المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الخميس 26 ديسمبر 2024
اللواء دكتور / محمود ضياء
اللواء دكتور / محمود ضياء
اللواء دكتور / محمود ضياء

دور المجتمع فى مواجهة التطرف

استمرارا لسلسلة تحصين العقول والتي بدأناها سوياً منذ أيام قليلة، ولحرصي على أبنائي من الأجيال الصاعدة خاصة فى المرحلة الجامعية، والتى تتصارع فيها الأفكار، ويبحث الشاب فيها على هويته، ويبرز دور الاستقطاب من التيارات المختلفة سواء السياسية، أو الدينية، أو الرياضية، أو المتشددة 000 ألخ، وجب علينا أن نساهم فى توعية أبنائنا وتحصينهم ضد التيارات المتشددة فكرياً فى أى من المجالات، لأن الغلو والتطرف منبوذ فى أى شيء.
بداية دعونا نعرف ما هو التطرف، فالتطرف فى أبسط معانيه هو الغلو والتشدد والمبالغة والبعد عن الوسطية أو عن الشيء الطبيعي، وهو أيضاً الخروج عن قيم ومعايير وعادات المجتمع وتبنى ما هو مخالف لها، ومن أهم صور التطرف : التطرف الفكري والذى يعد أخطر أنواع التطرف ويتمثل فى الخروج عن القواعد الفكرية والثقافية السائدة فى المجتمع ومن مظاهره التعصب للرأي وعدم قبول الآخر، والتطرف الديني ويبرز فى البعد عن الاعتدال والوسطية والسماحة والمحبة التى تنادى بها جميع الأديان السماوية فكراً وعملاً، وأيضاً هناك التطرف السياسي والذى يتمثل فى اتخاذ مواقف عنصرية متشددة تجاه حزب معين أو شعب من الشعوب
أو جماعة من الجماعات أو نادى من الأندية الرياضية، وأخيراً التطرف الأخلاقي والسلوكي والاجتماعي وأعتقد أنهم لا يحتاجوا إلى تعريف فما نشاهده ونسمع به الأن في كافة الأوساط من انحرافات فى الملبس، والتعامل مع الأسرة، واحترام الكبير وتوقيره، وسلوكيات فى المعاملات، وخلافه، تعكس للأسف ما وصل إليه الكثير من أبنائنا من انحرافات أخلاقية وسلوكية.

وتعد التنشئة الأسرية الخاطئة وانخفاض المستوى الاقتصادي والاجتماعي للأسرة وانتشار العشوائيات، أبرز أسباب وعوامل نمو التطرف، فالشباب الذى نشأ فى المناطق العشوائية يسهل استقطابه وتجنيده من قبل الجماعات المتطرفة والتي تتخذ من التشدد والعنف وسيلة لتحقيق أهدافها.
من هنا يبرز دور الأمن الفكري لتحصين المجتمع وأفراده وتوجيههم وحثهم على التمسك بالوسطية والبعد عن الغلو والتطرف والتشدد فى الفكر والعمل، فالخطر الحقيقي لا يكمن فى وجود بعض الأفراد من ذوى الفكر المتشدد، بل فى انتشار الفكر المتشدد والمتطرف واتساع نطاقه ونمو وازدياد مؤيديه، وتحوله إلى جزء من ثقافة المجتمع، ثم محاولة فرضه بالقوة.
ولمعالجة ظاهرة التطرف يجب العمل على استعادة الأسرة لدورها الريادي فى غرس قيم التسامح واحترام القانون، وتعزيز الولاء والانتماء للوطن وتحمل المسؤولية تجاهه، وهو الدور الأساسي والذى تراجع للأسف بشدة خلال السنوات الأخيرة،
كما يجب تنمية الوعى السياسي والاجتماعي والفكري والثقافي لدى أبنائنا من خلال إبراز قيم الوسطية والاعتدال وترسيخ مبادئ الحوار الديمقراطي واحترام الآخر، بالتوازي مع تحسين الأوضاع الاقتصادية، وتوفير فرص عمل لشباب الخريجين، وأن تفرز الجامعات والمعاهد التعليمية لنا خريجين وفقاً لاحتياجات سوق العمل الفعلية، وليس حاملي شهادات فقط، بالإضافة إلى تحقيق الانضباط فى المنظومة الإعلامية وأن تراعى المصداقية والأمانة فى العرض ويتم تنقية الإعلام من الدخلاء الباحثين عن الثراء على حساب أمن واستقرار الوطن، غير مدركين أن الكلمة والصورة التى تبث من خلال تلك القنوات يمكنها تدمير أجيال بل أوطان.

ومن هنا أيضاً يبرز دور المجتمع فى مواجهة التطرف حيث تسهم قوة المجتمع وتماسكه فى الحد من التطرف فيجب أيضاً تعظيم دور المؤسسات الدينية من مساجد وكنائس فى التعريف بصحيح الأديان، كما يجب على المواطن وهو العنصر الأساسي فى مواجهة التطرف بوعيه ومشاركته الفاعلة فى بناء وطنه من خلال عدم الاستماع للشائعات، والدفاع عن مكتسبات الوطن، وتحصين نفسه بالعلم والمعلومات الموثوقة من مصادرها الصحيحة، وأن يكون مواطناً فاعلاً فى الحفاظ على الأمن بالإبلاغ عن أي شيء يثير الشبهات.
بواسطة : اللواء دكتور / محمود ضياء
 0  0  24.4K