تجارب الآباء ذخر للإبناء
الحياة تتابع واستمرارية بلا توقف والزمن يسير والزمان يضيف إبداعات على الإرث الذي وصله حسب الزمان والمكان .
في مجتمعنا الطيب تشكل الأسرة وعلاقات المودة والإحترام أركاناً أساسية في البناء الإجتماعي وهذا أمر يحسدنا العالم عليه في هذا المجتمع يرث الإنسان من آبائه وأجداده ليس أشياء مادية فحسب وإنما يصله ماهو أعمق من ذلك بكثير، إنه يحصل منهم على القيم الإنسانية العظيمة وعلى كل ما يكفل للإنسان حياة كريمة، حيث أن المثل العليا التي يتوجها الإسلام الحنيف هي السائدة في ديارنا.
قد يقول قائل إن العصر تميز والحياة أصبحت بأنظمة التقنية الحديثةإلى ما هنالك من تغيرات ومالأجدادنا ، وهذا نعم التغيير يشمل العالم كله وهو ليس وليد وقته، وإنما يحدث على الدوام، فلو رجعنا ثلاثة آلاف عام للوراء لوجدنا أن الإنسان قد اخترع الكتابة آنذاك، ولو رجعنا عقوداً لوجدناه قد صنع الطائرة، أو صعد إلى القمر وكل ذلك أو غيره أحداث هائلة في تاريخ البشرية .
لقد استفاد الإنسان في كل ذلك من تجارب وخبرات من سبقوه وأضاف عليها فكان النتاج إثراء لحضارة البشر.
نحن في بلادنا بنى لنا آباؤنا القاعدة الصلبة والمتينة التي لا ينقصها إلا أن تواصل المسيرة بنفس الخطى متقدمين إلى الأفضل بلا كلل ولا ملل حتى يكتمل البينان ويزداد جمالاً .
لاعيب في رجوع لفكر ورأي من سبقنا ففيه نجد الكثير، علينا الإفادة من تجاربهم وخبراتهم في معركة الحياة شريطة أن نعمل بأسلوب التجديد والتحديث والإبتكار حسب مجالات العمل ووظائفها بحيث يتناسب عملنا مع مقتضيات العصر ويستحق آنذاك أن نطلق عليه لفظة "إبداع" بما تعنيه هذه الكلمة من معاني عميقة، إن خبرة سلفنا كبيرة حقاً وهي أمانة في أعناقنا فلنكن على قدر المسؤولية . والله الموفق ،،