ثعبان البيثون والسفر إلى الداخل
نوع من الثعابين يستفاد منه في صناعة الجلود وينسب إليه جلد البيثون المتميز في صناعة الشنط والأحذية وغير ذلك
ثعبان غير سام ضخم جدا طويل الحجم من ٩ إلى ١٥ مترا
يصطاد الخراف والغزلان وربما البشر أحيانا ويطحن ضلوعها أولا بالالتفاف حولها ثم يبتلعها
يغيب شهرا أو اثنين حتى يهضم فريسته تماما ثم يعاود الكرة مرة أخرى
لعل القارىء الآن يستغرب بعلاقة تقنية ثعبان البيثون في غذائه بالجانب الفكري والثقافي
في الحقيقة أرى أنه ما أحوجنا إلى استخدام هذه التقنية في النهل المعرفي والفكري
إن اصطياد الفريسة وتفتيت ضلوعها وطحنها هو تماما ما يجب فعله مع المعلومات والمواد الفكرية والعلمية التي يتغذى عليها طالب العلم فلا يبتلعها جملة فيختنق وتصعب عليه المادة العلمية أو يشرق فلا يمكنه لفظها وإخراجها أو ابتلاعها فلا يتمكن من إعادة تدويرها والاستفادة منها
ثم إن مكوث الثعبان شهران مثلا لإتمام عملية الهضم هو ما يجب أن نقوم به أي السفر إلى الداخل بالتفكير والتأمل وتقليب الرأي وإعمال الفكر والتحليل للمادة العلمية حتى يمكن هضمها إنها عملية سفر داخلية مع النفس والعقل عندئذ يمكن توليد الأفكار والإبداع والابتكار المعرفي
إننا نسارع إلى السفر إلى الخارج بجمع المادة العلمية والقراءة المتسرعة دون فهم ونغفل عن السفر إلى الداخل لإعطاء العقل مهلة للتأمل والنظر والتحليل والتعليل والمقارنة والترجيح.
فهل نستفيد من ثعبان البيثون السفر إلى الداخل قبل أن نستفيد منه المكونات المادية في الصناعة؟؟؟
أستاذ الثقافة والفكر الإسلامي