شهر رمضان بين ثقافة الاستهلاك وثقافة المشاهدة
مضى وانتهى شهر رمضان وربح فيه من ربح وخسر من خسر،، فارقنا الشهر الفضيل على حين غفلة منا، وبقدر ما كنا نتشوق لانتظاره أصبحنا نتحسر لانتهائه، وهذه سنة الله في الأيام ودورانها.
أتوقف مع القارئ الكريم مع أمرين ارتبطا في ذهنية الناس بشهر رمضان تسربا في جسد الأمة وانتشرا فيها ونحن ذاهلون، ودائما كنت أسأل نفسي:
من المسؤول عن تسرب هذين الأمرين حتى أقنعنا الناس والمجتمع انهما جزء لا يتجزأ من الشهر الفضيل؟؟؟ من الرابح من انتشارهما والإصرار على تأكيدهما وتحفيز الناس عليهما؟ لماذا الحرص على زيادة شراهة الناس إليهما؟؟ هل هما يتركان أثراً نافعا وصالحاً في المجتمع ديناً أو دنيا؟؟
الأمر الأول: ثقافة الاستهلاك ونهم الشراء وترويج الأكلات المختلفة وربطها بالشهر بالفضيل إنك ترى المتاجر تضع البضائع كأنها تلال وجبال شاهقة تسير بجانبها فتتصاغر، يجبرونك جبراً على الشراء يروجون في الإعلانات أن رمضان لا تشعر بوجوده إلا بهذا المذاق أو ذاك أو بهذه الأكلة أو تلك ويصدق الناس ذلك.
والنفوس ضعيفة فيقبل الناس على الشراء، وإرهاق جيوبهم أملاً في تذوق طعم الشهر الفضيل كما وعدوا، أو الإحساس والنشوة بشهر رمضان كما زعموا!!!.
أستغرب هذا لأن الذي ينبغي أن يروج ويدعى له هو تعويد النفس على الجوع، وكبح جماحها عن شهوة الطعام؛ لتحقيق الصفاء الروحي والتخلص من أسر النزعة المادية والتخلص من النهم والشبع كما علمنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم أن المعدة بيت الداء وبحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه. وقبل كل ذلك التوجيه القرآني: [وَكُلُواْ وَٱشۡرَبُواْ وَلَا تُسۡرِفُوٓاْۚ إِنَّهُۥ لَا يُحِبُّ ٱلۡمُسۡرِفِينَ] سورة الأعراف: الآية: 31.
أستغرب هذا أيضاً في وقت لا يزال نصف سكان العالم تقريبا أو ما يقارب 3.4 مليار نسمة يعانون من الفقر، حسب دراسة البنك الدولي كما أحيل القارئ الكريم للاطلاع على التقرير العربي المشترك حول الفقر متعدد الأبعاد الصادر عن منظمة اليونسيف بالتعاون مع جامعة الدول العربية والإسكوا التابعة لهيئة الأمم المتحدة .
وانطلاقاً من النص القرآني بتقدير الأقوات في الأرض [وَبَٰرَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَآ أَقْوَٰتَهَا] سورة فصلت ، الآية: 10. فإن أزمة الفقر والجوع هي أزمة وفرة وليست أزمة ندرة كما يزعموا .
وأختم هذه النقطة بإعلان لأحد المطاعم الشهيرة العالمية عن أحد وجباتها التي تقدمها في الشهر الفضيل استفزني كثيراً حيث يروج عن شرائح لحم البيكون مع الجبنة الشيدر قائلاً [مخلوقين لبعض] لن أتوقف مع كون اصطلاح البيكون يطلق أصلاً على لحم الخنزيز المقدد؛ لأنه ربما يمكن عمله من لحم البقر أو الدجاج ...إلى آخره
لكن أتوقف مع عبارة [مخلوقين لبعض] أي سخف هذا؟! لو أن زوجين متفاهمين في حياتهما الزوجية ما قلنا أنهما خلقا لبعض إن ترويج العبارة وتسويغها غير مقبول، ودع عنك من يتهمني بسوء الفهم والرجعية وأن المقصود التشبيه فإن تبعات ترويج المصطلح وانسحابه على الأشياء والأشخاص من الخطورة بمكان على عقيدتنا وقيمنا وثقافتنا.
الأمر الثاني: الهوس بالمسلسلات والبرامج الترفيهية إن الرابح الأكبر مادياً من ترويج مسلسلات رمضان والبرامج هم من يقوموا بإنتاجها والتمثيل فيها والعاملين بها، أما المشاهد المسكين فإنه الخاسر الأكبر على كل المستويات.
لماذا نقنع الناس بأن متابعة المسلسلات والبرامج من مقاصد شهر رمضان؟ إن رمضان فرصة لخلو الذهن من الشواغل، وتصفية الروح من الرذائل، والإقبال على الطاعة وقراءة القرآن والذكر.
وإن تعجب فلك أن تعجب من أجور الممثليين المرتفعة التي يسيل لها لعاب الفقراء، ولا يملكون إلا الامتعاض، وهم جلوس أيضا يشاهدوا نفس الممثل الذي تقاضى مبلغ كذا.
والسؤال الأهم ماذا قدم الفن في رمضان لمنظومة القيم والأخلاقيات ومعالجة المشكلات المجتمعية ومحاربة الفساد، وتعزيز المقاصد النبيلة، ماذا قدم للنهضة الحضارية والخروج من أسر التخلف والركود، ماذا قدم للتحفيز على العمل ومحاربة البطالة والاستفادة من الكفايات والطاقات المعطلة، ماذا قدم لتعزيز منظومة الحقوق والواجبات على مستوى الفرد والمجتمع.
إن نظرة سريعة على عناوين المسلسلات ومحتوى البرامج في الوطن العربي تنبئك بدون تفصيل عن الحال التي وصلنا إليها وكيف وصل عجزنا عن توظيف أداة الفن في معالجة مشكلاتنا
إننا بحاجة إلى الوعي والثقافة: ثقافة الاستهلاك وثقافة المشاهدة حتى يمكن لنا أن نضبط تصرفاتنا على الوجه الصحيح، ونغتنم الشهر الفضيل في قابل الأيام.
والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل
أتوقف مع القارئ الكريم مع أمرين ارتبطا في ذهنية الناس بشهر رمضان تسربا في جسد الأمة وانتشرا فيها ونحن ذاهلون، ودائما كنت أسأل نفسي:
من المسؤول عن تسرب هذين الأمرين حتى أقنعنا الناس والمجتمع انهما جزء لا يتجزأ من الشهر الفضيل؟؟؟ من الرابح من انتشارهما والإصرار على تأكيدهما وتحفيز الناس عليهما؟ لماذا الحرص على زيادة شراهة الناس إليهما؟؟ هل هما يتركان أثراً نافعا وصالحاً في المجتمع ديناً أو دنيا؟؟
الأمر الأول: ثقافة الاستهلاك ونهم الشراء وترويج الأكلات المختلفة وربطها بالشهر بالفضيل إنك ترى المتاجر تضع البضائع كأنها تلال وجبال شاهقة تسير بجانبها فتتصاغر، يجبرونك جبراً على الشراء يروجون في الإعلانات أن رمضان لا تشعر بوجوده إلا بهذا المذاق أو ذاك أو بهذه الأكلة أو تلك ويصدق الناس ذلك.
والنفوس ضعيفة فيقبل الناس على الشراء، وإرهاق جيوبهم أملاً في تذوق طعم الشهر الفضيل كما وعدوا، أو الإحساس والنشوة بشهر رمضان كما زعموا!!!.
أستغرب هذا لأن الذي ينبغي أن يروج ويدعى له هو تعويد النفس على الجوع، وكبح جماحها عن شهوة الطعام؛ لتحقيق الصفاء الروحي والتخلص من أسر النزعة المادية والتخلص من النهم والشبع كما علمنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم أن المعدة بيت الداء وبحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه. وقبل كل ذلك التوجيه القرآني: [وَكُلُواْ وَٱشۡرَبُواْ وَلَا تُسۡرِفُوٓاْۚ إِنَّهُۥ لَا يُحِبُّ ٱلۡمُسۡرِفِينَ] سورة الأعراف: الآية: 31.
أستغرب هذا أيضاً في وقت لا يزال نصف سكان العالم تقريبا أو ما يقارب 3.4 مليار نسمة يعانون من الفقر، حسب دراسة البنك الدولي كما أحيل القارئ الكريم للاطلاع على التقرير العربي المشترك حول الفقر متعدد الأبعاد الصادر عن منظمة اليونسيف بالتعاون مع جامعة الدول العربية والإسكوا التابعة لهيئة الأمم المتحدة .
وانطلاقاً من النص القرآني بتقدير الأقوات في الأرض [وَبَٰرَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَآ أَقْوَٰتَهَا] سورة فصلت ، الآية: 10. فإن أزمة الفقر والجوع هي أزمة وفرة وليست أزمة ندرة كما يزعموا .
وأختم هذه النقطة بإعلان لأحد المطاعم الشهيرة العالمية عن أحد وجباتها التي تقدمها في الشهر الفضيل استفزني كثيراً حيث يروج عن شرائح لحم البيكون مع الجبنة الشيدر قائلاً [مخلوقين لبعض] لن أتوقف مع كون اصطلاح البيكون يطلق أصلاً على لحم الخنزيز المقدد؛ لأنه ربما يمكن عمله من لحم البقر أو الدجاج ...إلى آخره
لكن أتوقف مع عبارة [مخلوقين لبعض] أي سخف هذا؟! لو أن زوجين متفاهمين في حياتهما الزوجية ما قلنا أنهما خلقا لبعض إن ترويج العبارة وتسويغها غير مقبول، ودع عنك من يتهمني بسوء الفهم والرجعية وأن المقصود التشبيه فإن تبعات ترويج المصطلح وانسحابه على الأشياء والأشخاص من الخطورة بمكان على عقيدتنا وقيمنا وثقافتنا.
الأمر الثاني: الهوس بالمسلسلات والبرامج الترفيهية إن الرابح الأكبر مادياً من ترويج مسلسلات رمضان والبرامج هم من يقوموا بإنتاجها والتمثيل فيها والعاملين بها، أما المشاهد المسكين فإنه الخاسر الأكبر على كل المستويات.
لماذا نقنع الناس بأن متابعة المسلسلات والبرامج من مقاصد شهر رمضان؟ إن رمضان فرصة لخلو الذهن من الشواغل، وتصفية الروح من الرذائل، والإقبال على الطاعة وقراءة القرآن والذكر.
وإن تعجب فلك أن تعجب من أجور الممثليين المرتفعة التي يسيل لها لعاب الفقراء، ولا يملكون إلا الامتعاض، وهم جلوس أيضا يشاهدوا نفس الممثل الذي تقاضى مبلغ كذا.
والسؤال الأهم ماذا قدم الفن في رمضان لمنظومة القيم والأخلاقيات ومعالجة المشكلات المجتمعية ومحاربة الفساد، وتعزيز المقاصد النبيلة، ماذا قدم للنهضة الحضارية والخروج من أسر التخلف والركود، ماذا قدم للتحفيز على العمل ومحاربة البطالة والاستفادة من الكفايات والطاقات المعطلة، ماذا قدم لتعزيز منظومة الحقوق والواجبات على مستوى الفرد والمجتمع.
إن نظرة سريعة على عناوين المسلسلات ومحتوى البرامج في الوطن العربي تنبئك بدون تفصيل عن الحال التي وصلنا إليها وكيف وصل عجزنا عن توظيف أداة الفن في معالجة مشكلاتنا
إننا بحاجة إلى الوعي والثقافة: ثقافة الاستهلاك وثقافة المشاهدة حتى يمكن لنا أن نضبط تصرفاتنا على الوجه الصحيح، ونغتنم الشهر الفضيل في قابل الأيام.
والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل