قمة عشرينية للأرض وأخبارها المناخية
منظر لا يكاد يفارق مخيلتي وكأني أرى الأرض تشتكي لربها من نار أشعلت لهيب جوهرها ،فازدادت حرائق غاباتها، وثارت براكين من محيطها، وسحابة رمادية كربونية فوق أجوائها، والحكومات ضاع وقتها في مؤتمرات لم يطبق منها أي قرار يحمي الأرض من كارثة تنزع معالم أوطانها إنه (الاحتباس الحراري) حبس أوعية البشر عن التفكير وكشف لنا حجم تدبير هذا الكون من ربّ خلقه وسيحميه من عبث الانسان الذي طغى في صناعة التدمير بدلا من التعمير لتنكشف حقيقة ضعفه ، فمنذ أن حلّ فايروس كورونا ضيفا على مجرة الحياة البشرية واستقبلته الحكومات وفتحت له الحدود والدروب، واستسلمت له منظمات العمل والقرار في كل محطات الحراك السياسي والاقتصادي والتنموي وغيرها، لتقف محركات البشر التنظيمية مستسلمة في الجو والبر والبحر والفضاء الخارجي ، لقد قرأتها نقطة تحولية تغييرية لا زال البشر في عجز عن بداية انطلاقها وأثار انتشارها بين اتهامات للداء والدواء، وهذه التقارير اليومية لنشرات الأخبار ومواقع التواصل العالمية لمنظمات الأمم المتحدة لمستجدات فايروس كوفيد وإذا بها تقارير صحية بحتة أو إشارة لتدهور الاقتصاد العالمي في ظل العزلة أو توقف سير خطوط الملاحة والنقل أو شارة لسياسة الحكومات في تقليل انتشار الفايروس ، وبقيت هذه الأرض في عزلة حتى صمت الجميع وانطلقت زفرات أنفاسها نقية لتعلن الأمم المتحدة في تقرير لها الأربعاء 9 سبتمبر 2020 أن تراكم الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي للأرض، بلغ ارتفاعا قياسيا هذا العام إذ لم يكن للتباطؤ الاقتصادي الناتج عن تفشي جائحة فيروس كورونا أثرا يذكر على المدى البعيد ووفق التقرير، فالانخفاض الحاد، لكن قصير الأمد، في انبعاثات الغازات في وقت سابق هذا العام، لم يمثل سوى نسبة ضئيلة من تراكم الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري.
حتى عندما أعلنت وكالة ناسا الفضائية عن تآكل طبقة الأوزون فوق القطب الشمالي التي بلغت مستوى قياسيا في مارس 2011م واليوم مع جائحة كوفيد كورونا ينغلق الثقب نهائيا ، ثار الجدل بين المنظمات الدولية للأرصاد الجوية عن وجود علاقة في هذه الظواهر البيئية مع عزلة الجائحة مثل انخفاض غازات الاحتباس الحراري وتحسّن جودة الهواء، ولكن الأمر يبدو غير ذلك.
من وجهتي نظري أن كارثة الاحتباس الحراري أضخم من كارثة كوفيد 19 التي عصفت بالاقتصاديات ومعالم غير مسبوقة لمعالم الحياة المدنية، لقد شاهدنا وتابعنا تزايد حرائق الغابات في شمال الأرض وجنوبها ، واهتزت قشرتها في الشرق والغرب منها، وتفجرت الميادين والدول بأيد عابثة مدمرة، وتلاطمت الأمواج في أعاصير دمرت دولا ومقاطعات معمورة، فكيف الان وقد أعلنت أغلب الدول زوال أزمة كورونا وعودة خطوط التنقل بينها وكل همها أن يزدهر اقتصادها وتنمو أسواقها وتشتعل مصانع انتاجها ليكون المال المحرك الأول قبل ضمان حياة البشرية ، لابد للخطابات السياسية من وقفة حاسمة بنظام يضمن لأنفاس أرضنا أن تفوح بحرية مطلقة، وتنمو خيراتها بثروة نباتية توقف سموم المصانع والكربونات النووية ، أرى أن كل الحلول بيد أصحابها، المهم أن تنطلق الفرق التطوعية ويتم تشجيع الابتكارات العلمية التي تحيل انبثاق السموم وتجعله يعود بصورة صناعية أخرى لا ضرار منها . إن الكوارث الطبيعية البيئية في كل عام تزداد وقد حصدت أعدادا من الخليقة تفوق ما دمرته الحروب، ولا نملك كمسلمين إلا الأخذ بالأسباب فالكون كون الله يتدبر أمره ويتصرف فيه بحكمته ولطفه وقد وضع سبحانه بين أعيينا مفاتيح النجاة وخارطة طريق في التدبر والبحث والتفكّر لنستطيع انقاذ ما نقدر عليه من الأرواح والعيش بسلام آمن.
وأنا اليوم أمثل وطني كمتعلمة تعمقت في البحث العلمي ولم أتجاوز العاشرة تدربت وشاركت وقرأت وكتبت الأبحاث العلمية وشاركت بالمسابقات العلمية لأصنع من البيئة والأرض معالم مستقبلي ( الجيوفيزيائية**) وأشارك مجتمعي ووطني قضاياه المحلية والعالمية لأنني أؤمن أن الحل بيننا يستوقده فكر حباه الله من المنطق والخيال ليصنع المعجزات ونحلق بأوطاننا للعلياء دوما. ومملكتنا اليوم بقيادتها لمجموعة العشرين وطرح العديد من القضايا العالمية تشارك وتضع من فكر وتجارب وانجازات الريادة السعودية من دراسات علمية وتخطيط استراتيجي وتجارب حيّة بتوظيف الذكاء الاصطناعي والمعلومات الرقمية ولعل مجموعة الحضرية (U20) جاءت في توجهاتها إلى تشكيل موقف مشترك بشأن القضايا الحضرية المهمة وأولها قضية التغيير المناخي وأرى من الضروري أن تتضافر معها مجموعة العلوم والشباب والفكر لتتحول هذه التوصيات لواقع معزز يبشر بالقضاء على هذه الكارثة البيئية التي تهدد البشرية . هذه الفرص الحاضنة لم أجد مثل وطني في امتلاك مفاتيح توظيفها
لتقود العالم الريادي في القرن الواحد والعشرين معرفيًا واقتصاديًا وسياسيًا وإنسانيًا بنبض الأمل والسلام وبروح تعشق العلياء.