ليس دفاعًا عن علييف أو إدانة لصدام
نشرت صحيفة القدس العربي في عددها الصادر في 18 أبريل 2021، تقريراً لمراسلها في واشنطن، عن تقرير كتبه مايكل روبن، الباحث المقيم بمعهد "أمريكان انتربرايز"، ونشره في مجلة "ناشونال انتريست" الأمريكية، والذي خصصه لعقد مقارنة بين الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، ورئيس أذربيجان، إلهام علييف. خلال اطلاعي علي هذا التقرير المنشور في صحيفة القدس العربي، لفت انتباهي شئ هام، هو حجم المغالطات والأكاذيب التي يروج لها الكاتب، بداية من العنوان.
يوجد في التراث الشعبي العربي قول مأثور يقول "الخطاب يعرف من عنوانه"، وغالباً ما نطالع عناوين الأخبار قبل أن نقرأ تفاصيلها أو بعضها الذي نري فيه أهمية لنا، ومن ثم فإن العنوان كثيراً ما يشير إلي مضمون المتن أسفله، وأحياناً نكتفي بالعنوان ونفهم منه ما نريد دون قراءة باقي التفاصيل. وهذا ما يشير إليه التقرير الصادر في صحيفة القدس العربي وحمل عنوان "باحث أمريكي يتساءل: هل رئيس أذربيجان إلهام علييف هو صدام حسين الجديد؟"، فالعنوان يقوم علي كذب ومغالطة وخداع كبير للقراء، حيث لا يوجد أي علاقة للمقارنة من قريب أو بعيد بين الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، والرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، وهذه هي المغالطة الأولي في عنوان التقرير، قبل الدخول في باقي التفاصيل.
فمن حيث حرب الثماني سنوات التي شنها الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين ضد إيران من عام 1980 إلي عام 1988، ثم غزوه للكويت بعد ذلك، فالأولي هي حرب علي مناطق حدودية متنازع عليها بين إيران والعراق. والثانية هي غزو واحتلال لأراضي دولة مستقلة ذات سيادة. لا أريد الحديث كثيراً عن الرئيس الراحل صدام حسين، الذي صنعته الولايات المتحدة وحرضته ودعمته لشن حرب ضروس علي إيران بهدف وأد الثورة الإسلامية الإيرانية في مهدها، حيث لا يوجد أي مجال للمقارنة بين الشخصيتين، وسياسة كل منهما.
لذلك سأتحدث حرب قره باغ الثانية 2020، التي خاضتها أذربيجان في إقليم قره باغ، والتي كانت محور تقرير مايكل روبن، فهي لم تكن حرب حول أراضي متنازع عليها، ولا حرب لإحتلال أراضي دولة أخري بالقوة العسكرية، وإنما كانت حرب مشروعة وفق قواعد وأعراف القانون الدولي، لتحرير أراضي محتلة، بشهادة جميع الدول والمنظمات الدولية وفي مقدمتها الأمم المتحدة التي أقرت عدم أحقية أرمينيا الإعتداء علي أراضي أذربيجان واحتلال أراضيها بالقوة العسكرية، وأقرت الأمم المتحدة أن إستيلاء أرمينيا علي الأقاليم المتاخمة لإقليم "قره باغ الجبلية" غير شرعي، وأن هذه الأقاليم هي أراضي أذربيجانية محتلة، ومن ثم أصدر مجلس الأمن الدولي القرار رقم 822 في 30 أبريل 1993، بشأن احتلال إقليم "كالبجار"، والقرار رقم 853 في 29 يوليو 1993، بشأن احتلال إقليم "أغدام"، والقرار رقم 874 في 14 أكتوبر 1993 بشان احتلال أقاليم "فضولي، جبرائيل، قوبادلي"، أما القرار الرابع والذي يحمل رقم 884 في 12 نوفمبر 1993، فقد كان بشان إحتلال إقليم "زنجيلان" من قبل أرمينيا، وأقر مجلس الأمن الدولي في قرارته الأربعة بأن إقليم "قره باغ الجبلية" الذي تحتله أرمينيا هو جزء لا يتجزأ من أراضي أذربيجان، وطالب بضرورة احترام سيادة ووحدة أراضي أذربيجان والحدود المتعارف عليها من قبل المجتمع الدولي، وطالبت قرارات الأمم المتحدة بانسحاب جميع القوات الأرمنينية من أراضي أذربيجان المحتلة فوراً وبشكل كلي وبدون قيد أو شرط، وإتاحة الفرصة لعودة المهجرين إلي ديارهم وأرضهم التي هُجّروا عنها في أمن وأمان.
تولت مجموعة مينسك المنبثقة عن منظمة الأمن والتعاون في أوروبا إدارة المفاوضات والوساطة بين أذربيجان وأرمينيا حول تطبيق قرارات مجلس الأمن وانسحاب القوات الأرمينية من أراضي أذربيجان التي تحتلها، وانتظرت أذربيجان 27 عاماً دون تحقيق أي تقدم في المفاوضات، ولم تجد لها أي سبيل في المفاوضات لتحرير أراضيها، فما كان لها من خيار سوي الحرب التي لا تفهم أرمينيا غيرها، حيث كانت تراوغ في المفاوضات، باعتقادها الخاطئ أن تمسك أذربيجان بطريق المفاوضات هو نتيجة ضعف وعدم القدرة علي تحرير أراضيها بالحرب.
القوي الدولية الكبري، وخاصة أعضاء مجموعة مينسك "الولايات المتحدة، روسيا، فرنسا"، لم تشأ التدخل لوقف الحرب لعلمها التام بأن ما تقوم به أذربيجان هو حق مشروع كفله لها القانون الدولي، فعدم التدخل الأمريكي لم يكن مجاملة أو تحيزاً لأذربيجان ضد أرمينيا، وهي التي ظلت طوال ما يقارب ثلاثين عاماً لم تشأ أن تمارس أي ضغوط علي أرمينيا لتطبيق قرارات الشرعية الدولية، والإنسحاب من أراضي أذربيجان، وحتي عندما تدخلت روسيا للوساطة بعد 44 يوماً من الحرب، استطاعت خلالها أذربيجان تحرير عدد من مدنها وأقاليمها المحتلة، فقد تضمن اتفاق وقف الحرب إنسحاب أرمينيا من باقي المدن والأقاليم المحتلة، وفي ذلك إقرار ضمني بأن الحرب هي مشروعة للدفاع عن النفس وتحرير الأراضي المحتلة، وتطبيق قرارات الشرعية الدولية.
من حق أي دولة أن تخلد انتصاراتها العسكرية وغيرها من مظاهر الفخر والإعتزاز الوطني، فروسيا والدول الأوروبية الغربية مازالت تخلد ذكري الإنتصار في الحرب العالمية الثانية، فيما يعرف بعيد النصر في 9 مايو من كل عام، حيث تقيم العروض العسكرية والإحتفالات الصاخبة بمناسبة الإنتصار علي القوات النارزية، وغيرها من الدول التي خاضت حروباً للتحرير. ومن حق أذربيجان أن تخلد انتصاراتها العسكرية في حرب قره باغ الثانية 2020، سواء من خلال متحف، أو غيره من مظاهر التخليد، وكان افتتاح الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف لمتحف "حديقة الغنائم العسكرية"، في 12 أبريل 2021، يأتي في هذا السياق، حيث يعرض الأسلحة والصواريخ وخوذ الجنود الأرمن التقلي، وغيرها من غنائم الحرب، وهذا الأمر لا
وفي مغالطة آخري لمايكل روبن، أورد في تقريره أن الخارجية الأمريكية تلتزم الصمت إزاء ما يردده الرئيس إلهام علييف من أن أعمال الإبادة الجماعية بحق الأرمن، غير حقيقية، وكأن أذربيجان هي المعتدية، وهي من ترتكب المجازر وتدبر الأعمال الوحشية ضد السكان الأرمن! ولكنه لم يذكر قرينة واحد علي هذه الأعمال، وفي نفس الوقت يتجاهل عشرات القرائن علي أعمال الإبادة الجماعية التي ارتكبتها أرمينيا بحق الأذربيجانيين سواء في مذبحة خوجالي التي اقترفتها القوات المسلحة الأرمينية مساء ليلة السادس والعشرين من فبراير 1992، والتي راح ضحيتها 613 قتيلاً مدنياً أذربيجانياً، منهم 63 طفلاً، 106 امرأة، 70 من كبار السن، وكان من بينهم 8 من عائلة واحدة. كما جرح 487 شخصاً، منهم 76 طفلاً، وأسر 1275 شخصاً.
واستمراراً لمسلسل الإبادة التي تنتهجها أرمينيا ما اقترفته بحق المدنيين في مدينة كنجة خلال حرب قره باغ الأخيرة، عندما تركت ميدان المعركة، وأطلقت صواريخها علي المدنيين المسالمين في في المدن، وكذلك اصرار أرمينيا علي عدم تسليم أذربيجان خرائط مزارع الألغام التي زرعتها طوال 27 عاماً، في المناطق التي حررتها أذربيجان خلال الحرب الأخيرة، والتي تعد انتهاكاً صارخاً لحقوق السكان المدنيين في تلك المدن والقري.
لقد أصبح العالم قرية صغيرة، واصبحت المعلومات تنتقل بسرعة من مكان لآخر في مختلف أنحاء العالم، ولم يعد هناك مجال للمغالطات والأكاذيب، فقد أصبحت وسائل الإعلام بشقيها الرسمي والشعبي من خلال وسائل التواصل الإجتماعي تنقل المعلومات التي لم يعد أي إنساب يقبل بغيرها. وإذا كان مايكل روبن يختتم تقريره بالتحذير من نشوب حرب عدوانية أخرى تشنها أذربيجان، مثل غزو صدام حسين للكويت قبل قبل ثلاثة عقود، فإن الحقائق التاريخية تقول بغير ذلك، تقول أن أذربيجان لم تعتدي في أي وقت علي أي من جيرانها، وتعيش في سلام وتعاون مع جميع دول الجوار، كما تعد واحة للتنوع الديني والعرقي في الوقت الذي لا تقبل فيه أرمينيا بالعيش علي أراضيها سوي القومية الأرمينية، فالحرب لن تندلع إذا كانت دفاعاً عن النفس ضد من لا يريد العيش في أمن واستقرار.
منطقة جنوب القوقاز التي تنتمي إليها كل من أذربيجان وأرمينيا تعد من المناطق الواعدة اقتصادياً، وينتظرها العديد من المشروعات العملاقة سواء في مجالات الطاقة أو غيرها، وهذا يتطلب من جميع الدول التعاون معاً ونبذ العنف والكراهية، والتعايش في سلام من أجل تحقيق التقدم والإزدهار لجميع الشعوب.
يوجد في التراث الشعبي العربي قول مأثور يقول "الخطاب يعرف من عنوانه"، وغالباً ما نطالع عناوين الأخبار قبل أن نقرأ تفاصيلها أو بعضها الذي نري فيه أهمية لنا، ومن ثم فإن العنوان كثيراً ما يشير إلي مضمون المتن أسفله، وأحياناً نكتفي بالعنوان ونفهم منه ما نريد دون قراءة باقي التفاصيل. وهذا ما يشير إليه التقرير الصادر في صحيفة القدس العربي وحمل عنوان "باحث أمريكي يتساءل: هل رئيس أذربيجان إلهام علييف هو صدام حسين الجديد؟"، فالعنوان يقوم علي كذب ومغالطة وخداع كبير للقراء، حيث لا يوجد أي علاقة للمقارنة من قريب أو بعيد بين الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، والرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، وهذه هي المغالطة الأولي في عنوان التقرير، قبل الدخول في باقي التفاصيل.
فمن حيث حرب الثماني سنوات التي شنها الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين ضد إيران من عام 1980 إلي عام 1988، ثم غزوه للكويت بعد ذلك، فالأولي هي حرب علي مناطق حدودية متنازع عليها بين إيران والعراق. والثانية هي غزو واحتلال لأراضي دولة مستقلة ذات سيادة. لا أريد الحديث كثيراً عن الرئيس الراحل صدام حسين، الذي صنعته الولايات المتحدة وحرضته ودعمته لشن حرب ضروس علي إيران بهدف وأد الثورة الإسلامية الإيرانية في مهدها، حيث لا يوجد أي مجال للمقارنة بين الشخصيتين، وسياسة كل منهما.
لذلك سأتحدث حرب قره باغ الثانية 2020، التي خاضتها أذربيجان في إقليم قره باغ، والتي كانت محور تقرير مايكل روبن، فهي لم تكن حرب حول أراضي متنازع عليها، ولا حرب لإحتلال أراضي دولة أخري بالقوة العسكرية، وإنما كانت حرب مشروعة وفق قواعد وأعراف القانون الدولي، لتحرير أراضي محتلة، بشهادة جميع الدول والمنظمات الدولية وفي مقدمتها الأمم المتحدة التي أقرت عدم أحقية أرمينيا الإعتداء علي أراضي أذربيجان واحتلال أراضيها بالقوة العسكرية، وأقرت الأمم المتحدة أن إستيلاء أرمينيا علي الأقاليم المتاخمة لإقليم "قره باغ الجبلية" غير شرعي، وأن هذه الأقاليم هي أراضي أذربيجانية محتلة، ومن ثم أصدر مجلس الأمن الدولي القرار رقم 822 في 30 أبريل 1993، بشأن احتلال إقليم "كالبجار"، والقرار رقم 853 في 29 يوليو 1993، بشأن احتلال إقليم "أغدام"، والقرار رقم 874 في 14 أكتوبر 1993 بشان احتلال أقاليم "فضولي، جبرائيل، قوبادلي"، أما القرار الرابع والذي يحمل رقم 884 في 12 نوفمبر 1993، فقد كان بشان إحتلال إقليم "زنجيلان" من قبل أرمينيا، وأقر مجلس الأمن الدولي في قرارته الأربعة بأن إقليم "قره باغ الجبلية" الذي تحتله أرمينيا هو جزء لا يتجزأ من أراضي أذربيجان، وطالب بضرورة احترام سيادة ووحدة أراضي أذربيجان والحدود المتعارف عليها من قبل المجتمع الدولي، وطالبت قرارات الأمم المتحدة بانسحاب جميع القوات الأرمنينية من أراضي أذربيجان المحتلة فوراً وبشكل كلي وبدون قيد أو شرط، وإتاحة الفرصة لعودة المهجرين إلي ديارهم وأرضهم التي هُجّروا عنها في أمن وأمان.
تولت مجموعة مينسك المنبثقة عن منظمة الأمن والتعاون في أوروبا إدارة المفاوضات والوساطة بين أذربيجان وأرمينيا حول تطبيق قرارات مجلس الأمن وانسحاب القوات الأرمينية من أراضي أذربيجان التي تحتلها، وانتظرت أذربيجان 27 عاماً دون تحقيق أي تقدم في المفاوضات، ولم تجد لها أي سبيل في المفاوضات لتحرير أراضيها، فما كان لها من خيار سوي الحرب التي لا تفهم أرمينيا غيرها، حيث كانت تراوغ في المفاوضات، باعتقادها الخاطئ أن تمسك أذربيجان بطريق المفاوضات هو نتيجة ضعف وعدم القدرة علي تحرير أراضيها بالحرب.
القوي الدولية الكبري، وخاصة أعضاء مجموعة مينسك "الولايات المتحدة، روسيا، فرنسا"، لم تشأ التدخل لوقف الحرب لعلمها التام بأن ما تقوم به أذربيجان هو حق مشروع كفله لها القانون الدولي، فعدم التدخل الأمريكي لم يكن مجاملة أو تحيزاً لأذربيجان ضد أرمينيا، وهي التي ظلت طوال ما يقارب ثلاثين عاماً لم تشأ أن تمارس أي ضغوط علي أرمينيا لتطبيق قرارات الشرعية الدولية، والإنسحاب من أراضي أذربيجان، وحتي عندما تدخلت روسيا للوساطة بعد 44 يوماً من الحرب، استطاعت خلالها أذربيجان تحرير عدد من مدنها وأقاليمها المحتلة، فقد تضمن اتفاق وقف الحرب إنسحاب أرمينيا من باقي المدن والأقاليم المحتلة، وفي ذلك إقرار ضمني بأن الحرب هي مشروعة للدفاع عن النفس وتحرير الأراضي المحتلة، وتطبيق قرارات الشرعية الدولية.
من حق أي دولة أن تخلد انتصاراتها العسكرية وغيرها من مظاهر الفخر والإعتزاز الوطني، فروسيا والدول الأوروبية الغربية مازالت تخلد ذكري الإنتصار في الحرب العالمية الثانية، فيما يعرف بعيد النصر في 9 مايو من كل عام، حيث تقيم العروض العسكرية والإحتفالات الصاخبة بمناسبة الإنتصار علي القوات النارزية، وغيرها من الدول التي خاضت حروباً للتحرير. ومن حق أذربيجان أن تخلد انتصاراتها العسكرية في حرب قره باغ الثانية 2020، سواء من خلال متحف، أو غيره من مظاهر التخليد، وكان افتتاح الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف لمتحف "حديقة الغنائم العسكرية"، في 12 أبريل 2021، يأتي في هذا السياق، حيث يعرض الأسلحة والصواريخ وخوذ الجنود الأرمن التقلي، وغيرها من غنائم الحرب، وهذا الأمر لا
وفي مغالطة آخري لمايكل روبن، أورد في تقريره أن الخارجية الأمريكية تلتزم الصمت إزاء ما يردده الرئيس إلهام علييف من أن أعمال الإبادة الجماعية بحق الأرمن، غير حقيقية، وكأن أذربيجان هي المعتدية، وهي من ترتكب المجازر وتدبر الأعمال الوحشية ضد السكان الأرمن! ولكنه لم يذكر قرينة واحد علي هذه الأعمال، وفي نفس الوقت يتجاهل عشرات القرائن علي أعمال الإبادة الجماعية التي ارتكبتها أرمينيا بحق الأذربيجانيين سواء في مذبحة خوجالي التي اقترفتها القوات المسلحة الأرمينية مساء ليلة السادس والعشرين من فبراير 1992، والتي راح ضحيتها 613 قتيلاً مدنياً أذربيجانياً، منهم 63 طفلاً، 106 امرأة، 70 من كبار السن، وكان من بينهم 8 من عائلة واحدة. كما جرح 487 شخصاً، منهم 76 طفلاً، وأسر 1275 شخصاً.
واستمراراً لمسلسل الإبادة التي تنتهجها أرمينيا ما اقترفته بحق المدنيين في مدينة كنجة خلال حرب قره باغ الأخيرة، عندما تركت ميدان المعركة، وأطلقت صواريخها علي المدنيين المسالمين في في المدن، وكذلك اصرار أرمينيا علي عدم تسليم أذربيجان خرائط مزارع الألغام التي زرعتها طوال 27 عاماً، في المناطق التي حررتها أذربيجان خلال الحرب الأخيرة، والتي تعد انتهاكاً صارخاً لحقوق السكان المدنيين في تلك المدن والقري.
لقد أصبح العالم قرية صغيرة، واصبحت المعلومات تنتقل بسرعة من مكان لآخر في مختلف أنحاء العالم، ولم يعد هناك مجال للمغالطات والأكاذيب، فقد أصبحت وسائل الإعلام بشقيها الرسمي والشعبي من خلال وسائل التواصل الإجتماعي تنقل المعلومات التي لم يعد أي إنساب يقبل بغيرها. وإذا كان مايكل روبن يختتم تقريره بالتحذير من نشوب حرب عدوانية أخرى تشنها أذربيجان، مثل غزو صدام حسين للكويت قبل قبل ثلاثة عقود، فإن الحقائق التاريخية تقول بغير ذلك، تقول أن أذربيجان لم تعتدي في أي وقت علي أي من جيرانها، وتعيش في سلام وتعاون مع جميع دول الجوار، كما تعد واحة للتنوع الديني والعرقي في الوقت الذي لا تقبل فيه أرمينيا بالعيش علي أراضيها سوي القومية الأرمينية، فالحرب لن تندلع إذا كانت دفاعاً عن النفس ضد من لا يريد العيش في أمن واستقرار.
منطقة جنوب القوقاز التي تنتمي إليها كل من أذربيجان وأرمينيا تعد من المناطق الواعدة اقتصادياً، وينتظرها العديد من المشروعات العملاقة سواء في مجالات الطاقة أو غيرها، وهذا يتطلب من جميع الدول التعاون معاً ونبذ العنف والكراهية، والتعايش في سلام من أجل تحقيق التقدم والإزدهار لجميع الشعوب.