت وأسمعه، سواء في المصالح الدينية أو الدنيوية، من صلوات ومحاضرات، واحتفالات وغيرها، وهذه الوسيلة التي أفادت كثيرا مثلها مثل* أي وسيلة حديثة،قد يعتريها بعض المفاسد، ولكن العبرة في الشريعة هو: النظر للأعم الأغلب،والمقارنة بين المصالح والمفاسد،للخروج بالنتيجة الأغلبية، وهذا مارآه العلامة الشيخ عبدالرحمن بن سعدي رحمه الله ،وهو أول من أدخل (المايكرفون) في المسجد في (نجد)،لنقل صوت الآذان ،والصلاة ،والخطبة، مما جعل بعض النساء يتحلقن ويقتربن من مسجده - أنذاك كما ذكر لنا -؛ لسماع التلاوة والخطبة، وكان إذ ذاك جهاز المايكرفون جهازا يعمل بالبطارية ،لعدم وجود الكهرباء في المسجد سابقا، ممادعى الوزير ابن سليمان للتبرع بماكينة كهرباء للمسجد،وهذا الاجتهاد الذي اجتهده الشيخ ابن سعدي عرضه لمشاكل وانتقادات كثيرة،ولكن الاجتهاد العلمي الراسخ لأي نازلة من النوازل المستجدة ،والمبني على معرفة أصول الشريعة وقواعدها وجزئياتها ، والساعي لتحقيق المصالح ، ودرء المفاسد، حتما سيقودنا لاجتهاد صائب سيستمر العمل به طويلا، وهذا ماحصل لاجتهاد العلامة الشيخ ابن سعدي في مسألة إدخال (المايكرفون) للمسجد،وعليه اصبح هذا الاجتهاد هو القول المستقر في الفقه الاسلامي ولامعارض له الآن، ولاشك أن هذه النازلة تندرج تحت مسائل (السياسة الشرعية) المبنية على القاعدة الشرعية الكلية، وهي:" تحقيق المصالح وتكثيرها،ودرء المفاسد وتقليلها"، ثم بعد ذلك خرجت اصوات نشازلاعلاقة لها بالعلم الشرعي* في الاعلام والصحافة تحذرمن الإزعاج الحاصل للناس من صوت الآذان،وصوت التلاوة،* وللاسف هذه الاصوات لم تكن مبنية على نظرة شرعية ومصلحية ولكنه تشويس تعودناه من مثل هؤلاء، ولكن للامانة العلمية فقد صدرت بعض الفتاوى بناء على بعض اسئلة واردة اليهم، من وجود بعض التشويش بين بعض المساجد بسبب اجتهادات خاصة لبعض ائمة المساجد من صغار السن وقليلي التجربة ، وذلك بزيادة عدد المايكرفونات ، ورفع صوتها بشكل زائد مما يسبب تداخلا مع اصوات المساجد القريبة ،وهذه من الحوادث المحدودة التي يمكن حصرها ومعالجتها بشكل منفرد، ومن الفتاوى الصادرة في ذلك فتوى اللجنة الدائمة للإفتاء برئاسة سماحة الإمام عبدالعزيز ابن باز،والتي قالت :بمنع المايكرفونات في خارج المسجد لهذه المفسدة وهوالتشويش على بعض المساجد والبيوت القريبة، وبعدها ورد لسماحة الشيخ ابن باز عدد من المطالبات تبين الأضرار، والمفاسد الكثيرة جراء ايقاف مكبرات الصوت خارج المسجد،وتطالب بتغيير الفتوى بالجواز بناء على المصالح الكثيرة، والمتحققة ؛ ولذلك أعادت اللجنة الدائمة للافتاء دراسة هذا الموضوع وافتت برجوعها عن المنع وأجازت ذلك ، ولاشك أن كل أمر حادث قد لايخلو من مفسدة ،والعبرة بالغالب والكثرة، ومصالح خروج صوت التلاوة والاذان والخطبة لايشك عاقل في فائدتها، ففيها من نشر الخير وسماع التلاوة والمواعظ ،تذكيرا للناسي،وتنبيها للغافل،وتعليما للجاهل،وإعانة على الخير، وعليه فقد لاحظت ولاحظ غيري المفاسد الكثيرة بعد قرار المنع من سكون الأحياءالسكون المحزن،بعد دوي الطمأنينة للمساجد بالتلاوة والمواعظ، فالبيوت لاتسمع التلاوة والمواعظ ، بل هذا السكون اضعف من همة بعض الناس من الذهاب لصلاة الجماعة ،وشعر الناس بنعمة كبيرة فقدوها،وانس عظيم بتلاوة القران سلبوه ،ومن يتابع وسائل التواصل الاجتماعي،يجد تعليقات الناس الحزينة ،ومطالبتهم بارجاع صوت التلاوة والخطب للعلن ،ثم جاءت أول جمعة بعد صدور قرار المنع،ليتجلى الضررواضحا للجميع،فإذا بجمع من المصلين خارج المسجد لم يسمعوا لاخطبة ،ولاتلاوة، بل ولم يعرفوا في أي ركعة هو الإمام..حتى أصبح الناس في حيص بيص،وتوجه عدد منهم للانصراف الى بيته ليصلي هناك،وتوجه بعضهم لاقتحام المسجد والدخول فيه متجاوزا الاحترازات الصحية والتباعد الخاص بجائحة كورونا، وإذا بهم بين الصفوف وبجوار بعضهم بعضا اضطرارا رغبة في سماع الخطبة،ولاتمام صلاتهم، ولهذا اتوجه لمعالي وزير الشؤون الاسلامية المجتهد في قراره، للرجوع عن هذا الاجتهاد، والتأسي بعلامة زمانه وامام عصره في العلم سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز وذلك برجوعه عن اجتهاده في نفس الموضوع(محل النقاش) هو ومعه جهابذة العلماء اعضاء اللجنة الدائمة، ولاأحسبك يامعالي الوزير إلا تلميذا وفيا لهؤلاء العلماء الإجلاء، وتسير بسيرهم وتقدر اجتهادهم،فليسعك ماوسعهم من الرجوع عن هذا القرار الاجتهادي ، واما المفاسد إن وجدت فتقدر بقدرها وتحصر وتعالج بطريقة فردية وبمتابعة من قبل المراقبين المكلفين بذلك ،ولو عمل استفتاء لأهالي الحي لكان أمر حسنا يكون لكل حي على حدة وأخذ رأيهم في ذلك لكان أمرا حسنا ،فهم المعنييون في هذا الامر،وفقنا الله وإياكم لمرضاته ورحمنا الله واياكم وعلماءنا والمسلمين، (اللهم اهدنا لما أختلف فيه من الحق بإذنك انك تهدي من تشاء الى صراط مستقيم).
بواسطة : د. عمرعبدالله السعدون
 19  0  367.5K