من يبدأ نصا ..خطبة النص فليتم زواجه
وانا أقلب صفحات الكثير من الكتب ألفي نفسي أمام معان مبتورة وأفكار مطلقة ونصوص ثكلى وأرامل ، لا ينفك اللفظ فيها يستمتع بخطواته الأولى حتى تبتر ساقيه أجدني كالذي مناه أحدهم بحكاية جميلة قبل النوم فأجدني وحدي أحكيها ووحدي أرويها كل هذا ولا أنام ، من السيء أن يبدأ المبدع بتجهيز القلم واستنفار الأفكار ويجمع حلو الكلام والرقيق من الاحساس والوافر من الكلم كي يذهب لخطبة النص من بيت الخيال بالحسب والنسب فيتردد الخيال ويقنعه المبدع و بدفع المهر غير منقوص وبالطريقة التي يريدها ثم ما إن يعطيه الخيال نصه بكل ثقة وقناعة وهو متأكد انه سيصونه ويحفظه وبنجب له الكثير من الاحفاد واذ بالمبدع يخون ويلعب براسه فراغ الملكة الفكرية وقصور الملكة اللغوية فيقرر فجأة أن يتوقف متى يشاء وهو عاجز كل العجز أن يتبنى رواية أو متفرقات إن صح التعبير فيتهرب من كتابه ويترك النصوص ثكالى وأرامل بحجة أنه مازال الكثير من الكلام تفسره ثلاث نقط وكلمة يتبع